مسؤول أمريكي لـ«رؤية»: نخوض حرب معلومات غير معلنة مع الصين وروسيا

آية سيد
مسؤول أمريكي لـ«رؤية»: نخوض حرب معلومات غير معلنة مع الصين وروسيا

المبعوث الخاص ومنسق مركز المشاركة العالمية التابع لوزارة الخارجية الأمريكية، جيمس روبن، يوضح لشبكة رؤية الإخبارية كيفية مواجهة جهود الصين للتلاعب بالمعلومات.


أصدر مركز المشاركة العالمية، التابع لوزارة الخارجية الأمريكية، تقريرًا خاصًّا عن جهود الصين لإعادة تشكيل بيئة المعلومات العالمية.

وأشار التقرير إلى أن بكين تستخدم مجموعة من الأساليب الخادعة والقسرية، ويشمل هذا التلاعب بالمعلومات عبر استخدام الدعاية والمعلومات المضللة والرقابة، ما قد يخلق تحيزات وفجوات تدفع الدول الأخرى لاتخاذ قرارات تُخضع مصالحها الاقتصادية والأمنية لمصالح بكين.

الجهود الأمريكية

في هذا السياق، نظّم المبعوث الخاص ومنسق مركز المشاركة العالمية، جيمس روبن، مؤتمرًا صحفيًّا لاستعراض أهم نتائج التقرير. وطرحت شبكة رؤية الإخبارية سؤالًا بشأن الخطوات التي تتخذها الولايات المتحدة وحلفاؤها لمواجهة الجهود الصينية للتلاعب بالمعلومات على نطاق عالمي.

ومن جهته، أوضح روبن أن الولايات المتحدة، من خلال التقرير، تحاول وضع الإجراءات الفردية الصغيرة معًا، حتى يتمكن الناس من فهم حجم طموح الصين للهيمنة على مجال المعلومات.

حرب غير معلنة

قال روبن: “نخوض حرب معلومات غير معلنة، سعت فيها الصين وروسيا لتقويض الولايات المتحدة وأصدقائها وحلفائها منذ عقد أو أكثر. وفي الأيام الأولى، لم نتعامل معها على محمل الجد بالقدر الكافي، لكننا بدأنا في ذلك الآن”.

مسؤول أمريكي لـ«رؤية»: نخوض حرب معلومات غير معلنة مع الصين وروسيا

الرئيس الصيني، شي جين بينج، والرئيس الروسي، فلاديمير بوتين

وأوضح المبعوث الخاص ومنسق مركز المشاركة العالمية، في تصريح إلى شبكة “رؤية” الإخبارية، أن هذا يعني “استحداث طرق منسقة للنظر إلى قدرتك، لذا، إذا فكرت في الأمر كحرب معلومات، ستجد أن حلف شمال الأطلسي (الناتو) حلف يشارك قابلية التشغيل المتبادل بين الدبابات والمدفعية والطائرات”.

وأضاف: “لكننا لا نخبر كل دولة بما تفعله في ما يتعلق بنوع الدبابات أو المدفعية، أو طريقة عملها. لكننا نعمل بقابلية تشغيل متبادل حتى نتمكن معًا من التعامل مع هذا الأمر، فالمعلومات عابرة للحدود، أكثر من أي مجال آخر، وعبر الإنترنت، لا توجد جنسية لهذا الجهد، لذا يجب العمل عليه بطريقة عابرة للحدود”.

دور الإعلام الحر

لفت روبن إلى أهمية التواصل بين الشركاء والحلفاء، وقال: “من الأفضل أن نحسّن طريقة توصيل رسائلنا، وتكون لدينا المزيد من المنصات والمزيد من وسائل الإعلام الحرة والنزيهة في جميع أنحاء العالم، وسنحاول العمل على ذلك”.

وضرب روبن مثالًا بغياب وكالات الأنباء في دول معينة في أنحاء العالم، مشيرًا إلى أنه يرغب في رؤية عالم “يحظى بالمزيد من وكالات الأنباء، حتى يصبح لدينا مزيج متنوع”.

وأضاف: “حينها ستنتشر روايات الصين، أو تنحسر بناءً على الأسس الموضوعية بدلًا من الهيمنة على مجال المعلومات بالكامل، لذا يجب أن نفعل المزيد لتعزيز قدرات وسائل الإعلام الحرة”.

التحقق من المعلومات

شدد المسؤول الأمريكي على أهمية وجود صورة عملياتية مشتركة، وقال: “يجب أن نكون قادرين على النظر إلى مجال المعلومات والتمييز بين الصياح اليومي والآراء والنقاش الديمقراطي، وتلك القضايا اختارت روسيا والصين التدخل فيها والتلاعب بالموقف”.

وأردف روبن: “يجب أن نكون قادرين على معرفة ما إذا كانت المعلومة قد نشأت في الصين أو عن طريق أحد عملاء الكرملين، حتى يتمكن الناس من معرفة ما يقرؤونه، ويشاهدونه ويسمعونه”.

وأوضح، في تصريحه إلى “رؤية”، أنه يوجد فرق كبير بين سماع معلومة مقدمة على أنها حقيقة، ومعرفة أن روسيا أو الصين أو إيران، هي التي تعدّها حقيقة من وجهة نظرها.

أهمية الشفافية

أعرب روبن عن إيمانه بأن الناس “يستطيعون، من خلال التعليم والتثقيف الإعلامي، التمييز بين شيء يقوله الروس، وشيء يُعلن دون شفافية ومصدر”.

وقال: “هذا هو ما ينبغي أن نعمل عليه حتى لا نضطر إلى الدخول في محاولة فرض رقابة على وجهات نظر معينة”، مشددًا على أن ما نحتاج إليه هو “المصدر والشفافية كي يتمكن الجميع من التعبير عن وجهة نظرهم، وآرائهم، حتى لو صاغوها كحقائق”.

واختتم روبن تصريحه إلى “رؤية” قائلًا: “ما دُمنا نعرف من أين تأتي أو نعرف إذا كان مصدرها من الصين أو الكرملين، يجب أن نثق بالناس ليتوصلوا إلى استنتاجاتهم الخاصة”.

ربما يعجبك أيضا