ستولتنبرج يكتب لـ«فورين أفيرز»: الناتو يواجه تحديات عالمية

آية سيد
ستولتنبرج يكتب لـ«فورين أفيرز»: الناتو يواجه تحديات عالمية

في مقال بمجلة فورين أفيرز الأمريكية، يوضح الأمين العام للناتو، ينس ستولتنبرج، أولويات قمة فيلنيوس وأهمية التعاون مع الشركاء في الاتحاد الأوروبي والهندوباسيفيك لمواجهة التحديات والمخاطر الأمنية العالمية.


تنعقد قمة حلف شمال الأطلسي (الناتو)، اليوم الثلاثاء 11 يوليو 2023، في العاصمة الليتوانية، فيلنيوس، لبحث تعزيز الدعم لأوكرانيا.

وقبيل انعقاد القمة، كتب الأمين العام للحلف، ينس ستولتنبرج، مقالًا لمجلة فورين أفيرز الأمريكية، يوضح فيه أولويات قمة فيلنيوس وأهمية التعاون مع الشركاء في الاتحاد الأوروبي والهندوباسيفيك لمواجهة التحديات والمخاطر الأمنية العالمية.

أولويات ستولتنبرج

أوضح ستولتنبرج أن أولوياته لقمة فيلنيوس تتمثل في تأكيد الحلفاء على دعمهم الثابت لأوكرانيا، ومواصلة تعزيز دفاعات الحلف، وزيادة التعاون مع الشركاء من الاتحاد الأوروبي والهندوباسيفيك للدفاع عن النظام العالمي القائم على القواعد.

وفي مقاله، المنشور أمس الاثنين 10 يوليو، شدد الأمين العام للناتو على أن الحلف سيبعث رسالة واضحة في القمة وهي أن “الناتو يقف موحدًا، والعدوان الاستبدادي لن يؤتي ثماره”.

دعم أوكرانيا

قال ستولتنبرج إن الجميع يرغب في انتهاء الحرب الوحشية في أوكرانيا، لكن السلام العادل لا يعني تجميد الصراع وقبول اتفاق تُمليه روسيا. هذا لأن السلام الزائف سيمنح موسكو الوقت لإعادة التنظيم والتسلح والهجوم مجددًا، ولذلك فأن أفضل طريقة لتحقيق السلام الدائم هي دعم أوكرانيا الآن.

وأضاف الأمين العام للناتو أنه بعد اندلاع الحرب في فبراير 2022، صعّد الناتو دعمه لحق أوكرانيا في الدفاع عن نفسها، عبر تدريب فرق مدرعة أوكرانية جديدة وتجهيزها، وتوفير الدبابات والعربات المقاتلة والدفاعات الجوية المتطورة. كما سيدرب حلفاء الناتو الطيارين الأوكرانيين على مقاتلات الجيل الرابع.

حزمة دعم

سيتفق الحلفاء كذلك على حزمة دعم متعددة السنوات في قمة فيلنيوس. وأشار ستولتنبرج إلى أن تعهدات الدعم هذا العام تجاوزت الـ500 مليون دولار حتى الآن. هذه الحزمة ستساعد أوكرانيا في إعادة بناء قطاع الدفاع والأمن، وستضمن أن تصبح القوات المسلحة الأوكرانية قادرة على العمل المشترك مع قوات الناتو.

وفي فيلنيوس، سيرتقي الحلفاء بعلاقاتهم السياسية عن طريق استضافة أول اجتماع لـ”مجلس الناتو-أوكرانيا” الجديد، مع الرئيس الأوكراني، فلاديمير زيلينسكي. وحسب ستولتنبرج، هذا المجلس عبارة عن منصة لاتخاذ القرارات والتشاور بشأن الأزمات، حيث سيجلس حلفاء الناتو وأوكرانيا كنظراء لمعالجة المخاوف الأمنية المشتركة.

وقال ستولتنبرج إن جميع حلفاء الناتو يتفقون على أن أوكرانيا ستصبح عضوًا في الحلف، مشددًا على أن باب الناتو مفتوح، وأن روسيا لا تمتلك حق الفيتو. وفي فيلنيوس، سيضع الحلفاء رؤية قوية لمستقبل أوكرانيا ويقربون الدولة من الناتو.

