دراسة جديدة: تغير المناخ ساهم في انتشار الملاريا بإفريقيا

بسام عباس

يدفع الاحتباس الحراري الحيوانات والنباتات وحتى الحشرات إلى موائل جديدة، ما يؤدي أحيانًا إلى عواقب وخيمة على النظم البيئية.


كشفت دراسة جديدة عن أن الاحتباس الحراري أثر في حركة البعوض الناقل للملاريا بقدر أكبر مما كان يُعتقد سابقًا.

وقالت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، التي نقلت الدراسة، أن التوسع الملحوظ لبعوض الملاريا وسرعة تقدمه، قد يكون من بين تأثيرات تغير المناخ الأكثر أهمية في التنوع البيولوجي داخل قارة إفريقيا.

تغير المناخ وانتشار الملاريا

أوضحت الدراسة، التي نشرتها مجلة “بيولوجي ليترز” يوم الثلاثاء الماضي 21 فبراير 2023، أن بعوض الملاريا انتقل إلى ارتفاعات أعلى واندفع جنوبًا، مشيرة إلى أن البعوض تجاوز ارتفاعات بنحو 6.5 متر سنويًا وجنوب خط الاستواء بمقدار 4.7 كيلومترًا سنويًا خلال القرن الماضي.

وقالت الدراسة، التي أعدها فريق الباحثين بجامعة جورج تاون الأمريكية، إن حركات البعوض تتوافق مع التغيرات المناخية الملحوظة، وقد تفسر أنماط انتقال الملاريا، خلال الإطار الزمني المدروس.

وتوقع الباحثون أن يؤثر تغير المناخ في سرعة الانتشار الجغرافي للأنواع الحية في العالم، بما في ذلك مسببات الأمراض الخطيرة وناقلات الأمراض، في حين أعرب العلماء عن أسفهم لعدم إلمامهم بالتأثير الدقيق لارتفاع درجات الحرارة في انتشار أمراض مثل الملاريا.

دليل جديد

قال المؤلف الرئيس للدراسة وأستاذ الأبحاث المساعد في مركز جورج تاون لعلوم الصحة العالمية والأمن، كولين كارلسن، إنه يجب التوقف عن التفكير في تأثيرات تغير المناخ كمشكلة مستقبلية، مضيفًا: “لقد مرت عقود على تجربة هذا، ويجب أن ندرس الأمر على هذا النحو.”

وأوضحت الجغرافيّة الطبيّة في جامعة فلوريدا، سادي رايان، إن معدل النزوح يثبت أسوأ مخاوف الخبراء بشأن تأثير تغير المناخ على الأمراض المعدية، لافتةً إلى أن هذا يتوافق مع مكان وكيفية حدوث انتقال العدوى في تلك المناطق.

تحرك نحو المناطق الباردة

كشفت الدراسة عن أنه مع ارتفاع درجة حرارة الكوكب، تلجأ النباتات والحيوانات إلى المناطق الأكثر برودة، إما عن طريق الانتقال إلى ارتفاعات أعلى، أو الاقتراب من القطبين، في حين قدرت أن الأنواع الأرضية تتحرك صعودًا بوتيرة 1.1 متر سنويًا، وباتجاه القطبين بوتيرة 1.7 كيلومتر في السنة.

وقال كارلسن إن الكثير من هذه الأنواع تتحرك في الاتجاه وبالسرعة، التي تبعث على الاعتقاد بأن الأمر يتعلق بالفعل بتأثير تغير المناخ، مضيفًا أن تأثيرات التغير المناخي الأكثر فتكًا لن تأتي من الفيضانات والجفاف وكوارث أخرى فقط، بل إن أسوأ عواقبه تأتي من الأوبئة والأمراض.

وحذر عالم البيئة في جامعة كاليفورنيا، مورجان تينجلي، من أنه في الوقت الذي يُعاد توزيع الأنواع على الكوكب لملايين السنين، استجابةً للمناخ، فإن التغييرات الآن “تحدث بسرعة كبيرة”، ما لا يجدي نفعًا مع الكثير من الأنواع، ويؤثر سلبًا في استقرار النظم البيئية.

الدفء مفيد للبعوض

شدد الباحثون على أهمية جمع البيانات لفهم كيفية ومدى سرعة انتقال البعوض وناقلات الأمراض الأخرى بجميع أنحاء العالم، ومن المتوقع أن تكون المناخات الأكثر دفئًا مفيدة للبعوض، لأنها والطفيليات، التي تحملها، تتكاثر بنحو أسرع في درجات الحرارة المرتفعة.

وقال الخبراء إن بعض حركات البعوض ربما تأثرت أيضًا بسبب التغيرات في استخدام الأراضي، أو توافر الطعام أو الآثار الجانبية للبشر الذين يهاجرون إلى المرتفعات العالية، بسبب تغير المناخ. ومع ذلك، فإن البعوض الحامل للأمراض يشكل مصدر قلق كبير في المناطق التي لا تكون مستعدة.

ربما يعجبك أيضا