موت «رئيسي» وسط الضباب.. يثير تساؤل بشأن المرشد القادم

رحل «رئيسي» وسط الضباب.. هل يخرج «مجتبى» من الظل؟

يوسف بنده
مجتبى ورئيسي

ظل نجل المرشد الأعلى، مجتبى خامنئي، في الظل لفترة طويلة، ويبلغ من العمر 54 عاماً، إلا أن غالبية الإيرانيين كانوا ينظرون له ولرئيسي على أنهما المرشحان الوحيدان لخلافة المرشد الأعلى الحالي.


سقطت طائرة الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي، الأحد 19 مايو، خلال عبوره وسط الضباب التي تسبب في مقتله فوق منطقة ورزقان التابعة لمحافظة آذربيجان الشرقية.

ولا توجد شبهة حول أسباب سقوط الطائرة، لكن رئيس أركان القوات المسلحة، محمد باقري، أمر بفتح تحقيق في أسباب حادثة تحطم الطائرة الهليكوبتر، حسبما نقلت وكالة مهر الإيرانية اليوم الاثنين 20 مايو، وخاصة أن هناك مستفيدين من إزاحة الرئيس الراحل عن المشهد السياسي، بحسب وسائل إعلام إيرانية.

إبراهيم رئيسي وعلي خامنئي

إبراهيم رئيسي وعلي خامنئي

رئيسي مرشح لخلافة المرشد الأعلى

لم يكن قد تبقى على الانتخابات الرئاسية الإيرانية القادمة الكثير، فإنه عادة ما يتم انتخاب رئيس إيران كل 4 سنوات عن طريق “التصويت المباشر للشعب”، ما يعني أنه كان ينبغي إجراء الانتخابات الرئاسية في 18 يونيو 2025 أو قبل ذلك التاريخ.

فقد تولي إبراهيم رئيسي السلطة هو الرئيسُ الإيراني الثامن، في 3 أغسطس 2021م، لكن القدر لم يمهله ليس الترشح لفترة ولاية ثانية، ولكن لما كان ينتظره من صراع على خلافة المرشد الأعلى، علي خامنئي.

إذا أتى الرئيس الإيراني إلى السلطة بدعم قوي من المرشد الحالي، حتى أن التيار المحافظ في إيران قد اعتبر أن ترشحه للرئاسة بمثابة تدريب على السلطة لحين خلافته لمنصب المرشد الحالي.

اقرأ أيضًا: فيديو| الضباب المتهم الأول في حادثة سقوط طائرة الرئيس الإيراني

أيضًا، السلوك الذي تم انتهاجه تجاه التيارين الإصلاحي والمعتدل من قِبل المحافظين وبيت المرشد الأعلى، عزز من فرضية أن خامنئي (المرشد الحالي) يحضر لخلافته بعدما بلغ عمرة 85 عامًا.

وذلك بعيدًا عن أية معارضة من جانب الإصلاحيين، الذين كانوا يطمحون منذ قبل رحيل الرئيس رفسنجاني، لتغيير النظام السياسي في إيران بتحويل منصب المرشد من سلطة فرد إلى سلطة مجلس أعلى، على غرار الحزب الشيوعي في الصين.

مجتبى خامنئي

مجتبى خامنئي

فرحين برحيل رئيسي!

خرج رئيسي من سلطة القضاء إلى السلطة التنفيذية، ما عزز من صورة الرجل الذي سيحارب الفساد في أذهان الإيرانيين، ثم جاءت عمامته السوداء التي تدل على نسبه من آل البيت وخدمته في العتبة الرضية في مدينة مشهد، لتتعزز صورة الرجل الذي يصلح لخلافة المرشد الأعلى، والذي يمكن أن ينافس شخصيات قوية أخرى داخل إيران.

فإن إبراهيم رئيسي كان منافسًا قويًا لرجل الظل في إيران، نجل المرشد الحالي، وهو مجتبى خامنئي، الذي لا يظهر في الإعلام كثيرًا ويدير مملكة من الاقتصاد والنفوذ، ويبلغ من العمر 54 عامًا، ما يعني أن الطريق مفتوح أمامه نحو خلافة والده، إلا إذا تم تعيين مرشد جديد في حياة خامنئي ورفض ترشيح أحد من أهله.

وظل نجله، مجتبى خامنئي، في الظل لفترة طويلة، ولا يُعرف سوى القليل عن سياسات أو آراء الرجل البالغ من العمر 54 عاماً. إلا أن غالبية الإيرانيين كانوا ينظرون له ولرئيسي على أنهما المرشحان الوحيدان لخلافة المرشد الأعلى الحالي، الذي يبلغ من العمر 85 عاماً.

وهناك أسماء أخرى، يمكن أن تنافس على ذلك المنصب، منها رجل الدين على رضا اعرافی، المقرب من المرشد خامنئي، ورجل الدين سید محمد مهدی میر باقری، عضو مجلس الخبراء وأحد أكبر رجال الفقه في حوزة قم.

652931

إبراهيم رئيسي

مفترق طرق

كان رئيسي مرشحًا قويًا لخلافة المرشد الأعلى، وكذلك الحفاظ على أيديولوجية النظام الثوري، وأيضًا كانت الفترة الرئاسية اختبارًا لقدرته على حل الأزمات الاقتصادية ومعالجة ملفات الفساد، بعدما بدأ الشعب الإيراني ينظر إلى أن النظام الحالي (جمهوري) أشد فسادًا من النظام البهلوي السابق (ملكي) الذي تم تطهيره في عيون الإيرانيين.

ورحيل شخص رئيسي يضع النظام الإيراني أمام مفترق طرق، إما البحث عن شخصية جديدة قادرة على جذب الشارع وإقناعه بعدالة النظام الحاكم، أو التركيز على شخصية ثورية تحافظ على مبدأ ولاية الفقيه الحاكم في إيران مهما كانت المخاطر.

وفي إيران يقوم مجلس الخبراء، وهو هيئة مكونة من 88 شخصًا، بتعيين المرشد الأعلى التالي عند وفاة المرشد الأعلى أو شغور منصبه.

وقد دل استبعاد مجلس صيانة الدستور (بمثابة المحكمة الدستورية) الرئيس المعتدل السابق، حسن روحاني عن الترشح لانتخابات ذلك المجلس، بأن النظام الإيراني يريد معالجة ملف خلافة خامنئي في إطار دائرة المحافظين وحدهم الذين يسيطرون على مجلس الخبراء وغيره من مجالس صناعة القرار في إيران.

ربما يعجبك أيضا