فوميو كيشيدا يحوّل اليابان إلى قوة عسكرية عالمية

آية سيد
فوميو كيشيدا: قمة هيروشيما تهدف إلى الدفاع عن النظام العالمي

شرع كيشيدا في إحداث ثورة في العلاقات الخارجية لليابان.


تستضيف اليابان قمة مجموعة الـ7 المقبلة في هيروشيما، في الفترة من 19 إلى 21 مايو 2023.

وفي هذا الإطار، أجرت مجلة تايم الأمريكية حوارًا مع رئيس الوزراء الياباني، فوميو كيشيدا، والذي يكشف المزيد عن التحول في سياساته وعزمه إعادة اليابان، التي تتبع نهجًا مسالمًا، إلى قوة عالمية ذات وجود عسكري قوي.

سياسات جديدة

فوميو كيشيدا يحوّل اليابان إلى قوة عسكرية عالمية

فوميو كيشيدا في المقر الرئاسي

أشارت المجلة الأمريكية، في الحوار الذي نشرته أمس الثلاثاء 9 مايو 2023، إلى أن كيشيدا، الذي تولى السلطة في أكتوبر 2021، أطلق “نموذجًا جديدًا من الرأسمالية” في اليابان لتنمية الطبقة المتوسطة عبر سياسات إعادة التوزيع.

وبالخارج، شرع في إحداث ثورة في العلاقات الخارجية لبلاده، عبر تهدئة المظالم التاريخية مع كوريا الجنوبية، وتوطيد التحالفات الأمنية مع الولايات المتحدة ودول أخرى، وتعزيز الإنفاق الدفاعي بأكثر من 50%.

وذكرت المجلة أن كيشيدا، مدعومًا بالبيت الأبيض الباحث عن شركاء مؤثرين لكبح نفوذ الصين المتنامي، شرع في إعادة اليابان، ثالث أكبر اقتصاد في العالم، إلى قوة عالمية ذات وجود عسكري قوي.

اقرأ أيضًا| في تحول تاريخي.. اليابان تقدم مساعدات للجيوش الأجنبية

أشباح هيروشيما

ينحدر رئيس الوزراء الياباني من مدينة هيروشيما، التي تعرضت للقصف الأمريكي بالقنبلة الذرية في 1945. وفي تصريحاته لمجلة تايم، قال كيشيدا: “الدمار المروع الذي شهدته هيروشيما وأهلها محفور في ذاكرتي. وهذه التجربة الطفولية كانت دافعًا كبيرًا وراء سعيي لعالم بلا أسلحة نووية”.

وفي قمة مجموعة الـ7 التي ستنعقد في هيروشيما، يأمل كيشيدا في استخدام التاريخ المأساوي للمدينة لإقناع أقوى ديمقراطيات في العالم بأن العزم الجماعي وحده يمكنه مواجهة التهديد الاستبدادي لروسيا، والصين، وكوريا الشمالية الذين يزدادون عدائية.

التسلح النووي

أخبر كيشيدا مجلة تايم أنه ملتزم بنزع السلاح النووي على مستوى العالم وأن حكومته “لن تناقش التسلح النووي”.

وربط كيشيدا بين هيروشيما ومدينة بوتشا الأوكرانية، التي زارها في مارس الماضي، متحدثًا عن “غضب كبير من الأعمال الوحشية” التي شهدتها المدينة، في خروج عن رباطة جأشه المعهودة، على حد وصف المجلة.

فوميو كيشيدا يحوّل اليابان إلى قوة عسكرية عالمية

فوميو كيشيدا أثناء زيارته لأوكرانيا

ويرغب رئيس الوزراء الياباني أن تعلم مجموعة الـ7 الرعب الحقيقي الكامن في تهديدات الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، المتكررة باستخدام الأسلحة النووية، التي وصفها بأنها “جاءت كصدمة كبيرة لي”.

اقرأ أيضًا| نهج جديد.. ماذا وراء زيارة رئيس الوزراء الياباني لأوكرانيا؟

مخاوف يابانية

لفتت مجلة تايم إلى أن الحرب في أوكرانيا نبهت اليابان إلى أن العالم أصبح أكثر خطورة، خاصة وأنها تظل متورطة في نزاعات إقليمية برية وبحرية مع روسيا، وتشهد مرور الصواريخ الباليستية الكورية الشمالية فوقها باستمرار.

وما يزيد قلق اليابان هو عدوان الصين ضد تايوان، وتعهد الرئيس الصيني، شي جين بينج، بإخضاع الجزيرة. ومن هذا المنطلق، كشف كيشيدا، في ديسمبر الماضي، عن أكبر تعزيز عسكري لليابان منذ الحرب العالمية الثانية، الذي سيرفع الإنفاق الدفاعي إلى 2% من الناتج المحلي الإجمالي بحلول 2027.

وعلى عكس القادة اليابانيين السابقين الذين ترددوا بشأن فرض العقوبات الدولية، انضم كيشيدا بنشاط إلى الإجراءات التي تقودها الولايات المتحدة. وقال كيشيدا إن هدفه الوحيد هو منع تكرار مآسي على غرار هيروشيما، لأن “أوكرانيا اليوم قد تصبح شرق آسيا غدًا”، حسب المجلة الأمريكية.

اقرأ أيضًا| بسبب أوكرانيا.. ألمانيا واليابان تتأهبان عسكريًّا بسيناريو الحرب العالمية الثانية

تحديات مشتركة

فوميو كيشيدا يحوّل اليابان إلى قوة عسكرية عالمية

فوميو كيشيدا

يريد كيشيدا أن ينقل أنه مثلما تُعد أوكرانيا مشكلة لآسيا، فإن تايوان مشكلة لأوروبا، داحضًا آراء الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، الذي صرح في إبريل الماضي، عند سؤاله عن تايوان، بأن أوروبا يجب ألا “تتورط في أزمات لا تخصها”.

وفي هذا السياق، قال كيشيدا: “العدوان الروسي ضد أوكرانيا ليس تطورًا حدث بعيدًا. لا يمكن السماح بالمحاولات الأحادية لتغيير الوضع الراهن بالقوة، في أي مكان في العالم”.

وعند سؤاله عن تحدي الصين، كان كيشيدا دبلوماسيًا، مشيرًا إلى الحاجة إلى البناء على “الزخم الإيجابي” الذي توصل إليه في قمته مع شي في نوفمبر الماضي، وفق المجلة الأمريكية. إلا أنه يعترف بأن “الموقف الخارجي الحالي للصين واتجاهاتها العسكرية أمور تستدعي القلق الشديد”.

اقرأ أيضًا| وسط تصاعد التوترات مع الصين.. اليابان تطور صواريخ بعيدة المدى

مصاعب داخلية

على الصعيد الداخلي، تعاني اليابان من انخفاض معدل المواليد، وركود النمو، وشيخوخة السكان. ومهمة كيشيدا، حسب مجلة تايم، هي تحسين وضع اليابان، لذلك شرع في حملة تحديث شاملة. وترتكز أجندته الداخلية على “خطة غامضة لمضاعفة الدخل”، لكن مشكلته الكبرى تكمن في كيفية دفع تكلفة إعادة التوزيع دون إبعاد الأثرياء.

ويريد كيشيدا أيضًا توفير وظائف مربحة للمزيد من النساء وكبار السن. وقال رئيس الوزراء الياباني إن شيخوخة السكان، وتراجع عددهم، “ليس له سابقة في العالم”، واصفًا إياه بأنه “مسألة تتعلق بالبقاء”.

ربما يعجبك أيضا