سيناريوهات قاتمة.. خبير يوضح لـ«رؤية» تداعيات تمرد فاجنر على روسيا

محمد النحاس
خبير الشؤون الاستراتيجية المصري اللواء محمد عبدالواحد

هل تتجه روسيا إلى حرب أهلية؟ إيضاحات من خبير الشؤون الاستراتيجية اللواء محمد عبدالواحد.


تتواصل التكهنات بشأن اتجاه “التمرد المسلح” الذي أعلنته مجموعة فاجنر الروسية، ضد قيادة الجيش النظلامي للبلاد. 

وبينما السلطات ترفض “التمرد” وتكيل الوعيد للمسؤولين عن هذا التحرك بـ”دفع الثمن” يبدو أن فاجنر تمضي قدمًا، خاصةً مع توارد الأنباء بشأن تحرك أرتال تابعة للمجموعة تجاه العاصمة موسكو، فهل باتت روسيا على شفا حرب أهلية؟ 

تواصل التمرد

يتوجه تمرّد فاجنر، الذي بدأ اليوم السبت 24 يونيو 2023، على نحوٍ رئيس تجاه قيادة الجيش الروسي. وتحركت قوات تابعة للمجموعة للسيطرة مناطق عسكرية في مدينة روستوف أون دون، جنوبي روسيا. وأفاد موقع ريبار العسكري بتوجه 4 أرتال عسكرية تجاه موسكو. 

القوات المسلحة الروسية

قادة الولايات المتحدة وأوروبا يراقبون الوضع في روسيا.. ماذا قالوا عن الفوضى بموسكو؟

ويشي ذلك بأن فاجنر، التي يقودها يفجيني بريجوجن، عازمة على المضي قدمًا لتحقيق أهدافها، بعدما امتنعت عن الاستجابة لدعوة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى وقف التمرد، والحفاظ على وحدة البلاد. 

اقرأ أيضًا| تغطية مستمرة| تطورات العصيان المسلح لقوات «فاجنر»

تكلفة باهظة للتمرد

تعليقًا على هذه الأحداث، قال خبير الشؤون الاستراتيجية المصري اللواء محمد عبدالواحد، في حديث مع شبكة رؤية الإخبارية، إن “التمرد الذي اندلع في روسيا سيكلفها خسائر باهظة، وسوف تخسر قوة فاجنر الضاربة التي حققت انتصارات لافتة خلال الحرب مع أوكرانيا”.

خبير عسكري لـ«رؤية»: الحرب الروسية الأوكرانية كشفت عن نقاط ضعف كثيرة داخل الناتووأوضح عبدالواحد أن انتقال المعارك على هذا النحو إلى الداخل الروسي ستكون له تكلفة باهظة، علاوةً على تشكيل هذا التحرك ضغوطًا كبيرة على رأس الكرملين، فلاديمير بوتين. 

تداعيات داخلية

لفت خبير الشؤون الاستراتيجية إلى خطورة التوقيت، وأضاف: “روسيا لا تخوض حربًا أمام أوكرانيا فقط، لكنها تواجه كذلك حلف شمال الأطلسي (ناتو) الذي يدعم كييف”، مشيرًا إلى أن روسيا باتت تواجه اليوم تهديدات وجودية، في ظل المساعي الغربية لدفعها بعيدًا عن “خريطة أوراسيا” وعزلها داخل آسيا. 

وفي ما يتعلق بالتداعيات المحتملة على الصعيد الداخلي، أردف عبدالواحد أن التمرد سيسهم في خفض الروح المعنوية لدى أفراد الجيش الروسي، غير أنه لفت إلى مخاطر اندلاع حالات عصيان أخرى أو مزيدٍ من الانقسامات، خاصة وأن الحرب بدأت دون اتفاق جماعي. 

طموح شخصي ومستقبل حرب أوكرانيا

يرى اللواء عبدالواحد أن قائد فاجنر مدفوع بطموح شخصي يتجاوز ما أعلنه من أهداف عسكرية. وقد يصل إلى مرامٍ سياسية، بعدما تزايد دور قواته في أوكرانيا. 

وتوقع عبدالواحد كذلك أن “يفجيني بريجوجن لم يتحرك دون اتصالات مع مسؤولين روس”. ويأتي ذلك في وقتٍ تتعثر فيه القوات الروسية في أوكرانيا، حيث لم تحقق الانتصارات الموعودة على الرغم من عدم هزيمتها، ما أثار حفيظة البعض داخل روسيا. 

وفي سؤاله عن مستقبل ميدان النزاع في أوكرانيا، رجح الخبير أن وتيرة العمليات سوف تزداد من الجانبين، بهدف تحقيق أكبر قدر ممكن من المكاسب. 

3 سيناريوهات محتملة

يرى اللواء محمد عبدالواحد أن المستقبل قد يأتي بأحد 3 سيناريوهات، الأول يمكن إدراكه من خلال تصريحات بوتين التي وصفها بـ”الخطاب الحازم في رفق” أي إنه يحمل تهديدًا ووعيدًا للخارجين عن القانون، لكنه يترك الباب مفتوحًا أمام فاجنر للتراجع، ومن ثم يعود بريجوجن إلى مناطق القتال في أوكرانيا.

لكن مع وصول الأمور إلى هذا الحد، وعدم الثقة المتبادلة بين الجانبين، يستبعد خبير الشؤون الأمنية السيناريو الأول. واستبعد عبدالواحد كذلك استجابة بوتين لفاجنر وتنفيذ مطالبها بعزل قيادات بالجيش. لكن السيناريو الأكثر احتمالًا أن يعمل بوتين على الجبهتين، داخليًّا حيث يمضي قدمًا في سحق التمرد، وخارجيًّا حيث يواصل الحرب في أوكرانيا.

غير أن الخبير الاستراتيجي لفت ختامًا إلى أن هذا المسار لا يخلو من خطورة، مع احتمال تحوّل التمرد إلى حرب مدن داخلية. ولم يستبعد حال تحقق هذا السيناريو حصول فاجنر على دعم غربي بهدف الإطاحة ببوتين، لافتًا إلى أن كل السيناريوهات شديدة الخطورة. 

اقرأ أيضًا| رويترز: «فاجنر» سيطرت على المنشآت العسكرية بمدينة جنوبي موسكو

ربما يعجبك أيضا