كيف تسببت «الحوثي» في خلاف بين واشنطن وحلفائها؟

هل رفضت إسبانيا الانضمام إلى «حارس الأزهار»؟

محمد النحاس

يربط التقرير هجمات الحوثي بـ الحرب على غزة، حيث لم يستهدف الحوثيون حركة الشحن قبل 7 أكتوبر 2023، وفي هذا السياق، يبدو أن الحكومة الإسبانية قد حسبت أن الانضمام إلى التحالف المناهض للحوثيين سيعني بالأحرى محاربة "العرض" وليس السبب الأصلي للصراع


أدت الجهود الأمريكية الرامية لتشكيل تحالف بحري دولي لحماية حرية الملاحة، ومنع هجمات الحوثيين إلى تأجيج الخلافات مع الحلفاء الأوروبيين.

في 8 يناير 2024 هاتف رئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكية الجنرال تشارلز براون نظيره الإسباني تيودورو لوبيز كالديرون من أجل “مناقشة هجمات الحوثيين غير القانونية المستمرة على السفن التجارية العاملة في المياه الدولية في البحر الأحمر”، بحسب السلطات الأمريكية.

رغبة أمريكية

حسب تقرير لمجلة ريسبنسبول ستيت كرافت الأمريكية، فمن الواضح أن براون “أكد رغبة الولايات المتحدة في العمل مع جميع الدول التي تشترك في المصلحة في دعم مبدأ حرية الملاحة وضمان المرور الآمن للشحن العالمي”.

لكن وفقًا لتقارير حديثة للصحفي الإسباني المخضرم إجناسيو سيمبريرو، فإن الولايات المتحدة تضغط على إسبانيا للمضي قدمًا في هذا المسار، وقد اتصل قائد البحرية الأمريكية كارلوس ديل تورو مؤخرًا بالسفير الإسباني في واشنطن سانتياجو كاباناس لحث حكومته على الانضمام إلى التحالف المناهض للحوثيين الذي تقوده الولايات المتحدة.

رفض إسباني

وفقًا لتقارير سيمبريرو، ذهب الأمر إلى حد إصدار موعد نهائي لمدريد ستقدم إجابة بحلول 11 يناير، وحتى الآن رفضت مدريد الانضمام إلى التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ووضع جنودها وسفنها تحت قيادة القيادة المركزية للبنتاجون في البحر الأحمر.

ووفقًا للتقرير، فخلال الإعلان عن تشكيل التحالف الشهر الماضي، قال وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن إن إسبانيا كانت من بين الأعضاء، ويبدو أن هذا الإعلان جاء دون تشاور مع الحكومة الإسبانية، ما تسبب في غضب كبير في مدريد.

ومن أجل تخفيف حدة الموقف، اتصل الرئيس الأمريكي بايدن برئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز للتشديد على التهديد الحوثي، لكن يلفت التقرير أنه إذا ما كانت نيّة واشنطن دفع مدريد تجاه الموقف الأمريكي بشكل أقرب، فمن الواضح أنها فشلت.

الحوثي يشيد بموقف إسبانيا

لم تنضم إسبانيا إلى الولايات المتحدة وعدد من حلفائها في البيان المشترك الذي أصدروه في 3 يناير محذرين الحوثيين من عواقب استمرار الهجمات.

من جانبه أعرب قيادي حوثي عن “تقديره” لـ “نأي مدريد بنفسها” عما أسماه “الأكاذيب الأمريكية والبريطانية بشأن حرية الملاحة”.

وذكر الصحفي الإسباني أيضًا أن إحدى الفوائد الجانبية وغير المتوقعة لموقف الحكومة الإسبانية كانت إطلاق إيران، سراح مواطن إسباني كان محتجزًا في طهران لمدة 15 شهرًا.

مسار حيوي

رغم أن الحكومة الإسبانية لم توضح الدوافع الدقيقة لرفضها الانضمام إلى “حارس الأزدهار”، إلا أن مدريد، رغم إدانتها لهجمات 7 أكتوبر ضد مستوطنات غلاف غزة، وكانت أيضًا صريحة في إدانة “عمليات القتل العشوائي” التي ترتكبها إسرائيل في غزة، والتي أثارت أزمة دبلوماسية بين إسبانيا وإسرائيل.

وفقًا للتقرير فإن حماية حرية الملاحة في البحر الأحمر، مصدر قلق مشروع، حيث يمر به ما يقرب من 12% من التجارة العالمية كل عام، ويقود تعطيل هذا المسار إلى تحويل المسارات وزيادة تكلفة الشحن.

محاربة “العرض” وليس الأصل

يربط التقرير هجمات الحوثي بـالحرب على غزة، حيث لم يستهدف الحوثيون حركة الشحن قبل 7 أكتوبر 2023، وفي هذا السياق، يبدو أن الحكومة الإسبانية قد حسبت أن الانضمام إلى التحالف المناهض للحوثيين سيعني بالأحرى محاربة “العرض” وليس السبب الأصلي للصراع المتفاقم في الشرق الأوسط.

وأما السبب الأصلي، وفقًا للمجلة، فيكمن في السعي الإسرائيلي إلى تحقيق أكبر قدر ممكن من المكاسب العسكرية في غزة، والمحاولات الإسرائيلية الواضحة لتوسيع الحرب لتمتد إلى لبنان.

ربما يعجبك أيضا