قليل من الأمل.. حرب السودان تدخل عامها الثاني دون ملامح للتقدم

إسراء عبدالمطلب

بعد سلسلة من المكاسب المبكرة التي حققتها قوات الدعم السريع، يبدو أنها وصلت إلى طريق مسدود.


دخلت الحرب الأهلية الوحشية في السودان الآن عامها الثاني، ولا تلوح في الأفق نهاية لواحدة من أكبر الكوارث الإنسانية في العالم.

وطغت على هذه الأزمة صراعات أخرى، بما في ذلك حرب إسرائيل في قطاع غزة، والحرب الروسية على أوكرانيا، والفوضى في هايتي، ولكن الإرهاق الناجم عن الصراع والإرهاق من التعاطف لا ينبغي أن يفسح المجال أمام اللامبالاة.

مائة يوم من الحرب: شبح الحرب الأهلية في السودان - مركز الاهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية

دبلوماسية مُستدامة

حسب صحيفة واشنطن بوست، الأربعاء 24 أبريل 2024، فإنه يوجد حاجة ماسة إلى دبلوماسية مستدامة رفيعة المستوى بقيادة الولايات المتحدة، وإلا فإن الشعب السوداني سيواجه عامًا آخر من المُعاناة التي لا داعي لها، بما في ذلك الإبادة الجماعية التي تتكشف في دارفور.

ولن يكون الأمر سهلًا، وليس هناك حل سريع، وباءت الجهود الدبلوماسية التي بذلت حتى الآن لإنهاء هذه الأزمة بالفشل، ويرجع ذلك في الأغلب إلى سعي الجهات الفاعلة الخارجية التي تدعم الأطراف المتعارضة إلى تحقيق مصالحها الضيقة الخاصة، ومن المقرر أن تستأنف جولة جديدة من محادثات السلام قريبًا في جدة بقيادة الولايات المتحدة والسعودية.

ويجب أن تشمل المحادثات جميع اللاعبين الرئيسين: مصر، والإمارات العربية المتحدة، وجمهورية إفريقيا الوسطى، والاتحاد الإفريقي، وبلدان شرق إفريقيا والقرن الإفريقي. ويتعين عليهم جميعًا التنسيق أخيرًا والضغط على الطرفين المتحاربين في السودان للحضور.

طريق مسدود

اندلع القتال في 15 أبريل من العام الماضي بين جنرالين سودانيين يخوضان صراعًا على السلطة: الفريق أول عبد الفتاح البرهان، قائد القوات المسلحة السودانية، والفريق محمد حمدان دقلو، المعروف باسم حميدتي، الذي يقود قوات الدعم السريع.

وكان البرهان وحميدتي حليفين في السابق، بعد أن شاركا في تنظيم انقلاب عام 2021 الذي أوقف انتقال السودان الهش إلى الحكم الديمقراطي، لكنهما اختلفا بشأن تنفيذ اتفاق إطاري مدعوم دوليًا كان من شأنه أن يؤدي إلى دمج قوات الدعم السريع في الجيش النظامي، ورأى الرجلان أن الاتفاق، المدعوم من الولايات المتحدة والغرب، يضعف قوتهما، وقاما بشن هجمات مدفعية انتقامية مدمرة عبر العاصمة الخرطوم.

وسرعان ما انتشر القتال في جميع أنحاء البلاد الشاسعة، والآن، بعد سلسلة من المكاسب المبكرة التي حققتها قوات الدعم السريع، يبدو أنها وصلت إلى طريق مسدود. وبحسب الصحيفة استخدمت القوات المسلحة السودانية من طائرات بدون طيار إيرانية الصنع.

تطهير عرقي منهجي

فر أكثر من 8 ملايين شخص من منازلهم، مما جعل السودان يشهد أكبر أزمة للنازحين داخليًا في العالم، وتم الإبلاغ عن مقتل ما لا يقل عن 15 ألف شخص، رغم أن وكالات الإغاثة الدولية وغيرها تصف هذا العدد بأنه أقل من العدد الحقيقي بشكل كبير، ووردت أنباء في بعض البلدات عن وجود جثث تركت دون جمعها في الشوارع، وتشير تقارير الأمم المتحدة إلى أن نحو 18 مليون شخص في حاجة ماسة إلى المساعدات الغذائية، وأن الملايين على حافة المجاعة.

وأصبحت المخاوف من تكرار الإبادة الجماعية في منطقة دارفور حقيقة قاتمة، وقدم تقرير جديد مفصل صادر عن مركز راؤول والنبرج لحقوق الإنسان وصفًا مخيفًا لكيفية قيام قوات الدعم السريع، الفرع الحديث لميليشيا الجنجويد العربية القبلية في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، بارتكاب تطهير عرقي منهجي ضد شعب المساليت السود وغيرهم من غير العرب والقبائل في دارفور.

ربما يعجبك أيضا