مخاطر ومخاوف.. ما آفاق انضمام الأرجنتين إلى بريكس؟

آية سيد
ما آفاق انضمام الأرجنتين إلى مجموعة بريكس؟

في حين أن مجموعة بريكس قد ترغب في ضم الأرجنتين لأسباب سياسية، فإن المخاطر التي قد يشكلها تحول الأرجنتين نحو اليمين المتطرف قد تؤدي إلى اتباع المجموعة نهج أكثر حذرًا تجاه توسعها.


يبحث قادة مجموعة بريكس، في القمة المنعقدة حاليًّا في جوهانسبرج بجنوب إفريقيا، إمكانية توسع المجموعة، وضم أعضاء جدد.

وحسب تحليل نشرته صحيفة ساوث تشاينا مورنينج بوست الصينية، اليوم الأربعاء 23 أغسطس 2023، قد تستحوذ الأرجنتين على أكبر قدر من النقاش في القمة 15 للمجموعة.

دوافع الانضمام

تعد الأرجنتين عضوية بريكس طريقة لتحسين اقتصادها، الذي شهد هذا العام تضخمًا بـ60%، وخفضًا كبيرًا في قيمة العملة (البيزو)، وإعادة تمويل لدين بـ46 مليار دولار لصندوق النقد الدولي، وفق التحليل.

قمة بريكس.. خطوة نحو عالم متعدد الأقطاب

قمة بريكس في جوهانسبرج، جنوب إفريقيا

وتعارض البرازيل توسع المجموعة، خشية أن تتحول إلى نادٍ مناهض للغرب يضر بمصالحها في الولايات المتحدة وأوروبا، وغيّر الرئيس البرازيلي، لولا دا سيلفا، هذا الموقف بعد انتخابه، وتحدث علنًا لصالح انضمام الأرجنتين إلى المجموعة.

دعم مالي

قالت الزميلة غير المقيمة بمركز الصين والعولمة في بكين، كارين كوستا فاسكويز، إن الأرجنتين، على عكس معظم 23 دولة الأخرى المتقدمة لعضوية بريكس، لا تخضع لعقوبات أو تواجه عزلة دولية.

اقرأ أيضًا| قمة بريكس.. خطوة نحو عالم متعدد الأقطاب

لكنها تواجه مشكلات خطيرة في السيولة، لذا اهتمام الأرجنتين بالانضمام إلى مجموعة بريكس مدفوع بحاجتها إلى تمويل بديل لمشروعات البنية التحتية.

وأضافت فاسكويز أن العضوية الكاملة قد تمنح بوينس آيريس أيضًا إمكانية الوصول إلى “ترتيب احتياطي الطوارئ”، وهي آلية تقدم خيارات لأعضاء بريكس الذين يواجهون ضغطًا على ميزان المدفوعات، وقد تقدم هذه الآلية دعمًا ماليًّا كبيرًا للأرجنتين.

مخاوف بشأن الانضمام

لفت التحليل إلى أن نتائج الانتخابات التمهيدية في الأرجنتين، التي برز فيها اليميني المتطرف، خافيير ميلي، كالمرشح الأوفر حظًّا في انتخابات أكتوبر المقبل، قد تهدد عضوية بوينس آيريس في المجموعة، وتجدد الحذر تجاه ضم أعضاء جدد.

ما آفاق انضمام الأرجنتين إلى مجموعة بريكس؟

المرشح الأرجنتيني اليميني المتطرف، خافيير ميلي

وهذا بسبب تصريحات ميلي العدائية تجاه البرازيل، وتهديده بالانسحاب من السوق الجنوبية المشتركة (ميركوسور)، وتلميحه بأنه قد يجمد العلاقات الدبلوماسية مع الصين، وهذه التصريحات تمثل مشكلة لطلب الأرجنتين، لأنه حال انتخاب ميلي رئيسًا، قد يأمر بالانسحاب الفوري من المجموعة.

وفي هذا الشأن، قالت فاسكويز: “يجب أخذ ديناميكيات السياسة الداخلية في الحسبان عند النظر في عضوية الأرجنتين في بريكس”، مشيرة إلى أن “أسوأ السيناريوهات سيكون انضمام الأرجنتين ومغادرتها في غضون أشهر قليلة”.

مخاطر على بريكس

قد ترغب مجموعة بريكس في ضم الأرجنتين لأسباب سياسية، لنفوذ الدولة في تكتلات عالمية أخرى مثل مجموعة العشرين وحضورها في اقتصاد أمريكا اللاتينية، وقالت فاسكويز إن “المخاطر التي قد يشكلها تحول الأرجنتين نحو اليمين المتطرف، قد تؤدي إلى اتباع المجموعة نهج أكثر حذرًا تجاه توسعها”.

واقترحت الباحثة البرازيلية أن تتضمن المفاوضات الجارية في جوهانسبرج إما الإعلان عن شروط محددة للعضوية، أو الكشف عن حزمة من القواعد، وتحديد أول المتقدمين الذين جرت الموافقة عليهم مسبقًا لبدء عملية القبول.

تشكك في منح العضوية

في سياق متصل، رأى السفير التشيلي السابق إلى الصين والهند وجنوب إفريقيا، خورخيه هاين، أن التصور بأن بريكس تتحول ببطء إلى “نادٍ مناهض للغرب” قد يثير التساؤلات في العواصم الأوروبية والولايات المتحدة، ما يُعقد إعادة تفاوض الأرجنتين بشأن تعهداتها لصندوق النقد الدولي.

اقرأ أيضًا| التخلص من هيمنة الدولار.. أبرز تصريحات قادة بريكس في القمة 15

وأوضح هاين أن “القضية تذهب أبعد من ميلي، لأنه حتى في أوساط السياسيين التقدميين في بوينس آيريس، لا يوجد إجماع بشأن انضمام الأرجنتين إلى بريكس”، وأعرب السفير التشيلي السابق عن تشككه في منح العضوية الفورية للأرجنتين.

وقال هاين: “أعتقد أن إمكانية انضمام الأرجنتين إلى بريكس قريبًا تقلصت بشدة”.

غياب الاستراتيجيات

من جهته، لفت الباحث بالمجلس الوطني للأبحاث العلمية والتقنية بالأرجنتين، برنابي مالاكالزا، إلى أن بوينس آيريس تقدمت إلى عضوية بريكس دون أي نقاش داخلي بشأن أغراض العضوية، ودون تحديد الاستراتيجيات التي قد تنفع السياسة الخارجية للدولة.

وقال: “تحتاج الأرجنتين حاليًّا إلى الدعم لاجتياز أزمتها الاقتصادية والمالية، وتنويع علاقاتها الخارجية، وتأمين التمويل من جهات عدة فاعلة، لذا ينبغي أن يكون التركيز الأساس على تعزيز عملية تنمية وطنية بمساهمات كبيرة من الدولة في العلوم والتكنولوجيا”.

واستبعد مالاكالزا أن تشكل نتيجة الانتخابات المحتملة عائقًا أمام عضوية بريكس، لأن المجموعة “تحتاج إلى دمج مزيد من الجهات الفاعلة لأنها فقدت التركيز والترابط مع مرور الوقت”، منوّهًا بأن بوينس آيريس ستحتاج إلى التفكير في المخاطر التي تشكلها العضوية بسبب “الهيمنة الصينية المتزايدة”.

ربما يعجبك أيضا