هل تتعاون أمريكا وتايوان في صنع فيروس لقتل الشعب الصيني؟

شروق صبري
الصين وتايوان

التايوانيون يصوتون على الاختيار بين استمرار التحالف مع أمريكا أو التحرك نحو بناء علاقات مع الصين.


في يوليو 2023، نشرت صحيفة “يونايتد ديلي نيوز” التايوانية قصة، تستند إلى محاضر يفترض أنها مسربة من اجتماع حكومي سري، عن تصنيع فيروس.

وزعمت القصة أن أمريكا طلبت من تايوان تصنيع أسلحة بيولوجية في مختبر تديره وزارة الدفاع في الجزيرة، وسرعان ما نفى المسؤولون التايوانيون والأمريكيون ذلك، وهو ما تناولته مجلة الإيكونوميست البريطانية.

فيروس لقتل الشعب الصيني؟

وفق تقرير لمجلة “ذي إيكونوميست”، أمس الأول الثلاثاء 26 سبتمبر 2023، تبين أن المحاضرة المسربة لم تكن مكتوبة بالطريقة المعتادة لسجلات الحكومة التايوانية، وكانت مليئة بالعبارات الرسمية المستخدمة في الصين، وليس في تايوان. وقال مسؤولون تايوانيون إن هذه على الأرجح معلومات صينية مضللة.

ومع ذلك، انتشرت القصة في البرامج الحوارية التايوانية. وفي غضون أسابيع، تطور الأمر إلى ادعاء أكثر وحشية، وهو أن تايوان ستجمع 150 ألف عينة من الدم التايواني لتسليمها للأمريكيين، حتى يتمكنوا من تطوير فيروس لقتل الشعب الصيني.

وتقول المجلة إن هذا النوع من المعلومات المضللة منتشر في تايوان لدرجة أن المحللين أطلقوا عليه رواية “الشك في الولايات المتحدة”، وقد أصبح انتشاره مصدر قلق كبير للحكومة التايوانية والمجتمع المدني، خصوصًا في الفترة التي تسبق الانتخابات الرئاسية البالغة الأهمية في 2024.

أمريكا التهديد الأكبر

خلال الانتخابات الرئاسية والتشريعية في تايوان، في 13 يناير المقبل، سيُطلب من الناخبين أن يقرروا ما إذا كان ينبغي لتايوان أن تظل متحالفة مع أمريكا في تعزيز الردع ضد الحرب الصينية المحتملة، أو أن تتحرك نحو بناء العلاقات مع الصين.

ووصف حزب “الكومينتانج” المعارض التصويت بأنه اختيار بين “الحرب والسلام”، ما يعني ضمنًا أن عداء الحزب الديمقراطي التقدمي الحاكم تجاه الصين من شأنه أن يدفعه إلى الهجوم.

ودعمت الجهات الفاعلة في الصين هذا المبدأ، ونشرت الروايات التي تصور أمريكا، وليس الصين، على أنها التهديد الأكبر للجزيرة، حيث يهدف الكثير من المعلومات المضللة إلى تعزيز “تلك الرسالة الكاذبة”، وفق المجلة.

التضليل الإعلامي

قال الوزير في الحكومة التي تقود منذ عام 2018 فريق عمل لمكافحة المعلومات المضللة، لو بينج تشن، إن هذه المعلومات تغلغلت في المجتمع التايواني. ومن المتوقع أن يأتي المزيد خلال موسم الانتخابات.

ووجدت دراسة حديثة أجرتها مجموعة تايوانية تدرس المعلومات المضللة تعرف بـDoublethink Lab، أن أقل من 20% من المشاركين يعتقدون أن المعلومات الكاذبة المنتشرة في تايوان خلال الانتخابات جاءت من الخارج.

شقوق في المجتمع التايواني

يشعر لو بينج، الذي يترأس شركة Doublethink Lab، بالقلق بشأن خُمس الناخبين الذين لا يصطفون مع أي حزب ويمكن أن يشكلوا كتلة حاسمة. وأشار إلى أنه حتى لو كان 15% فقط من الناخبين يتأثرون بالتضليل الصيني، فإن الأمر يتطلب 7% فقط من الناخبين لتغيير نتائج الانتخابات.

وكشفت دراسة حديثة لسرديات التشكيك في الولايات المتحدة، أجراها مركز أبحاث بيئة المعلومات (iorg)، وهي مجموعة بحثية تايوانية، أن الجهات الفاعلة الصينية كانت تساعد في نشر الأكاذيب. ولكن يبدو أن أكثر من نصفهم من أصول تايوانية. ويشير ذلك إلى أن الصين “تستغل” الشقوق في المجتمع التايواني.

تايوان

تايوان

نشر الأكاذيب في تايوان

قال الصحفي السابق ومؤلف كتاب عن النفوذ الصيني تشين يو ين، إن الصين طورت وسائل منهجية لجعل الأكاذيب تنتشر في تايوان، من خلال نشر ادعاء زائف بأن أمريكا تريد تفجير شركة تصنيع الرقائق التايوانية “تي إس إم سي”.

وانتشرت هذه الأكاذيب من خلال مقطع فيديو مضلل نشر على Douyin، النسخة الصينية من TikTok، ظهر فيه مشرع أمريكي يناقش هذا الاحتمال.

وفي صباح اليوم التالي نشرت إحدى الصحف التايوانية قصة عن الفيديو، الذي أثار غضب المشرعين المعارضين ومضيفي البرامج الحوارية، وفي المقابل عمدت وسائل الإعلام الحكومية الصينية إلى تضخيم السرد، كما لو كان مجرد تعليق من الخارج على مناقشة تايوانية.

اقرأ أيضًا| مصر والصين تناقشان اتفاقًا لمبادلة العملة وإصدار سندات باندا

اقرأ أيضًا| الصين: مزاعم العمالة القسرية في شينجيانج «كذبة كبيرة»

ربما يعجبك أيضا