خطوة مهمة لكنها لن تنهي الحرب.. مجلس الأمن يدعو لوقف إطلاق النار في غزة

قرار مجلس الأمن بوقف إطلاق النار في غزة.. هل ينهي الحرب؟

محمد النحاس
مجلس الأمن يتبنى قرارًا بوقف إطلاق النار في غزة

يمثل تصويت يوم الاثنين المرة الأولى التي تسمح فيها الولايات المتحدة بتمرير قرار لمجلس الأمن ينتقد إسرائيل منذ عام 2016.


تبنى مجلس الأمن الدولي قرارًا يطالب بوقف إطلاق النار في غزة، اليوم الاثنين 25 مارس 2024، بعد امتناع الولايات المتحدة عن التصويت.

ويأتي ذلك مع وصول قطاع غزة، إلى حالة مأساوية على الصعيد الإنساني في ظل استمرار الحرب الإسرائيلية الوحشيّة على القطاع. وقد امتنعت الولايات المتحدة عن التصويت ما أدى لمرور القرار، بعد أن عرقلت 4 قرارات سابقة لوقف إطلاق النار، خلال الحرب المستمرة منذ ما يزيد عن 5 أشهر.

غضب إسرائيلي

في أول طلب من نوعه منذ بدء الحرب في أكتوبر، دعا القرار إلى الوقف الفوري للقتال خلال شهر رمضان المبارك، الذي يتبقى منه أسبوعين، يقود لإرساء وقف دائم لإطلاق النار، وقد أيد القرار 14 عضوًا مقابل امتناع عضو واحد (الولايات المتحدة).

مجلس الأمن يتبنى قرارًا بوقف إطلاق النار في غزة وفي ردة فعل سريعة، ألغت إسرائيل زيارة رفيعة المستوى لواشنطن. وكان من المقرر أن يسافر عضوا مجلس الوزراء الحربي الإسرائيلي رون ديرمر وتساحي هنجبي، المقربان من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، إلى الولايات المتحدة، وفق ما نقلت صحيفة فاينانشيال تايمز البريطانية.

وكان هدف الزيارة، مناقشة الاجتياح الإسرائيلي الوشيك لرفح، والذي تعارضه واشنطن، لكن إسرائيل ألغت الزيارة بعد صدور القرار، في أحدث إشارة على الخلافات العلنيّة بين البيت الأبيض ونتنياهو حول كيفية إدارة إسرائيل حربها الوحشيّة ضد غزة. وقال مكتب نتنياهو: “في ضوء التغيّر في الموقف الأمريكي، قرر رئيس الوزراء نتنياهو أن الوفد لن يسافر إلى الولايات المتحدة”.

لماذا أغضب القرار إسرائيل؟

كان الموقف الأمريكي التقليدي هو حماية إسرائيل من محاولات تقويض مساعيها إزاء غزة في مجلس الأمن، وخلال أشهر الحرب الماضية ظلّت الولايات المتحدة تعرقل كافة القرارات التي سعت إلى إرساء وقف غير مشروط لإطلاق النار.

واستخدمت روسيا والصين يوم الجمعة حق النقض (الفيتو) ضد مشروع قرار برعاية الولايات المتحدة يربط بين “وقف فوري ومستدام لإطلاق النار” لمدة ستة أسابيع على الأقل وبين إطلاق سراح الرهائن”.

وطالب القرار الذي اتُخذ يوم الاثنين بالإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع الرهائن الذين تحتجزهم حماس، لكنه لم يربط ذلك بالدعوة إلى وقف إطلاق النار، مما أثار إدانة فورية من نتنياهو. وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي: “هذا التصويت يمنح حماس الأمل في أن الضغوط الدولية ستسمح لها بقبول وقف إطلاق النار دون إطلاق سراح المختطفين لدينا”.

جوتيرش يعلّق

تحتجز حماس أكثر من 100 إسرائيلي بعد أن اختطفتهم الحركة الفلسطينية في 7 أكتوبر خلال هجومها الخاطف وغير المتوقع، والذي تلاه العدوان الإسرائيلي على غزة الذي أدى لمقتل 32 ألف فلسطيني معظمهم من النساء والأطفال.

وفي الوقت الحالي، فإن المحادثات بشأن جولة ثانية من عملية تبادل الأسرى الإسرائيليين بالأسرى الفلسطينيين متوقفة حالياً، ويرجع ذلك إلى الخلاف حول مدة وقف إطلاق النار الذي ستوافق عليه إسرائيل وحماس من أجل تسهيل عملية التبادل.

وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش “يجب تنفيذ القرار” وكتب عبر إكس:”الفشل (في تتفيذ القرار) سيكون أمراً لا يغتفر”. ومن جانبها، قالت حركة حماس إنها ترحب بالدعوة إلى وقف فوري للحرب، مشددة على “ضرورة التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار”، يؤدي إلى انسحاب جميع القوات الإسرائيلية من غزة.

خطوة فارقة وخلاف إسرائيلي أمريكي

يمثل تصويت يوم الاثنين المرة الأولى التي تسمح فيها الولايات المتحدة بتمرير قرار لمجلس الأمن ينتقد إسرائيل منذ عام 2016. كما أنه يعكس ضغوطًا دولية ومحلية متزايدة على البيت الأبيض لبذل المزيد من الجهد لدفع حليفه لحماية المدنيين وإنهاء القتال في غزة.

وعبر البيت الأبيض عن إحباطه المتزايد من نتنياهو في الأسابيع الأخيرة بسبب قلة المساعدات الإنسانية التي دخلت القطاع، والخسائر الفادحة التي ألحقها العدوان العسكري الإسرائيلي على المدنيين الفلسطينيين.

وعارض كبار المسؤولين في إدارة بايدن الهجوم البري الإسرائيلي المخطط له في رفح، وقالوا إنه لن يحقق هدف نتنياهو المتمثل في القضاء على حماس. وفي حين يأتي قرار مجلس الأمن كـخطوة إيجابية، إلا أنه لا يعني حتمًا وقفًا للحرب، فقد تتجاهل إسرائيل القرار ولا تملك المؤسسة الدولية آليات تنفيذ القرار على الرغم من اعتبار الكثير من الخبراء أن القرارات مُلزمة.

هل تغيّر موقف الولايات المتحدة؟

قال البيت الأبيض إنه لا يرى في الامتناع عن التصويت يوم الاثنين تحولا في السياسة، وذكر المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي جون كيربي أنه: “لا يوجد سبب لاعتبار هذا الأمر بمثابة نوع من التصعيد..لم يتغير شيء بشأن سياستنا.. . ما زلنا نريد أن نرى وقفًا لإطلاق النار، وما زلنا نريد إخراج الرهائن جميعًا، وما زلنا نريد أن نرى المساعدات الإنسانية تُقدم لشعب غزة”.

وأضاف كيربي أن وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت، الذي ينظر إليه على نطاق واسع في الأوساط السياسية الإسرائيلية كمنافس لنتنياهو، موجود بالفعل في واشنطن في زيارة.

وقال كيربي إن المسؤولين الأمريكيين يعتزمون إثارة مخاوفهم بشأن رفح معه. وقبل اجتماعه مع المسؤولين في واشنطن ذكر جالانت “ليس لدينا حق أخلاقي في وقف الحرب بينما لا يزال هناك رهائن محتجزون في غزة”، مشددًا على أن “إن عدم تحقيق نصر حاسم في غزة قد يجعلنا أقرب إلى حرب في الشمال (مع حزب الله)” حسب فاينانشال تايمز.

ربما يعجبك أيضا