وسط تصاعد التوترات مع الصين.. اليابان تطور صواريخ بعيدة المدى

أعلنت اليابان، يوم الثلاثاء الماضي 11 إبريل 2023، خططًا لتطوير وبناء صواريخ متطورة بعيدة المدى.

ووصفت شبكة «سي إن إن» الإخبارية الأمريكية تلك الخطط بأنها جزء من استراتيجية طوكيو لتعزيز دفاعاتها، وسط التوترات المتزايدة مع بكين.

صفقة دفاعية جديدة

صرّحت وزارة الدفاع اليابانية بأنها وقعت عقودًا مع شركة ميتسوبيشي للصناعات الثقيلة، لتطوير الأسلحة وإنتاجها بكميات كبيرة، بموجب خطة تمتد حتى العام 2027، حسب ما نقلت «سي إن إن».

وتأتي هذه الصفقة، التي تتجاوز قيمتها 2.8 مليار دولار، بعد إعلان رئيس الوزراء الياباني، فوميو كيشيدا، في ديسمبر الماضي، خططًا لتعزيز الإنفاق الدفاعي، وتمكين طوكيو من امتلاك «قدرات الضربة المضادة»، وهي القدرة على مهاجمة أراضي دولة أخرى مباشرةً، في حالة الطوارئ أو تحت ظروف معينة.

اقرأ أيضًا| استراتيجية الأمن القومي الياباني.. تحول تاريخي في العقيدة العسكرية

تطوير الصواريخ اليابانية

بموجب الصفقة، تبدأ ميتسوبيشي الإنتاج الضخم لنوعين من الصواريخ الموجودة، وهما الصواريخ الموجهة من طراز 12، المصممة لاستهداف السفن في البحر، والصواريخ الباليستية فرط الصوتية المصممة للدفاع عن الجزر. وحسب وزارة الدفاع اليابانية، من المقرر نشر تلك الأسلحة في 2026 و2027.

وتبدأ ميتسوبيشي أيضًا تطوير نسخ متطورة من صواريخ 12، التي يمكن إطلاقها من الطائرات والسفن. ونقلت «سي إن إن» عن موقع Janes، المعني بأخبار الصناعات الدفاعية، أن الصواريخ المحدثة سيصل مداها إلى 1000 كيلومتر، أي 5 أضعاف النسخة الحالية.

زيادة الإنتاج الدفاعي

وفق ما أوردته وكالة أسوشيتد برس، رفض المسؤولون تحديد أعداد الصواريخ، التي ستنشرها اليابان، لكنهم أشاروا إلى أن الإنتاج سيزيد تدريجيًا على مدار 5 سنوات المقبلة. وأضافوا أنه بسبب المساحة البرية المحدودة، تخطط اليابان لإجراء اختبارات الصواريخ، قبل نشرها في قواعد عسكرية بالولايات المتحدة.

وفي الوقت نفسه، ستبدأ ميتسوبيشي للصناعات الثقيلة تطوير صواريخ موجهة مضادة للسفن، تُطلق من الغواصات، بداية من العام الحالي وحتى 2027، لكن توقيت نشرها لم يُحدد بعد، حسب أسوشيتد برس.

اقرأ أيضًا| في تحول تاريخي.. اليابان تقدم مساعدات للجيوش الأجنبية

تعزيز الدفاعات

في ديسمبر الماضي، وجّه كيشيدا وزيري الدفاع والمالية بتأمين الأموال اللازمة لزيادة ميزانية الدفاع اليابانية إلى 2% من الناتج المحلي الإجمالي بحلول 2027. وإلى جانب تطوير الصواريخ، قال كيشيدا، في فبراير الماضي، إن اليابان تخطط لشراء ما يصل إلى 400 صاروخ من طراز توماهوك من الولايات المتحدة.

وحسب «سي إن إن»، تأتي هذه التعزيزات العسكرية وسط التوترات المتصاعدة مع الصين، التي تزيد قواتها البحرية والجوية في مناطق قريبة من اليابان، وتطالب بالسيادة الإقليمية على جزر سينكاكو، وهي سلسلة جزر غير مأهولة خاضعة لسيطرة اليابان في بحر الصين الشرقي.

وفي الوقت ذاته، تصعّد الصين ضغطها العسكري على تايوان، التي يُعد أمنها حيويًّا لأمن اليابان. وهذا الأسبوع، حلّقت اليابان طائراتها المقاتلة مع اقتراب حاملة طائرات صينية على مسافة 230 كيلومترًا من جزيرة مياكو اليابانية، في أثناء محاكاة ضربات على تايوان.

اقرأ أيضًا| مناورة الصين بـ91 طائرة و12 سفينة.. هل تكفي لترهيب تايوان؟