خلاف في البنتاجون بشأن مستقبل البحرية الأمريكية.. ما القصة؟

آية سيد
الاستخبارات البحرية الأمريكية

يأتي الجدل بشأن حجم الأسطول في وقت مشحون للبحرية الأمريكية التي تصارع لزيادة حجم أسطولها وسط سلسلة من الإخفاقات في بناء السفن.


في مناسبات مختلفة من هذا العام، ظهرت أعداد متباينة للسفن التي تحتاجها القوات البحرية الأمريكية لبناء أسطولها المستقبلي.

وبحسب تقرير لصحيفة “بوليتيكو“، أمس الأحد 24 يوليو 2022، كان هذا التباين نتيجة لمعركة داخلية عالية المخاطر بين كبار قادة البحرية، وقوات المارينز، والبنتاجون، محذرًا من عواقب مادية على القوات البحرية الأمريكية نتيجة هذا الخلاف.

خلاف بشأن مستقبل القوات البحرية

أورد تقرير “بوليتيكو” أن هذا الخلاف يحرم المشرعين من وضع رقم معين في أثناء تحديد عدد السفن التي ينبغي شرائها في السنة المالية التي تبدأ في أكتوبر المقبل. ولفت إلى أن العدد المقترح للسفن تباين بين 316، و327، و373، وصولًا إلى 500.

ونقلت التقرير عن 6 مصادر لم يسمها لكنه وصفهم بـ”المطلعين على المباحثات الداخلية”، أن موضع الخلاف يقع في العدد المطلوب من السفن الحربية البرمائية، التي تحمل أفراد المارينز، ويمكنها إطلاق طائرات حربية وزواق إنزال.

ووفق التقرير، يأتي هذا الجدل في وقت صعب تمر به البحرية الأمريكية، في حين تصارع لزيادة حجم أسطولها وسط سلسلة من الإخفاقات في بناء السفن، تسببت في استنزاف ثقة الكونجرس في قدرة البحرية على وضع سفن جديدة في الخدمة، والحفاظ على السفن التي تمتلكها.

أطراف الخلاف

قال الأشخاص المطلعون إن أحد أطراف الخلاف هي نائبة وزير الدفاع، كاثلين هيكس، التي تقود جهدًا يهدف إلى خفض عدد السفن البرمائية كبيرة السطح التقليدية، والاستثمار في السفن غير المأهولة وغيرها من السفن الخفيفة.

ولكن رؤية هيكس تتعارض مع الخطط التي طرحها قادة البحرية والمارينز الذين يريدون إبقاء العشرات من السفن التي يعتبرونها مكونًا أساسيًّا في نقل أفراد المارينز والطائرات في منطقة الهندوباسيفيك في ظل مساعي الولايات المتحدة إلى ردع الصين العدوانية.

ووفق التقرير، يريد وزير البحرية، كارلوس ديل تورو، إبقاء عدد السفن البرمائية عند 31 سفينة، وهي رؤية يشاركها قائد المارينز، الجنرال ديفيد بيرجر، الذي ربح الدعم في الكونجرس هذا العام لإحباط خطط البنتاجون بتقليص الأسطول إلى 25 سفينة في السنوات المقبلة.

لماذا يختلف قادة البحرية والمارينز؟

على الجانب الآخر، يوجد خلاف بين قادة البحرية والمارينز بشأن مسألة أخري، بحسب تقرير “بوليتيكو” الذي أوضح أن بيرجر يريد إضافة 35 سفينة حربية برمائية خفيفة للسماح لقوات المارينز بالتنقل عبر سلاسل الجزر بسرعة أكبر مع عدم ظهورهم كهدف بارز، ولكن قيادة القوات البحرية لم تدعم هذه الرؤية.

ويعتبر بعض النقاد السفن الكبيرة فريسة سهلة للصواريخ الصينية بعيدة المدى، إضافة إلى كونها أكبر من أن تستطيع الاقتراب من سلاسل الجزر الصغيرة في الباسيفيك لإنزال قوات المارينز وإعادة تزويدهم.

خطة توسيع الأسطول الأمريكي

منذ أعلنت البحرية الحاجة إلى بناء 355 سفينة في 2016، كانت أهدافها الخاصة ببناء أسطولها المستقبلي تتغير باستمرار. ووفق التقرير، فشلت الإدارات الأمريكية المتعاقبة في تمويل أسطول بذلك الحجم، أو التوقيع على خطة قابلة للتطبيق لبناء المزيد من السفن.

وكان من شبه المستحيل تطبيق هذه الخطة التي تدعو إلى بناء أسطول من أكثر من 500 سفينة بحلول 2045، وهي زيادة هائلة عن الـ298 سفينة الموجودة في الخدمة حاليًّا. وفي حين أن الخطة لم تنج من الانتقال بين الإدارات، استمر رئيس العمليات البحرية، الأدميرال مايك جيلداي، في الدفاع عنها، متعللًا بالتهديد الصيني.

الكونجرس يحسم الخلاف

ذكر التقرير أنه في النهاية، يمتلك الكونجرس القول الفصل في حجم ميزانية البحرية، وعدد السفن التي يمكن تحمل تكلفتها. وفي حين أن الكونجرس ضخ المليارات في ميزانية الدفاع الأخيرة للرئيس جو بايدن، فإن القوات البحرية بالكاد في الحسبان نظرًا لتجاوزات التكاليف الضخمة والتأخير في الجداول الزمنية لبرامج السفن الجديدة على مدار 20 عامًا الماضية.

وفي هذا الشأن، قال أحد موظفي الكونجرس: “يظل الكونجرس متشككًا في قدرة البحرية على إتمام برامج بناء السفن الجديدة وتنفيذها. إن المشرعين متشككون بالتأكيد في أن البحرية يمكنها تنفيذ البرامج في الوقت المحدد وحسب الميزانية، والبعض الآخر يتساءل إذا كانت البحرية تستطيع تنفيذها من الأساس”.

ولفت التقرير إلى أن تباين الآراء بين قيادات البنتاجون والبحرية ليس بجديد، فنظرًا للتكاليف الضخمة التي يتطلبها تصميم السفن وبناؤها، كان حجم الأسطول وشكله قضية “مشحونة سياسيًّا دائمًا”، والديناميكيات الأمنية العالمية المتغيرة باستمرار كانت كثيرًا ما تؤدي إلى صدامات بين قادة البحرية والبنتاجون والكونجرس، ولكن الشيء الجديد هو غياب الجبهة الموحدة عند تقديم الأرقام إلى الكونجرس.

ربما يعجبك أيضا