ما تداعيات تمرد فاجنر على الوجود الروسي بإفريقيا؟

محمد النحاس

خطوات فاجنر في روسيا لا يقتصر تأثيرها على الصعيد الداخلي، بل يتعداه للخارج.. كيف ذلك؟


يتعدى تأثير “التمرد العسكري” لمجموعة فاجنر العسكرية في روسيا التداعيات الداخلية، ويمتد تأثيره لمناطق أخرى.

ولا يرجع ذلك إلى احتمالية زعزعة أركان النظام فحسب، بل بسبب ارتباط فاجنر طويل الأمد بعدد من الصراعات في القارة الإفريقية، بفعل دورها الرئيس الذي تؤديه في هذه المناطق.. فما تداعيات التمرد على أفريقيا؟

فاجنر داخل أفريقيا

مع تأزم الموقف الداخلي في روسيا، والخلاف الذي تفجر بين وزارة الدفاع الروسية، ومجموعة فاجنر، رفضت حكومتا مالي وجمهورية إفريقيا الوسطى، التعليق على الأحداث، وما إذا كانت ستؤثر في استراتيجيتهما الأمنية لمواجهة الجماعات الإرهابية، وفقًا لما أفاد به تقرير لوكالة أنباء رويترز.

ويجمع البلدان علاقة وطيدة بروسيا، واتفاقات للتعاون العسكري، لكن في الوقت ذاته توجد قوات من فاجنر على أراضي البلدين، ما يعقد الموقف في ظل تطورات المشهد في الداخل الروسي.

تأثير أمني سلبي

تعليقًا على تداعيات الخلاف بين فاجنر ووزارة الدفاع الروسية، نقلت رويترز عن المحلل السياسي، باسيرو دومبيا، قوله إن “وجود فاجنر في مالي يرعاه الكرملين، وإذا ما وقعت خلافات بينهما، ستكون له تداعيات سلبية على الصعيد الأمني في مالي”.

وتقول السلطات في مالي إن “القوات الروسية الموجودة في البلاد ليست تابعة لمجموعة فاجنر، لكنها قوات روسية تؤدي عمليات تدريبية لمساعدة القوات المحلية”، وفق ما نقلت وكالة أنباء رويترز.

وفي المقابل تشدد العواصم الغربية، التي توترت علاقتها بمالي، على أن القوات تابعة لفاجنر، وأنهم متورطون في القتال، وارتكبوا جرائم حرب، وهو ما تنكره روسيا ومالي.

تداعيات مستقبلية

حسب المحاضر في معهد بروكسل للدراسات الدولية، إيفان جيشاوا، تعتمد التداعيات في مالي على عوامل غير معروفة، مثل الاستقلالية التنظيمية لفاجنر، وتسلسل قيادة المجموعة، وإذا كانت الأمور ستتصاعد بين الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، وفاجنر.

وقال جيشاوا “لم ترد تقارير عن تحركات غير اعتيادية لقوات فاجنر في مالي حتى صباح السبت 24 يونيو 2023″، حسب ما نقلت عنه وكالة أنباء رويترز.

فاجنر وإفريقيا الوسطى

وفق تقرير رويترز، قد يكون للخلاف داخل روسيا تداعيات على جمهورية إفريقيا الوسطى، ويوجد المئات من مقاتلي مجموعة فاجنر، لمساعدة الحكومة في محاربة عدد من الحركات المتمردة منذ عام 2018.

وقد اقتربت جمهورية إفريقيا الوسطى ومالي بشكل متزايد من روسيا على مدار السنوات القليلة الماضية، مع سعي الكرملين لتعزيز نفوذه في مناطق إفريقية كانت معاقل نفوذ تقليدية لفرنسا، ما أثار استياء باريس، في وقت تشهد فيه العلاقات الفرنسية مع دول غرب إفريقيا توترًا متزايدًا، بسبب دورها داخل دول المنطقة.

دور سلبي

في شهر فبراير الماضي، وصف الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، نشر قوات مجموعة فاجنر في إفريقيا بأنه يأتي بهدف تأمين ما أسماها “الأنظمة الفاشلة”، لافتًا إلى أنه لن يسهم إلا في “ترسيخ البؤس”.

واتهمت الولايات المتحدة في أكتوبر الماضي روسيا باستغلال هذه الدول عن طريق المجموعة شبه العسكرية الخاصة، باستغلال موارد دول في القارة لدعم القوات الروسية التي تخوض حربًا طاحنة في أوكرانيا منذ فبراير 2022.

اقرأ أيضًا| من ذراع الكرملين إلى التمرد.. ماذا نعرف عن «فاجنر»؟

اقرأ أيضًا| بوتين يتصل بحلفائه بعد فوضى فاجنر.. هل أظهروا دعمهم؟

ربما يعجبك أيضا