خبير بيئي يكشف لـ«رؤية» تأثير التغيرات المناخية على المحاصيل الحارة

ياسمين سعد
الفلفل الأحمر

بالرغم من أن الفلفل الحار يتحمل درجة الحرارة المرتفعة، لكنه لا يتحمل درجة الحرارة المرتفعة عن اللازم، كما لا يتحمل أي برودة، فما هو الحل العلمي لتعويض نقص الفلفل الأحمر في المكسيك؟ خبير بيئي يجيب.


أصدرت شركة الأغذية Huy Fong Foods رسالة لمستهلكيها في إبريل الماضي، أوضحت فيها نقص صلصة سريراتشا المفضلة لدى كثيرين بسبب الجفاف.

تعد المكسيك البلد الأساسية الموردة للفلفل الأحمر في العالم، بعد نشوب الحرب الروسية الأوكرانية، ولكن تعرضها للجفاف أثر على إنتاج صلصة سريراتشا الحارة الشهيرة، فكيف أثرت التغيرات المناخية على زراعة الفلفل الأحمر؟

نقص الفلفل الأحمر

قالت شركة  Huy Fong Foods التي تتخذ من كاليفورنيا مقرًّا لها والمعروفة بصلصتها الحارة في رسالة وجهتها لعملائها: “نظرًا للظروف الجوية التي تؤثر على جودة الفلفل الحار، نواجه الآن نقصًا حادًا في إنتاج صلصلة سريراتشا ولسوء الحظ، هذا خارج عن سيطرتنا، وبدون الفلفل الأحمر، لا يمكننا إنتاج أيٍّ من منتجاتنا”.

وأضافت: “لذلك، سنجدول جميع الطلبات المقدمة في أو بعد 19 إبريل لعام 2022، إلى ما بعد عيد العمال 6 سبتمبر لعام 2022 بالترتيب الذي استلامناها به”.

تأثير التغيرات المناخية على المحاصيل الحارة

تواصلت شبكة رؤية الإخبارية مع مستشار برنامج المناخ العالمي، وأمين عام اتحاد خبراء البيئة العرب، الدكتور مجدي علام، الذي قال إن التغيرات المناخية أثرت على الزراعة في عديد من المناطق حول العالم، بل إن هناك 12 نوعًا من أنواع الفاكهة والخضراوات تأثروا بالطقس غير المستقر، ومنهم بالطبع الفلفل الحار والمحاصيل الحارة عامة.

قال علام: “التغيرات المناخية أثرت أيضًا على زراعة الفلفل الأخضر، ولكن تسلط الضوء إعلاميًّا على نقص كميات الفلفل الأحمر بالمكسيك؛ لأنها بلد مشهورة بصناعة صلصلة السريراتشا الحارة الشهيرة، ولهذا كان له تأثيرًا عالميًّا”.

الفلفل الأحمر

الفلفل الأحمر

الفلفل الأحمر لا يتحمل السخونة الشديدة

أوضح علام أن المحاصيل تحتاج درجة حرارة معينة حتى تُزرع بنجاح، ويتأثر المحصول بانخفاض درجة الحرارة، أو بارتفاعها الشديد، وذلك كما حدث في المكسيك التي وصلت بها بعض المناطق إلى حد الجفاف. مشيرًا إلى أنه لكل محصول فصل معين يزدهر به، ولكن للأسف بسبب التغيرات المناخية، الفصول شبه اندثرت، وسيوجد فقط شتاء أو صيف، أي أن الطقس سيكون شديد البرودة، أو شديد السخونة.

أكد علام أنه الرغم من أن المحاصيل الحارة تتحمل درجة الحرارة المرتفعة إلى درجات محددة، كما لا تتحمل أي برودة، واستشهد بالمكسيك موضحًا أنها قريبة من خط العرض، وتقع على نفس خط عرض شمال إفريقيا، ومناخها يتأثر بأي موجة باردة، وهذا يضر بالتأكيد بالمحاصيل.

الزراعية الذكية هي الحل

أشار علام إلى أنه لا يمكن أن تنتظر المكسيك أو بقية دول العالم حل أزمة التغيرات المناخية لاستكمال زراعة المحاصيل طبيعيًّا، بل قال، إن الحل الآن يكمن في الزراعة الذكية في الصوب الزراعية التي تتحكم في المناخ.

شرح علام طريقة عمل الصوب الزراعية قائلًا: “الزراعة الذكية هي الحل لمشكلة التغيرات المناخية، لأن المزارع إذا أراد الزراعة في مناخ شتوي، سيضبط الصوب على المناخ الشتوي وسيحصل على المحصول الذي يريده، وفي الوقت نفسه إذا أراد المزارع الحصول على مناخ صيفي، فسيضبط الصوبة الزراعية ويزرع المحاصيل الصيفية، وأعتقد أن المكسيك ربما تلجأ لهذا الحل لتعويض نقص الفلفل الأحمر، كما تلجأ إليها بالفعل عديد من دول العالم ومنها مصر”.

ربما يعجبك أيضا