ماذا بعد نشر الاتحاد الأوروبي بعثة مدنية في مولدوفا؟

آية سيد
لمواجهة تهديدات روسيا.. الاتحاد الأوروبي ينشر بعثة في مولدوفا

قال جوزيب بوريل، إن مولدوفا، بصفتها واحدة من الدول الأكثر تأثرًا بتداعيات الحرب الروسية ضد أوكرانيا، تواجه محاولات روسية مستمرة ومتزايدة لزعزعة استقرارها بأعمال هجينة.


قرر الاتحاد الأوروبي إرسال بعثة مدنية إلى جمهورية مولدوفا، لمساعدتها في مواجهة التهديدات المتزايدة من الخارج.

وحسب ما أوردت مجلة بوليتيكو، أمس الثلاثاء 25 إبريل 2023، تأتي هذه الخطوة عقب سلسلة من التقارير التي تفيد أن الدولة الروسية تعمل على زعزعة استقرار الجمهورية السوفيتية السابقة.

دور البعثة

في بيان، أول من أمس الاثنين 24 إبريل، أوضح المجلس الأوروبي أن هدف البعثة المدنية هو تعزيز مرونة قطاع الأمن في مولدوفا، في مجالات إدارة الأزمة والتهديدات الهجينة، وتشمل الأمن السيبراني، ومكافحة التلاعب بالمعلومات والتدخل الأجنبي.

ولتحقيق هذه الغاية، سوف تقدم البعثة المشورة على المستوى الاستراتيجي في ما يتعلق بتطوير الاستراتيجيات والسياسات، وتحديد متطلبات بناء القدرات للإنذار المبكر، ورصد التهديدات وتحديدها، والرد على التهديدات الهجينة.

دعم أوروبي

في هذا السياق، قال مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، إن مولدوفا، بصفتها واحدة من الدول الأكثر تأثرًا بتداعيات الحرب الروسية الأوكرانيية، تواجه محاولات روسية مستمرة ومتزايدة لزعزعة استقرارها بأعمال هجينة.

وأضاف بوريل: “اليوم، نزيد دعم الاتحاد الأوروبي لمولدوفا لحماية أمنها، ووحدة أراضيها وسيادتها”، موضحًا أن نشر هذه البعثة الجديدة “علامة سياسية مهمة على دعم الاتحاد الأوروبي في الظروف العصيبة الحالية”.

تهديدات روسية

في فبراير الماضي، قال الرئيس الأوكراني، فلاديمير زيلينسكي، إن الأجهزة الأمنية في كييف اعترضت خططًا روسية لـ”تقويض ديمقراطية مولدوفا والسيطرة عليها”، وفق بوليتيكو.

ولاحقًا، زعمت رئيسة مولدوفا، مايا ساندو، أن “الخطة تضمنت التخريب وتنفيذ أشخاص مدربين عسكريًّا، ومتنكرين في صورة مدنيين، لأعمال عنيفة، وهجمات على المباني الحكومية واحتجاز رهائن”.

اقرأ أيضًا| مؤشرات وتصريحات.. هل تمتد الحرب الروسية الأوكرانية إلى مولدوفا؟

مواجهة نفوذ روسيا

حسب سفير مولدوفا السابق في الأمم المتحدة والأستاذ بجامعة نيويورك، فلاد لوبان، تأتي خطوة بروكسل بعد “إشارات متعددة على أن مولدوفا لن تستطيع التعامل مع عمليات النفوذ الروسي وحدها”.

وفي تصريحات لمجلة بوليتيكو، قال لوبان إنه سيتعين على بعثة الاتحاد الأوروبي الآن التركيز على “توضيح لماذا سيادة القانون والديمقراطية في الاتحاد الأوروبي يجلبان الاحترام والازدهار للشعوب مقارنة بالنموذج الاستبدادي الروسي”.

وحسب ما أورد موقع بارونز الأمريكي، قال دبلوماسي أوروبي إن البعثة ستتكون من نحو 40 خبيرًا من دول الاتحاد الأوروبي، وسيجري نشرها في مايو المقبل. وأفاد الموقع ذاته أن الاتحاد الأوروبي يتطلع إلى فرض عقوبات على الأوليجارش المولدوفيين المتهمين بمساعدة موسكو في زعزعة استقرار البلاد.

اقرأ أيضًا| انفجارات بمنطقة انفصالية في مولدوفا واتهامات لروسيا.. ماذا يحدث؟

حليف قديم

كانت مولدوفا من أقرب حلفاء موسكو لعقود، وتتمركز حاليًّا قوات روسية قوامها 1500 جندي في منطقة “ترانسنيستريا” الانفصالية. ووفق بوليتيكو، أدانت مايا ساندو، التي جرى انتخابها في 2020، الكرملين مرارًا وتكرارًا بسبب الحرب ضد أوكرانيا، وطالبت بانسحاب القوات الروسية من بلادها.

وفي يونيو من العام 2022، أعلن قادة الاتحاد الأوروبي أن مولدوفا، وكذلك أوكرانيا، ستُمنحان صفة المرشح، لبدء عملية انضمامها كي تصبح عضوًا جديدًا في الاتحاد الأوروبي، حسب مجلة بوليتيكو.

اقرأ أيضًا| خبير: موسكو تقترب من احتلال مولدوفا.. ولكن يوجد بعض العقبات

قبضة قوية

لا تزال موسكو تحتفظ بقبضة قوية على الدولة الأوروبية الشرقية، عن طريق تشغيل العديد من المنافذ الإعلامية الناطقة بالروسية، وتزويد الدولة بكل احتياجاتها تقريبًا من الغاز الطبيعي، وفق بوليتيكو.

وبعد إعلان شركة غازبروم الروسية، العام الماضي، أنها سترفع الأسعار وستوقف شحنات الغاز في حالة عدم سداد الديون السابقة بالكامل، لجأت مولدوفا، وهي واحدة من أفقر الدول في القارة الأوروبية، إلى بروكسل للحصول على الدعم في تنويع مصادر إمدادها.

ربما يعجبك أيضا