خبير بالشؤون الإقليمية يكشف لـ«رؤية» عن مستقبل الصراع بين إسرائيل وحزب الله

مدير معهد ستراتيجيكس للدراسات والأبحاث: حزب الله لا يرغب في الحرب مع إسرائيل

محمد النحاس

هل ينخرط حزب الله في حرب شاملة مع إسرائيل؟


بعد أن ظهر للمرة الثانية خلال أسبوعين، أثار خطاب الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله تكهنات بشأن مستقبل الصراع مع إسرائيل.

وفي حين لم يعلن الحزب الحرب الشاملة على إسرائيل، إلا أنه أثبت حضوره على الساحة وتضامنه مع قطاع غزة، من خلال الاستهداف شبه اليومي للمواقع الإسرائيلية، كما يظل احتمال توسيع نطاق الحرب مفتوحًا، في ظل استمرار العدوان على قطاع غزة.

خطابا نصر الله.. ما الجديد؟

في حوار له مع “شبكة رؤية الإخبارية”، سلط مدير معهد ستراتيجيكس للدراسات والأبحاث الاستراتيجية، حازم الضمور، الضوء على احتمالات انخراط حزب الله في صراع أكثر اتساعًا مع إسرائيل، بعد خطاب الأمين العام للحزب، حسن نصر الله، 11 نوفمبر 2023، في ما يسمى بـ”يوم الشهيد”.

وفرّق الضمور، وهو خبير في الشؤون الاستراتيجية والإقليمية، بين الخطاب الأول (بعد طوفان الأقصى) لنصر الله، وخطاب “يوم الشهيد”، حيث تضمن الأول، وفق الضمور، تشخصيًا لنجاحات الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة.

ماذا عن الخطاب الثاني؟

بالإضافة إلى إنجازات حزب الله في ساحة الحدود اللبنانية الإسرائيلية، وتأطيرًا سياسيًّا لمرحلة ما قبل 7 أكتوبر، أما في الخطاب الثاني، احتلت الحملة العسكرية الإسرائيلية على الجبهتين مساحة واسعة من النقاش.

حسب الخبير الاستراتيحي، الذي يلفت إلى أن ذلك يمكن ملاحظته في استشعار الحزب احتمالات توسع الصراع وانخراطه في الحرب. يذكر أنه على مدار الأيام الماضية، حذر قادة الاحتلال من انخراط الحزب في الصراع، مهددين من ذلك سيعني “تدمير لبنان” “وتحويل العاصمة بيروت إلى وضع يشبه الموقف في غزة”، على حد مزاعمهم.

مخاطر انزلاق لبنان إلى الحرب

رغم مخاطر انزلاق لبنان والاعتبارات الخاصة به في ظل أزماته الداخلية السياسية والاقتصادية -حال انخراط الحزب-، فإنه يدرك أن الاحتلال أمام الغضب والرغبة في الانتقاد قد يهم لشن ضربة استباقية ضد الحزب لتقويض قدراته.

من جانبه، يلفت الضمور إلى أنه منذ الـ7 من أكتوبر يهيئ الحزب ميدان المعركة بضرباته المتواصلة ضد أنظمة الرقابة والتجسس الإسرائيلية على طول الحدود، ويرى أن تكرار ظهور نصر الله في أقل من أسبوعين، يعني تهيئة الرأي العام اللبناني للحرب وهو بذلك يوفر الظروف الموضوعية للانخراط في حرب مباشرة مع إسرائيل.

هل يرغب الحزب في الحرب؟

رغم ذلك يشدد الخبير الاستراتيجي، على أن ذلك لا يعني أن الحزب راغب في الحرب، وإنما إذا ما فرضت عليه وفق معطيات عدة منها شعور الحزب بخطر وجودي على الفصائل الفلسطينية، ونتيجة لتصاعد الدعوات بين النخب الإسرائيلية لتوجيه ضربة استباقية لحزب الله في مرحلة لاحقة بعد الحرب على غزة، فإنه مستعدًا لخوضها.

وعن ارتباط الساحة اللبنانية، بتلك الغزيّة يضيف الضمور: في الواقع، يعكس خطاب نصر الله الأخير، قلقًا تجاه مستجدات المعركة في قطاع غزة.

e7ae9ebf 8e46 42ca a2e0 781a95e14ca1 1

ويردف: “هذا ينقلنا إلى الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، والأهداف الإسرائيلية منها، إذ نجد أن الحرب بالنسبة لإسرائيل هي حرب توقيت، فقد وضعت إسرائيل على قائمة أهدافها القضاء على حركة حماس، وهو هدف واسع وفضفاض يلاحقه تشكيك دولي وأمريكي خاصة بإمكانية تحقيقه، أو النجاح حتى في قياس إنجازه على أرض الواقع”.

ماذا عن مستقبل الصراع؟

مع مضي أكثر من شهر، فإن الكلفة الإنسانية الكبيرة على سكان القطاع بدأت تشد انتباه العالم، حتى من الدول التي قدمت دعمًا غير مشروطًا إلى إسرائيل في بداية الحرب، حسب الضمور.

ويسلط الخبير الاستراتيجي، الضوء على تزايد الضغوط الأمريكية لقبول إسرائيل هدنة طويلة الأمد والمضي قدًا في مسار المفاوضات لإطلاق سراح الأسرى، وحال تحقق ذلك فقد تمتلك الحكومة ورقة رابحة تقدمها إلى الشارع الإسرائيلي، وقد يتبعها تقليص في حجم العمليات العسكرية أو التركيز على استعادة الردع ضد حماس وحزب الله.

ربما يعجبك أيضا