حرب غزة.. هل تتورط أمريكا في معركة جديدة بالشرق الأوسط؟

تحليل: الولايات المتحدة قد تجد نفسها إزاء حرب جديدة مع إيران وحلفائها الإقليميين

محمد النحاس

نصح الأمريكيون نظرائهم في إسرائيل بأن يتجنبوا أخطاء الماضي التي وقعت فيها واشنطن.. فهل تعمل الولايات المتحدة نفسها بهذه النصيحة؟ أم أنها بصدد تكرار التجارب السابقة؟


تدريجيًّا، تتزايد مخاطر الصراع بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية، حيث تتواصل المناوشات على الحدود الإسرائيلية اللبنانية، فضلاً عن ضربات مليشيات الحوثي.

تحليل نشرته مجلة “ريسبنسبول ستيت كرافت” الأمريكية يشير إلى أنّ الوابل الأخير من الصواريخ الباليستية، والطائرات المسيرة، التي أطلقتها مليشيات الحوثي سوف يستمر، إلى جانب هجمات مختلف المجموعات على القواعد الامريكية بالمنطقة، وكل ذلك يعطي دلالة على أن الصراع بات يتوسع بسرعة.

“محور الشر”

يرى محلل السياسة الخارجية في معهد كاتو جوناثان هوفمان، أن الولايات المتحدة ربما تجد نفسها إزاء حرب جديدة مع إيران وحلفائها الإقليميين، والذين يصنّفهم كثيرون في الكونجرس جزءًا من “محور الشر” الجديد، والذي يضم روسيا والصين.

وبحسب تحليل هوفمان المنشور في المجلة الأمريكية التابعة لمعهد كوينسي لفن الحكم الرشيد الاثنين 6 نوفمبر 2023، فإن إدارة الرئيس الأمريكي بادين على الرغم من استعدادها للتوسع المحتمل للصراع، فإنها لا تتخذ الإجراءات الكافية لمنع وقوع “مثل هذه الكارثة”.

تعبيرًا عن ذلك، تتزايد مخاوف الرأي العام الأمريكي من أن الولايات المتحدة ستجر إلى حرب أخرى في الشرق الأوسط، فوفقًا لاستطلاع رأي أجراه معهد كوينيبياك مؤخرًا، كان 84% من المشاركين إما قلقين “جدًا” أو “إلى حدٍ ما” من إمكانية انجرار الولايات المتحدة إلى الحرب.

أخطاء الماضي بين أمريكا وإسرائيل

حذرت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن مرارًا من ارتكاب نفس الأخطاء التي وقعت فيها الولايات المتحدة في أعقاب أحداث 11 سبتمبر، ومع ذلك يبدو أن واشنطن لم تتعلم من أخطائها على مدار العقدين الماضيين، وفقًا لوهفمان.

إذا كانت الإدارة الأمريكية، لا تريد الدخول في حرب أخرى في الشرق الأوسط، فعليها أن تمنع دخول جهات فاعلة أخرى من جميع أنحاء المنطقة في الصراع، لكن يبدو أن الطريقة التي تُدار بها الحرب في الوقت الحاضر تجعل هذه النتيجة أكثر احتمالًا، حسب التحليل.

حضور أمريكي في الشرق الأوسط

في أعقاب هجوم الـ 7 من أكتوبر، عمدت الولايات المتحدة لزيادة تواجدها العسكري في الشرق الأوسط بغية منع الموقف من التدهور تجاه صراع إقليمي واسع النطاق، وفق محلل السياسة الخارجية في معهد كاتو جوناثان هوفمان.

ونشرت الولايات المتحدة، حاملتي طائرات في المنطقة، تضم كل واحدة منهما نحو 7500 فرد، ومدمرتين بصواريخ موجهة، وتسعة أسراب جوية في منطقة شرق المتوسط ​​والبحر الأحمر، ورفعت عدد الجنود بالإضافة إلى الآلاف المتواجدين بالفعل.

جبهات على وشك الاشتعال

جرى استهداف القوات الأمريكية في الشرق الأوسط 23 مرة على الأقل في العراق وسوريا منذ الـ 7 من أكتوبر، وشنّت القوات الأمريكية غارات جوية على منشأتين مرتبطتين بالحرس الثوري الإيراني في سوريا، وتعهدت بالانتقام إذا استمر استهداف الأمريكيين، وفي جبهة لبنان – إسرائيل قُتل نحو 50 مقاتلا حزب الله الذي بات يشن ضربات شبه يومية على إسرائيل.

ويرى التحليل ضرورة أن تدرك إدارة بايدن الحقيقة التي مفادها أن حربًا واسعة النطاق في الشرق الأوسط ستكون مدمرة للولايات المتحدة والمنطقة، خاصةً مع انشغال واشنطن في منافستها مع بكين، وفي دعمها الهائل لأوكرانيا في حربها المستمرة منذ نحو 20 شهرًا مع روسيا.

على حافة صراع إقليمي شامل

إذا ما وقع صراع إقليمي شامل، فسيتعين على الولايات المتحدة أن يكون لها نصيب الأسد من القتال، كما أنها ستتحمل غالبية تكاليفه، ومن شأن مثل هذه الحرب أن تؤدي إلى مستويات جديدة لتورط الولايات المتحدة في المنطقة في وقت لم يعد فيه الشرق الأوسط مسرحاً رئيسيًّا لمصالح الولايات المتحدة.

ويخلص التحليل ختامًا لضرورة إدراك أن الدفع بالأموال والأسلحة وتحريك الأساطيل العسكرية لتربض في المنطقة له عواقب سلبية خطيرة، وهو الأمر الذي يمكن أن يتضح من تجارب العقود الماضية، وبالتالي: فإن واشنطن تخاطر في الانخراط المباشر في حرب إقليمية تشعل الشرق الأوسط.

ربما يعجبك أيضا