دعوات لعودته للمشهد السياسي.. هل يكون سعد الحريري طوق نجاة لبنان؟

هل حانت عودة الحريري لأروقة السياسة؟

محمد النحاس

ينظر الشارع اللبناني إلى الحريري باعتباره القائد القادر على تولي زمام الأمور في هذه اللحظة الحرجة، وإدارة المشهد السياسي والاقتصادي بنجاعة وفعالية.


من المرتقب أن يزور رئيس وزراء لبنان السابق سعد الدين الحريري، ضريح والده، في ذكرى اغتياله في 14 فبراير 2005.

ومع تزايد الحديث عن احتمالية عودة الحريري للعب دور سياسي في ظل وضع سياسي متداعٍ، وموقف اقتصادي متردي، ينظر اللبنانيون بترقب لعودة الحريري على أنها طوق نجاة محتمل. 

عودة سياسية؟

اقترب الـ14 من فبراير 2024، ذكرى اغتيال رئيس الحكومة الأسبق، رفيق الحريري، وتلوح في الأفق زيارة مرتقبة لرئيس الوزراء الأسبق ورئيس تيار المستقبل سعد الدين الحريري، لكن السؤال الأبرز هل تكون عودته سياسية؟.

وبعد عامين من تعليق الحريري لعمله السياسي، تزايدت الترجيحات لرجوعه إلى ممارسة دوره في أروقة السياسية، وقد أطلق اللبنانيون شعارًا على فعاليات ذكرى اغتيال رفيق الحريري الـ 19 “تعوا ننزل ليرجع” في إشارة للحريري الابن، آملين أن تحمل العودة للبنان عودةً سياسية. 

كيف ينظر اللبنانيون إلى الحريري؟

ينظر الشارع اللبناني، ممثلاً في المواطن العادي “غير المسيس” إلى الحريري باعتباره القائد القادر على تولي زمام الأمور في هذه اللحظة الحرجة، وإدارة المشهد السياسي والاقتصادي بنجاعة وفعالية.

وكانت الفترة الماضية، والتي يسميها الشعب اللبناني “الاعتكاف السياسي” أظهرت مدى محورية دوره، لذلك من المتوقع أن تشهد الزيارة مطالبات له بالعودة لممارسة الحياة السياسية. وينظر إلى الحريري، على أنه “قريب من المواطنين”.وحال عودته ستكون أمام الحريري تحديات جادة، حيث أمام لبنان واقع اقتصادي صعب، وتعقيدات المشهد الداخلي، بالإضافة إلى التوترات الإقليمية بما فيها، مناوشات حزب الله وإسرائيل. ناهيك عن تداعيات حرب إسرائيل على قطاع غزة.

وفي حديثه لشبكة رؤية الإخبارية، قال الصحفي اللبناني البارز بصحيفة النهار، يحيى شمص، أن الحريري لن يواجه تحديات من الناحية الشعبية، معتبرًا أن المكون السني تحديدًا، والشعب اللبناني عمومًا، يبدو أنهما مستعدان لاحتضان الحريري. لكن هنا يلفت شمص إلى التحديات المالية التي ستكون بانتظار الحريري.

الموقف السياسي

سياسيًا، ترى العديد من التيارات السياسية في لبنان ضرورة عودة الحريري للعب دور في أروقة السياسية، ويعتقد النائب  هادي أبو الحسن من كتلة اللقاء الديمقراطي، أن غياب الحريري أحدث خللاً في الحياة السياسية في لبنان، واصفًا إياه بـ “الركن الأساسي والمرجعية الوطنية”، وأنه ترك فراغًا بعد أن غاب. 

ورغم حديث البعض عن وجود خلافات بين حزب القوات اللبنانية، وتيار المستقبل، إلا أن النائب غسان حاصباني (من حزب القوات) أكد الترحيب بعودة الحريري إلى لبنان، معتبرًا أنه قيمة تضاف إلى الحركة السياسية في لبنان. وأما إقليميًا يبدو الموقف ملائما لعودة الحريري في ظل الترتيبات الجديدة في المنطقة والتفاهمات الأخيرة. 

ترحيب نبيه بري

يرى النائب ملحم رياشي أن لبنان بحاجة لـ “رافعة سنية”، ممثلة في شخص مثل “سعد الحريري”، ومن جانبه، قال رئيس مجلس النواب، نبيه بري لسعد الحريري “أهلا وسهلا بعودتك للعمل السياسي عندما تقرر”، فقد أثبتت الانتخابات الأخيرة أن سعد الحريري هو الناجح الأكبر رغم اعتكافه فمن النهر الكبير إلى الناقورة حصد 24% من الطائفة السنية من غير أن يشارك في الانتخابات”.

وقال ملحم رياشي لـقناة “الجديد” اللبنانية: “نتمنى عودة الحريري للعمل السياسي، وندعمها، حيث يمثل شريحة كبيرة من اللبنانيين”، مؤكدًا على حاجة لبنان لعودة دوره وقد كانت “لبنان أولاً” هي القاسم المشترك بين الحريري وسمير جعجع (رئيس حزب القوات اللبنانية)، وفقًا للنائب. 

وفي تصريحات أخرى، قال رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري إنه يراهن على عودة سعد الدين الحريري إلى رئاسة الحكومة وتشكيل حكومة جدية تواكب الوضع الخطير الذي تمر به البلاد.

مخاطر الموقف الحالي

نقلت صحيفة “الجمهورية” اللبنانية عن بري قوله في وقت سابق، أمام بعض زواره:”الوضع الحالي على المسار الحكومي هو جمود تام في انتظار أن تطرأ مستجدات في أي لحظة، لكن حتى الآن الأمور ما زالت تراوح مكانها”.

وأكد بري موقفه وأنه ما زال يراهن على “عودة الحريري إلى رئاسة الحكومة، وتشكيل حكومة جديدة تواكب الوضع الراهن الذي بلغ حدا خطيرا جدا يجب تداركه في أسرع وقت”، مشبهًا لبنان بـ”سفينة تغرق شيئا فشيئا”، مضيفا أنه “إن لم نتخذ الإجراءات اللازمة فستغرق بكاملها”. وهي تصريحات رأتها إجمالاً المكونات السياسية في لبنان بشكل إيجابي، خاصةً  مع زيادة إحباط الداخل اللبناني والشعور بأن الوضع يتفاقم سوءًا. 

مكونات لبنانية أخرى

في كلمة وجهها عبر “مستقبل ويب ” بمناسبة الذكرى 19 لاستشهاد رفيق الحريري، قال رئيس اتحاد نقابات العمال والمستخدمين في لبنان الجنوبي عبد اللطيف الترياقي: “تسعة عشر عاماً مضت.. نستذكر الرجل الوطني بامتياز .. العروبي حتى العظم .. الرؤيوي وكأنه يقرأ المستقبل”.

وتابع: نستذكر صاحب مشروع إنساني اقتصادي اجتماعي كان يهدف لتحقيق حلم كل العمال والمستخدمين وصغار الكسبة وجميع الشرائح اللبنانية.. رجل دولة لم يتخلّ يوماً عن مشروع بناء الدولة الراعية العادلة حيث يعيش فيها المواطن عيشة لائقة وكريمة”.

وولد سعد الحريري عام 1970 في الرياض بالمملكة العربية السعودية، وهو نجل رجل الأعمال اللبناني، ورئيس الوزراء السابق رفيق الحريري.

ربما يعجبك أيضا