مع استمرار العدوان الإسرائيلي.. كارثة إنسانية تضرب قطاع غزة

أطباء وعاملو إغاثة: العالم تركنا وحدنا في مواجهة وضع مروّع

محمد النحاس

هناك مئات البلاغات عن جثث تحت الركام وليس بالإمكان الوصول إليها وتلقت السلطات بلاغات عن روائح ناجمة عن تراكم جثث الشهداء ما ينذر بتفشي الأوبئة


يقول الأطباء والعاملون في مجال الإغاثة بقطاع غزة إن المجتمع الدولي قد تركهم ليواجهوا “مأساة إنسانية”، في حين “يكافحون من أجل البقاء”.

ومع الدمار واسع النطاق، وانهيار الخدمات الأساسية من جراء الغارات الجوية المستمرة والقصف المدفعي والهجمات البرية، لم يبق سوى القليل من الحياة قبل 4 أسابيع من الآن، في حين يعيش سكان القطاع أوضاعُا إنسانية صعبة، حسب صحيفة الجارديان.

حصار إسرائيلي

وضعت إسرائيل قطاع غزة تحت حصار شبه كامل، منذ أن بدأت جهودها لتدمير حماس بعد هجمات 7 أكتوبر 2023، التي شنتها الفصائل الفلسطينية المسلحة في مستوطنات غلاف القطاع، التي أسفرت عن مقتل 1400 شخص، وأخذ رهائن يقدر عددهم بـ240 أسيرًا ورهينة.

وداخل القطاع، أصبح من الصعوبة بمكان الحصول على الطاقة والغذاء والمياه النظيفة، في حين أدى النقص شبه الكامل للوقود إلى إفراغ الطرق المزدحمة عادة في غزة، وتوقف العديد من المولدات التي يُعتمد عليها بنحو أساسي مع انقطاع الكهرباء، وفق ما ذكرته الصحية البريطانية. 

تدهور الأوضاع الإنسانية 

تتدهور الأوضاع بسرعة داخل المدارس والملاجئ، التي تديرها الأمم المتحدة ومنظمات إغاثية، ولجأ إليها نحو 700 ألف شخص، وتحدث شهود عيان عن الاكتظاظ الشديد، وانتشار الأمراض المعدية، وعدم كفاية مرافق الاغتسال، ومحدودية المياه، وفق ما جاء في الصحيفة.

ونجم عن العدوان الإسرائيلي استشهاد ما لا يقل عن 9227 فلسطينيًا، منذ بدء الهجوم الإسرائيلي، من بينهم 3826 طفلًا وأكثر من 20 ألف مصابًا، وفق بيانات أعلنتها وزارة الصحة في غزة، وتسبب في هدم عشرات الآلاف من الوحدات السكنية.

وبحسب، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، والباحث السياسي، أيمن الرقب، فإن الوضع الإنساني في قطاع غزة شديد الصعوبة و”فوق ما نتصور”، مردفاً بأن ذلك إثر “الحصار المفروض على غزة.

كارثة مكتملة الأركان

وفق الجارديان، قال الطبيب، شوقي محيسن، وهو استشاري مخ وأعصاب ذائع الصيت في غزة: إنه وضع مروّع وكارثة حقيقية.. نشعر بأننا متروكون وحدنا، ومهجرون تمامًا”، مضيفًا أنه تخلى عن الأمل بعلاج مئات المرضى “الذين اعتمدوا عليه للحصول على الرعاية اللازمة” بعد أن دُمرت عيادته ومعداته ومنزله.

وحكى مسؤول أممي يعمل في القطاع أنه كان مضطرًا للانتقال عبر عربة يجرها حمار، للبحث عن دواء لوالدته المريضة والمسنة، البالغة 67 عامًا، في ظل شح الإمدادات الطبية، مردفًا للجارديان: “كان الأمر خطيرًا بسبب الغارات الجوية، لكن عليك أن تفعل ما يجب عليك فعله من أجل أحبائك”.

ووصف أحد العاملين بمنظمة غير حكومية الوضع في غزة كالآتي: “جميع المستشفيات مكتظة بضحايا الغارات الجوية رأيت مشاهد مروعة”، وقال آخر: “الأمر كارثي.. أطفال وجوههم ملطخة بالدماء وأمهات يبكون في أثناء البحث عن أطفالهم، وآباء يحملون بناتهم وينتحبون كالأطفال”.

خروج مستشفيات عن الخدمة

خرج أكثر من ثلث مستشفيات غزة عن العمل، ما يضع المرافق المتبقية تحت ضغط هائل، وسط تقارير عن عمليات جراحية أجريت تحت ضوء الشموع ودون مخدر وباستخدام الخل كمطهر.

وحذَّر المكتب الإعلامي الحكومي في غزة في تقرير أصدره، من مخاطر استمرار وجود جثث الشهداء تحت الركام، ووصول بلاغات عن روائح ناجمة عن تحللها، ما ينذر بخطر انتشار الأوبئة، ويهدد مئات آلاف السكان في غزة.  

وأفاد المكتب بأن ما يزيد على 212 ألف وحدة سكنية تضررت، و35 ألف وحدة سكنية هدمت بالكامل، فضلاً عن تدمير 85 مقرًّا حكوميًّا وعشرات المرافق العامة بفعل الضربات الإسرائيلية.

أكثر من 9 آلاف شهيد 

بحسب وزارة الصحة في قطاع غزة، بلغ تعداد الشهداء جراء العدوان الإسرائيلي إلى 9257، بينهم 3826 طفلًا و2405 من النساء والمصابين إلى أكثر من 23 ألف جريح. 

وبحسب ما أفاد المتحدث باسم الصحة، أشرف القدرة، في مؤتمر صحفي الجمعة، فقد “ارتكب الاحتلال 16 مجزرة في الساعات الماضية، راح ضحية ذلك 198 شهيدًا”.

ربما يعجبك أيضا