من المستفيد بتفجير خط «نورد ستريم»؟ تبادل اتهامات بين روسيا والغرب

علاء بريك
الغاز في

قال رئيس الوزراء البولندي، ماتيوس موراويكي، إن الانفجارات "عمل تخريبي"، وقالت نظيرته الدنماركية، ميت فريدريكسن، إنها تعتقد أن التسريبات "متعمدة".


بعد تسربات الغاز من خطي نورد ستريم، تتباين التكهنات بشأن أسبابها بين مَن يرونها عملًا روسيًّا متعمدًا، ومَن يرونها عملًا غربيًّا، وفريق ثالث لا يزال في حيرة.

وكانت كل من الدنمارك والسويد قد منعت حركة السفن في منطقة التسريبات، بعد تعرض الخطين لـ3 انفجارات في يوم واحد في سابقة أولى لم تحصل قبل. وقال رئيس الوزراء البولندي، ماتيوس موراويكي، إن الانفجارات “عمل تخريبي”، وقالت نظيرته الدنماركية، ميت فريدريكسن، إنها تعتقد أن التسريبات “متعمدة”.

فعل متعمد

قال رئيس الوزراء البولندي، ماتيوس موراويكي، إن الانفجارات “عمل تخريبي”، وقالت نظيرته الدنماركية، ميت فريدريكسن، إنها تعتقد أن التسريبات “متعمدة”، وقالت هيئة الطاقة الدنماركية إن هذا النوع من الانفجارات “نادر للغاية”، وأما رئيسة الاتحاد الأوروبي، أورسولا فون ديرلاين، فقد حذرت من أن “أي تعطيل متعمد للبنية التحتية للطاقة الأوروبية أمر غير مقبول ويترتب عليه رد قاسٍ”.

وأورد تقرير نشرته صحيفة “واشنطن بوست“، أمس الأربعاء، أن الانفجارات لم تكن ناجمة عن زلازل بناءً على ما أفادته مراكز رصد الزلازل في الدنمارك والسويد، وأعرب الممثل السامي للشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوسيب بوريل، عن أن هذه “الحوادث ليست من قبيل المصادفة، فكل المعلومات تشير إلى أنها فعل متعمد”.

الأصابع تشير إلى روسيا

بحسب محرر الشؤون الأوروبية في صحيفة “التليجراف“، جيمس كريسب، فإن لروسيا مصلحة مباشرة في هذه الانفجارات، لكونها تتزامن مع تدشين خط “ترانس بلطيق” للغاز الواصل بين النرويج وبولندا والقريب من خط نورد ستريم، وبالتالي إيصال رسالة، ولو بلغت كلفتها بضعة ملايين من الدولارات، تهديد صريحة بأن الكرملين لن يسمح بشتاء دافئ في المنطقة.

وعلاوة على ذلك، قد تمثل عمليات التخريب بحق منشآت روسية عاملة في أوروبا ورقة ضغط يلوح بها اليمين الأوروبي الصاعد، فيكتور أوربان في المجر وجورجيا ميلوني في إيطاليا، في وجه العقوبات الأوروبية، والجدير بالذكر أن موسكو حذرت الأسبوع الماضي من أن أوكرانيا تعتزم تنفيذ هجوم “إرهابي” على خط ترك ستريم الذي ينقل الغاز من روسيا إلى أوروبا.

روسيا ترد

في معرض الاتهامات الغربية لموسكو بتدبير التخريب، قال المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، إن مثل هذه المزاعم من القادة الأوروبيين “غبية على نحو متوقع وسخيفة”، وقال إن روسيا ليس لديها مصلحة في إتلاف الخط بسبب ارتفاع قيمة الغاز الذي ضاع بسبب التسرب، والذي تقدر قيمته بنحو 300 مليون دولار.

وقد ألمح بيسكوف إلى أن الحكومة الأمريكية كانت وراء التفجيرات، مشيرًا إلى تعليق الرئيس بايدن في فبراير بأنه “لن يكون هناك نورد ستريم 2” إذا شنت روسيا حربًا ضد أوكرانيا، وأضاف أن الوضع “يتطلب حوارًا وتفاعلًا عمليًّا بين جميع الأطراف لمعرفة ما حدث في أقرب وقت ممكن”.

احتمالات بعيدة لكنها ممكنة

في تقرير لستيفن وشوشانا براين في موقع “آسيا تايمز” نُشِر أمس، فإن الولايات المتحدة حذرت حلفاءها في أوروبا من الاعتماد على الغاز الروسي، ويرى التقرير أن بعض الدول في المنطقة، مثل فنلندا وأوكرانيا، لها مصلحة في تخريب الخط الروسي، لكن هذا يظل احتمالًا بعيدًا لما يحمله من مخاطر عسكرية وأمنية.

وحسب التقرير، فقد زادت الولايات المتحدة صادراتها من الغاز المسال إلى أوروبا وقد تفكر فعليًّا في ضرب الخط إذا رأت أن الابتزاز في ملف الطاقة يهدد بتغيير موقف أوروبا من روسيا، بيد أن الكاتبين قد استبعدا إلى حدٍّ ما هذه الفرضية، لكن الثابت لديهما أن الإجابة الحاسمة لم تظهر بعد، وأن حس عدم المسؤولية في أوروبا فاضح لكونها وافقت على استيراد الغاز من عدو معروف مدة 37 سنة.

ربما يعجبك أيضا