انفجارات بمنطقة انفصالية في مولدوفا واتهامات لروسيا.. ماذا يحدث؟

أحمد ليثي

يتابع الأمين العام للأمم المتحدة التطورات هناك بقلق ويحث جميع الأطراف المعنية على الامتناع عن أي تصريحات أو أعمال من شأنها تصعيد التوترات، فيما لم يعلن أحد مسؤوليته عن الانفجارات


قالت سلطات مولدوفا، يوم الاثنين 25 إبريل 2022، إن الهجوم المزعوم على مبنى تستخدمه الأجهزة الأمنية في منطقة ترانسنيستريا الانفصالية جزء من محاولة لزيادة التوترات في المنطقة.

وفقًا لموقع بيزنس إنسايدر الأمريكي، وقعت سلسلة من الانفجارات في وزارة أمن الدولة في تيراسبول، التي حصلت على حكم ذاتي عن مولدوفا بعد تدخل القوات الروسية عام 1992، ظاهريًا لحماية المتحدثين بالروسية.

كيف تدخل روسيا إلى ترانسنيستريا؟

في بيان، أعرب مكتب سياسات إعادة الإدماج في مولدوفا، عن قلقه بشأن الحادث، مستشهدًا بتقارير تفيد بأن مجهولين أطلقوا أعيرة نارية من قاذفات قنابل يدوية على مقر المباني الأمنية في المنطقة. وحث البيان على الهدوء، معتبرًا أن الهدف من الحادث خلق توترات لخلخلة الوضع الأمني ​​في منطقة ترانسنيستريا.

من جهته، أوضح مسؤول عسكري روسي، الميجور جنرال رستم مينكاييف، الأسبوع الماضي، أن موسكو تنوي الاستيلاء على جنوب أوكرانيا، بما في ذلك مدينة أوديسا الساحلية، ما سيسمح لها بمنفذ آخر إلى ترانسنيستريا، ولدى روسيا حاليا حوالي 1500 جندي يتمركزون في الإقليم.

imrs 1

موقف الولايات المتحدة

قالت وزارة الدفاع الأمريكية، أمس 26 إبريل 2022، إن الولايات المتحدة تراقب الأحداث في مولدوفا الواقعة في أوروبا الشرقية، بعد أن قالت منطقة ترانسنيستريا الانفصالية المتاخمة لأوكرانيا إن الانفجارات على مدار اليومين الماضيين أصابت مركز راديو ومقر أمني، نظرًا لأن الانفجارات تثير مخاوف بشأن الحرب الروسية الأوكرانية، وقربها من الحدود الأوكرانية.

من جهته، قال وزير الدفاع الأمريكي، لويد أوستن، في مؤتمر صحفي أمس في ألمانيا، إن الولايات المتحدة تدرس سبب الانفجارات، لكنها غير متأكدة من أي شيء حتى الآن، مضيفًا: “لا نريد أن نرى أي تداعيات، لذلك، من المهم التأكد من أننا نبذل قصارى جهدنا لضمان حماية أوكرانيا.”

هدف روسيا في مولدوفا

قال الرئيس الأوكراني، فلاديمير زيلنسكي إن الهدف النهائي للقيادة الروسية ليس فقط الاستيلاء على أراضي أوكرانيا، ولكن تفكيك وسط وشرق أوروبا بالكامل وتوجيه ضربة عالمية للديمقراطية. وهو ما تسعى له موسكو منذ أن ضمت شبه جزيرة القرم، ومساعدتها لاستقلال المنطقتين لوهانسك ودونيتسك.

من جهته، قال قائد عسكري روسي الأسبوع الماضي إن أحد أهداف موسكو، هو إنشاء ممر عبر جنوب أوكرانيا إلى ترانسنيستريا، وهو شريط رفيع يبلغ عدد سكانه قرابة 500 ألف نسمة وتدعمه موسكو منذ انهيار الاتحاد السوفيتي، وهي منطقة لم تعترف باستقلالها أي دولة، لكنها تعمل منفصلة عن مولدوفا.

6267e216784b4d0019463c93

من المسؤول عن الانفجارات في مولدوفا؟

بحسب تقرير واشنطن بوست، أمس، قال فرحان حق، المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، في بيان، إن جوتيريش يتابع التطورات بقلق ويحث جميع الأطراف المعنية على الامتناع عن أي تصريحات أو أعمال من شأنها تصعيد التوترات. ولم يعلن أحد مسؤوليته عن الانفجارات، لكن وزارة الدفاع الأوكرانية وصفت الهجمات بأنها استفزاز خططت له القوات الخاصة الروسية.

من جهته، قال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف، يوم أمس، في أعقاب بيان صادر عن وزارة الخارجية الروسية، إن روسيا لا تعرف من المسؤول عن الهجمات في مولدوفا لكنها تشتبه في أنها محاولة لزعزعة استقرار المنقطة، مبينًا أن موسكو تريد تجنب سيناريو يجبرها على التدخل في الصراع الدائر في ترانسنيستريا.

ما علاقة القوات المولدوفية بالانفجارات؟

وفق تقرير تشارلز ديفيس في بيزنيس إنسايدر، فإن مولدوفا أعربت منذ فترة طويلة عن رغبتها في الانضمام إلى روسيا، واستجابة لذلك، دعمت موسكو الإقليم بسخاء، لكن مولدوفا حرصت في الوقت نفسه على تجنب الانجرار إلى معارك روسيا مثل الحرب الأوكرانية، بعد أن تزايد اعتمادها على التجارة مع أوروبا.

من جهته، قال وزير الدفاع الأسبق في مولدوفا، الذي شغل المنصف من 2009 إلى 2014، فيتالي مارينوتا، إنه ليس من المنطقي أن تنفذ القوات المولدوفية أو الترانسنيسترية الهجمات، لعدم وجود حافز لديهما لتحويل الصراع المجمد إلى حالة ساخنة، وفي الوقت نفسه لن يكون ذلك في مصلحة أوكرنيا حتى لا تفتح على نفسها جبهة محتملة أخرى.

ربما يعجبك أيضا