بعد فشل سحب الثقة منه.. هل ينجح عمران خان بالإفلات من هيمنة الجيش الباكستاني؟

أحمد ليثي

للمرة الأولى يمكن لرئيس الوزراء الباكستاني أن يدعو لانتخابات مبكرة من دون تدخل عسكري علني.


رفض نائب رئيس الجمعية الوطنية الباكستانية، قاسم خان سوري، طلب سحب الثقة ضد رئيس الوزراء المحاصر، عمران خان، بزعم أنه مخالف للمادة 5 من الدستور.

وقالت صحيفة لايف مينت الهندية في تقريرها اليومالأحد 3 إبريل 2022، إن خان دعا الأمة إلى انتخابات جديدة، وقال في خطاب له: “يجب على الناس أن يقرروا ما يريدون، وألا يتركوا القوى الخارجية تقرر بدلاً منهم، وألا يُشتروا بالمال، أناشد الأمة أن تستعد للانتخابات التي ستقرر مستقبل هذه الامة وألا يتلفتوا للفاسدين”.

هل يكمل عمران خان عهد سابقيه؟

أبرزت رؤية في تقرير نُشر يوم 27 مارس الماضي، تنظيم المعارضة الباكستانية لاحتجاجات مؤخرًا للإطاحة بنجم الكريكيت الذي تحول إلى سياسي في السلطة، داعية إلى تصويت بحجب الثقة عنه، في وقت تحظى فيه بدعم منشقين عن حزب خان، تحريك الإنصاف (بي تي آي) لكنه رفض التنحي.

وتقول مجلة فورين بوليسي الأمريكية في تقرير نشرته يوم 25 مارس 2022، إنه إذا أُطيح بخان سيكمل عهد سابقيه من رؤساء الحكومات الباكستانية التي لم يُكمِل أي منهم فترة ولايته البالغ مدتها 5 سنوات، منذ تأسيس باكستان في العام 1947 حتى الآن.

صفقة صندوق النقد الدولي

في تقرير رؤية، أشارت فورين بوليسي إلى أن خان نقض أيضًا وعود حملته الانتخابية. ففي العام 2018، تعهد بعدم الاقتراض الخارجي وإنهاء دورة الديون في البلاد، منتقدًا الحكومات السابقة لاعتمادها على “وعاء التسول”، لكن حكومته أبرمت صفقة مع صندوق النقد الدولي في مايو 2019، عبر برنامج مدته 39 شهرًا يطالب بخفض الإنفاق الاجتماعي والإنمائي مقابل قرض بـ6 مليارات دولار.

ثقل الأزمة الاقتصادية يلاحق خان الآن بحسب الخبير الاقتصادي بنجالي، الذي يقول: “لقد أفلست باكستان بالفعل منذ أكثر من عامين… اقتصادنا مُثقل بالديون، ونعيش باستمرار على القروض. ثمّة نمط اقتصادي سائد: عندما تنفد أموالنا ولا يمكننا سداد قروضنا نذهب إلى صندوق النقد الدولي لسدادها. يجب إحداث تغييرات سياسية وهيكلية لكسر هذا النمط”، وفق فورين بوليسي.

هل تريد الولايات المتحدة التخلص من عمران خان؟

وفق تقرير بي بي سي، المنشور اليوم، يزعم السيد خان أن الولايات المتحدة تقود مؤامرة لإزاحته بسبب انتقاداته لسياستها، والقرارات التي اتخذها في ما يخص السياسة الخارجية لبلاده، آخرها زيارته لموسكو للقاء الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، في حين كانت روسيا تشن عنلية عسكرية في أوكرانيا، وانتقاداته السابقة للحرب الأمريكية على الإرهاب.

تراجعت شعبية عمران خان بشدة بسبب ارتفاع تكاليف المعيشة، خصوصًا أن باكستان تكافح أزمة تضخم شديدة منذ شهور، ما ضغط على الطبقة الوسطى وسبّب تدهورًا في الأجور، لكن لا يزال لديه عدد كبير من المؤيدين، تجعله يتمتع بفرصة أفضل في انتخابات جديدة، في المقابل يعتقد العديد من مؤيديه بصحة روايته التي تقول إنه ضحية محاولة تغيير النظام من قبل الولايات المتحدة.

باكستان لا يعيش لها رئيس وزراء

بحسب مقال دربان سينخ المنشور في “إنديا توداي” يوم 31 مارس الماضي، تدخل الجيش في مناسبات عديدة، بانقلابات عسكرية لتنحية رؤساء الوزراء، وكانت أكثر هذه الانقلابات شهرة هو انقلاب الجنرال برويز مشرف على رئيس الوزراء نواز شريف، وأطاح قادة الجيش بحكومات منتخبة ديمقراطيًاما يؤكد هيمنة الجيش الباكستاني على الحكومة المدنية والسياسة الخارجية.

يوضح سينخ، أنه كان من شبه المستحيل على السياسيين أن يصبحوا رؤساء وزراء دون دعم الجيش، وكان من الصعب على رؤساء الوزراء البقاء في مناصبهم دون تطوير علاقة جيدة مع الجيش أو الخضوع له، لأن كل الصراعات التي شهدتها باكستان بين الحكومات المدنية والجيش، كان الأخير الفائز، لكن للمرة الأولى يمكن لرئيس الوزراء أن يدعو لانتخابات مبكرة من دون تدخل عسكري علني.

ربما يعجبك أيضا