مواجهة الاستبدادية

عمل الناتو لبناء علاقات بناءة مع موسكو، بعد نهاية الحرب الباردة، وشمل ذلك العمل على الحد من التسلح، ومكافحة الإرهاب، وزيادة التعاون العلمي. لكن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، ابتعد عن التعاون السلمي، بنمط يتسم بالسلوك المتهور، من الشيشان إلى جورجيا وسوريا ثم أوكرانيا، وانخرط في استعراض القوة النووية.

وقال ستولتنبرج إنه حتى إذا انتهت الحرب غدًا، لا توجد مؤشرات على أن طموحات بوتين تغيرت. هذا لأنه يعتبر الحرية والديمقراطية تهديدًا ويريد أن تُملي الدول الكبيرة على جيرانها ما يفعلونه، وهذا يضعه في مواجهة مستمرة مع قيم الناتو والقانون الدولي.

اقرأ أيضًا| بأسلحة متطورة.. الناتو يستعرض قوته العسكرية في قمة فيلنيوس

موقف الحلف من الصين

تراقب الصين، تحديدًا، لترى الثمن الذي ستدفعه روسيا على عدوانها، أو المكافأة التي ستحصل عليها، وتتعلم من إخفاقات موسكو العسكرية ورد المجتمع الدولي. وشدد ستولتنبرج على أن الناتو لا يعتبر الصين خصمًا. وقال إنه يجب الاستمرار في التعاون مع بكين لمواجهة التحديات العالمية الحالية، مثل الانتشار النووي وتغير المناخ.

ويتعين على الصين استخدام نفوذها الكبير على روسيا لإنهاء حربها غير الشرعية في أوكرانيا. إلا أن بكين لم تدين العدوان الروسي حتى الآن، وزادت تعاونها الاقتصادي، والدبلوماسي، والعسكري مع موسكو. وأشار الأمين العام للناتو إلى أن سلوك الصين القسري بالخارج وسياساتها القمعية بالداخل يتحدون أمن الناتو، وقيمه ومصالحه.

ولذلك يجب أن يكون حلفاء الناتو متيقظين لهذه التحديات وألا يقايضوا المصالح الأمنية مقابل المكاسب الاقتصادية. وقال ستولتنبرج إن الناتو تحالف إقليمي لأوروبا وأمريكا الشمالية، لكن التحديات التي يواجهها عالمية، ولهذا السبب دعا قادة الاتحاد الأوروبي وشركاء الهندوباسيفيك إلى فيلنيوس.

اقرأ أيضًا| توقيت حاسم.. ما أبعاد زيارة بايدن إلى أوروبا ودلالاتها؟

تعزيز الدفاع

يشير نمط العدوان الروسي إلى أنه لا يمكن استبعاد احتمالية الهجوم على دول الناتو، ولذلك يجب مواصلة تعزيز الردع والدفاع. ولفت ستولتنبرج إلى أنه منذ ضم روسيا للقرم في 2014، اضطلع الحلف بتحول جوهري تجاه الدفاع الجماعي. وقال إن الإنفاق الدفاعي للحلفاء الأوروبيين وكندا سيرتفع بنسبة 8.3% بالقيمة الحقيقية هذا العام.

ووفق ستولتنبرج، سيتفق الحلفاء على خطط دفاع إقليمية جديدة وتفصيلية، وسيضع الناتو 300 ألف من القوات في حالة تأهب قصوى. وبعد انضمام فنلندا، التي ضاعفت الحدود البرية للحلف مع روسيا، وعضوية السويد الوشيكة، يعدل الناتو هياكل القيادة لتعكس الجغرافيا الجديدة للحلف.

ويعزز الحلفاء أيضًا التعاون مع صناعة الدفاع لزيادة الإنتاج، من أجل دفاعات أوكرانيا ودفاعات الحلف. وفي فيلنيوس، سيقطع حلفاء الناتو التزامًا طموحًا باستثمار 2% من الناتج المحلي الإجمالي في الدفاع. وينبغي أن يكون هذا الرقم هو الأساس الذي يُبنى عليه.

ربما يعجبك أيضا