حوار| كاتب لبناني: الشارع متعطش لعودة الحريري

الشارع متعطش والموقف الإقليمي مواتٍ.. هل حانت عودة الحريري لأروقة السياسة؟

محمد النحاس

بكل مكوناته السياسية، بات الشارع اللبناني متعطشًا لعودة الحريري في ظل موقف اقتصادي متأزم، وتتضافر الظروف الإقليمية المناسبة، ناهيك عن علاقاته الوثيقة بالدول الكبرى.


يترقب اللبنانيون عودة رئيس الوزراء الأسبق ورئيس تيار المستقبل، سعد الدين الحريري، في ذكرى استشهاد والده، الموافق 14 فبراير 2024.

وفي تصريحات خاصة لـ”شبكة رؤية الإخبارية”، قال الكاتب السياسي اللبناني والباحث في الشؤون العربية، عزت أبو علي، إن خروج سعد الدين الحريري، بما يمثله من ثقل سياسي على صعيد أكبر طائفة في لبنان -الطائفة السنية- شكّل فقدان للتوازن في الساحة اللبنانية عامة وعلى المستوى السني خاصة.

الشارع اللبناني متعطش لعودة الحريري

حسب الكاتب عزت أبو علي، زاد من حالة عدم التوازن السياسية، عدم تمكن أي شخص على الساحة السُنيّة من سد هذا الفراغ، سواءًا كان ذلك داخل الطائفة السنيّة، أو في المشهد اللبناني بنحوٍ أعم.

ووصف أبو علي حال الشارع اللبناني بمكوناته كافة، وبجميع أوجه تناقضاته، بأنه بات متعطشًا لعودة الحريري، بهدف إعادة إرساء التوزان للساحة اللبنانية الداخلية.

علاقات الحريري الإقليمية والدولية

يزيد من ضرورة ذلك، حسب الكاتب عزت أبو علي، علاقات الحريري “المميزة” مع الدول الكبرى، بما فيها المملكة المتحدة والولايات المتحدة، وفرنسا، بالإضافة لحمله إرث رئيس الوزراء الأسبق الشهيد رفيق الحريري.

على الصعيد العربي، يتمتع الحريري -الابن- بعلاقات وثيقة مع الدول العربية، إقليميًّا، يرى أبو علي أن المعطيات الإقليمية، ترجح حدوث تسوية كبرى، في ظل احتدام العدوان الإسرائيلي على غزة، والتصعيد في جبهة جنوب لبنان، وهنا يلفت الكاتب السياسي لرغبة نتنياهو في الاتجاه نحو “حرب شاملة مع لبنان” بغض النظر عن إرادة المسؤولين في أروقة واشنطن والعواصم الغربية.

مطلب دولي وإقليمي

يشير الكاتب إلى رغبة القوى الغربية في إلجام الفصائل الموالية لإيران، مشيرًا إلى الاستهدافات المتكررة التي تطال قيادات عُليا في سوريا والعراق، وذلك على عكس ما كان عليه الحال قبل الـ 7 من أكتوبر، ناهيك عن الضربات الأمريكية على مواقع الحوثيين.

ويلفت أبو علي، إلى حديث مستشار رئيس الحكومة اللبنانية السابق سعد الحريري، للشؤون الروسية جورج شعبان، أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، يرى أن عودة الحريري إلى العمل السياسي في لبنان، بات مطلب رئيس إقليميًّا ودوليًّا، في إطار إعادة التسوية الكبرى التي يقترب منها الإقليم.

عودة تدريجية

تنبأ أبو علي أن يشهد يوم الأربعاء الـ 14 من فبراير، وهي الذكرى الـ 19 لاستشهاد رفيق الحريري، حشدًا جماهيريًّا كبيرًا، موضحًا أن تيار المستقبل يريد اختبار شعبيته في قدرة الحشد من جهة، وكذلك رسالة أخرى للقيادات السنية التي تريد أن تحل محل الحريري، مفادها، “عدم إمكانية حدوث ذلك دون دعم سعد الحريري”.

وتوقّع الكاتب السياسي اللبناني، أن عودة الحريري قد تكون “تدريجية”، وحال انتخاب رئيس للجمهورية، من الممكن أن يتفاوض الرئيس المنتخب مع الحريري، الذي يملك “ودائع نيابية” رغم عدم خوضه الانتخابات الماضية، وبالتالي يعد “لاعبًا محوريًّا” في انتخابات الرئاسة، ومن ثمّ -يردف أبو علي- يمكن عند انتخاب الرئيس، أن يُسمّى الحريري رئيسًا للحكومة. ومن الوارد أيضًا أن يزكي أحدًا لقيادة الحكومة، على أن يعود لرئاستها بعد مشاركته في الانتخابات النيابية بعد عامين.

وعن تبعات عودة الحريري المحتملة، يشدد الباحث في الشؤون الإقليمية، على انعكاس ذلك إيجابيًّا على الاقتصاد، وعلى حركة العملة المحلية (الليرة اللبنانية)، التي قد تبدأ تستعيد قوتها أمام الدولار، مشددًا ختامًا على أن أزمة لبنان الاقتصادية، ذات جذور سياسية بالأساس تنعكس سلبًا على الأداء الاقتصادي.

ربما يعجبك أيضا