عيد فصح مختلف.. اليهود يتظاهرون في الجامعات الأمريكية تضامنًا مع غزة

إسراء عبدالمطلب

في محيط عيد الفصح، رفع الطلاب لافتات كتب عليها “أطباق سيدرنا فارغة توقفوا عن تجويع غزة” و”يهودي آخر من أجل فلسطين حرة”.


أعد عشرات المتظاهرين المؤيدين للفلسطينيين من الطلاب وجبات عشاء عيد الفصح في مخيمات احتجاج بعدة جامعات بالولايات المتحدة الأمريكية، في الوقت الذي يتجمع فيه الطلاب اليهود عادةً في أماكن أكثر تقليدية.

في الليلة الأولى من عيد الفصح، وسط الاحتفالات المُعتادة في البيوت والتجمعات اليهودية بمختلف أنحاء العالم، احتشد الكثيرون في بعض الأماكن غير المتوقعة، ومنها جامعة كولومبيا في مدينة نيويورك، التي تشهد احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين بسبب الحرب في قطاع غزة.

22campus protests seders sub qczv articleLarge

عيد فصح مختلف

حسب صحيفة “نيويورك تايمز”، فإنه مع حلول المساء فوق مخيم كولومبيا يوم الاثنين 22 أبريل 2024، تجمع حوالي 100 طالب ومجموعة من أعضاء هيئة التدريس في دائرة حول قماش أزرق مملوء بصناديق الطعام الذي أعدوه في مطبخ كوشير، وارتدى بعض الطلاب الوشاح الفلسطيني التقليدي، بينما ارتدى آخرون القلنسوة اليهودية، وقاموا بتوزيع كتب الصلاة المصنوعة يدويًا بمناسبة عيد الفصح، وقرأوا الصلوات باللغة العبرية.

ولكن كانت هناك أيضًا تغييرات وإضافات، مثل البطيخ على طبق السدر ليمثل علم فلسطين، وكانت هناك إشارات متكررة إلى معاناة الشعب الفلسطيني وضرورة ضمان تحريره، وتم تقديم عصير العنب بدلًا من النبيذ احترامًا للمخيم الخالي من الكحول، والذي بدأ يوم الأربعاء الماضي، ورغم حملة القمع التي شنتها الشرطة الأسبوع الماضي، فقد دخل المخيم يومه السادس.

من أجل غزة

حدثت مشاهد مُماثلة خلال المعسكرات والاحتجاجات الأخرى المؤيدة للفلسطينيين التي اندلعت هذا الأسبوع، وقال المنظمون إن بعض منظمي الاحتجاج والمشاركين فيه هم طلاب يهود مناهضون للصهيونية، وفي جامعة كولومبيا هناك ما يقرب من 15 طالبًا يهوديًا تم إيقافهم سبب مُشاركتهم في المعسكر.

وفي جامعة ييل، قبل الساعة السادسة مساءً بقليل، تجمع مئات الطلاب في كروس كامبس، الساحة الرئيسة للجامعة، للجلوس حول ورقة مرسومة ترمز إلى طاولة “سيدر” اليهودية، وتم تنظيم هذا الحدث من قِبل مجموعات بما في ذلك اليهود من أجل وقف إطلاق النار.

أطباق فارغة تضامنًا مع غزة

بدأ عيد الفصح باعتقال 47 طالبًا في الصباح الباكر في خيمة في بينكي بلازا، وبعد ذلك احتل الطلاب، لمدة 9 ساعات، تقاطعًا محليًا، مطالبين جامعة ييل بسحب استثماراتها من الشركات المصنعة للأسلحة، ورفع الطلاب لافتات كتب عليها “أطباق سيدرنا فارغة توقفوا عن تجويع غزة”، و”يهودي آخر من أجل فلسطين حرة”، وتم دمج الإشارات إلى المعاناة في غزة والنشاط الطلابي المؤيد للفلسطينيين في الطقوس.

وفي نهاية عيد الفصح، وضع الطلاب أذرعهم على أكتاف بعضهم البعض وتمايلوا وهم يغنون: “إذا بنينا هذا العالم من الحب، فإن الله سيبني هذا العالم من الحب”، وحدث مشهد أكثر تقليدية في حاباد كولومبيا، وهو فرع من الحركة اليهودية الأرثوذكسية ومقرها خارج الحرم الجامعي، حيث سعى الطلاب إلى الشعور بالانتماء للمجتمع وسط التوترات في الحرم الجامعي.

ويشارك الحاخام يودا دريزين (33 عامًا) وزوجته نعومي في إدارة المجموعة، وقال الحاخام إنهم كانوا يتوقعون مشاركة أكثر من 100 طالب، مضيفًا: “إنها في الواقع أكبر تجمع لدينا حتى الآن”. وتابع: “شعارنا هو بيتك اليهودي وعائلتك في الحرم الجامعي، لذا بالنسبة للطلاب الذين لا يستطيعون العودة إلى المنزل، أو الموجودين هنا، فإنهم يحتفلون كجزء من عائلتنا”.

ربما يعجبك أيضا