وسط أعمالها التخريبية.. هل تنجح إيران في العودة للاتفاق النووي

أنشطة إيران التخريبية مستمرة.. هل ينجح الاتفاق النووي في معالجة ذلك؟

يوسف بنده

تأتي خطة إيران للعودة للمحادثات النووية بينما لا تزال تستمر في أعمالها التخريبية في المنطقة.


غادرت إدارة الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، الاتفاق النووي مع إيران عام 2018، بذريعة استمرار طهران في أعمالها التخريبية.

وكانت إدارة الرئيس الجمهوري تتهم إيران باستغلال للاتفاق النووي من أجل تعزيز أعمالها التخريبية في المنطقة، في ظل تعزيزها لقدراتها الصاروخية، ودعمها للفصائل المسلحة الموالية لها في المنطقة.

مرصد مراكز الأبحاث| اتفاق إيران النووي.. ومواجهة تهديدات الحوثي.. وعلاقات الأرجنتين والبرازيل

تركيز على الاتفاق النووي

تستغل طهران رغبة الرئيس الديمقراطي جو بايدن، في التركيز على العودة للاتفاق النووي، كضمانة لتحييد الجمهورية الإسلامية عن امتلاك السلاح النووي، خاصة أن بايدن يسعى لتحسين موقفه الانتخابي بالتوصل لاتفاق نووي مع إيران.

ومنطق واشنطن أن التخصيب النووي هو التهديد الأكبر الذي تشكله إيران في الشرق الأوسط، وافترض الجانب الأمريكي أن التعاون في هذه القضية مقابل رفع العقوبات، من شأنه أن يبني الثقة، وستكون هذه الثقة، بحسب واشنطن، الأساس الذي يمكن لإيران من خلاله الانخراط في قضايا أخرى مثل برنامجها الصاروخي وتدخلاتها في الشرق الأوسط.

محادثات واشنطن وطهران

محادثات واشنطن وطهران

العودة لطاولة المفاوضات

تمثل عملية إصلاح العلاقة بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية الخطوة الأولى نحو العودة لطاولة المفاوضات بين إيران والولايات المتحدة الأمريكية أو مجموعة 5+1 (الولايات المتحدة، بريطانيا، فرنسا، روسيا، الصين + ألمانيا)، سواء بالتوصل لاتفاق رسمي ملزم أو اتفاق غير رسمي في إطار خطوة تقابلها خطوة.

وتكشف تصريحات مدير الذرية الدولية، رافائيل جروسي لصحيفة “فاينانشيال تايمز”، أمس الثلاثاء 14 مايو 2024، أن طهران تعمل على تحسين العلاقة مع الوكالة الدولية، بالدخول في حوار جاد لأول مرة منذ عام.

وقال جروسي إن طهران تبدو مستعدة لمناقشة قضايا شائكة. في إشارة إلى القضايا الخلافية بين طهران والذرية الدولية حول المواقع المشبوهة وحرية عمل مفتشي الوكالة.

اقرأ أيضًاجروسي في مؤتمر أصفهان النووي.. هل يرفع الغرب عقوباته عن طهران؟

وتبدو الزيارات التي يجريها مدير الذرية الدولية إلى طهران بهدف التمهيد للعودة للمحادثات النووية، إذ تحدث جروسي للصحيفة البريطانية بتصريحات سياسية بدلًا من مسئوليته الفنية، فقال: إن “واشنطن وطهران واصلتا أيضًا الحفاظ على “قناة ثنائية” مفتوحة”.

في إشارة منه إلى رغبة مشتركة بين واشنطن وطهران لاستئناف المسار التفاوضي لحل القضية النووية، لا سيما أن إيران تسعى لتحقيق مكاسب من تلك المفاوضات برفع العقوبات الغربية عنها.

محادثات سرية بين واشنطن وطهران بشأن النووي.. تفاصيل جديدة

محادثات سرية بين واشنطن وطهران بشأن النووي

استمرار الأعمال التخريبية

تأتي خطة إيران للعودة للمحادثات النووية بينما لا تزال تستمر في أعمالها التخريبية في المنطقة، فحسب تقرير وكالة “أسوشيتد برس” الأمريكية، الاثنين 13 مايو، فقد قال نائب السفير الأمريكي روبرت وود لمجلس الأمن الدولي، “إذا أراد المجلس إحراز تقدم نحو إنهاء الحرب الأهلية في اليمن، فعليه بشكل جماعي أن يدعو إيران إلى دورها المزعزع للاستقرار وأن يصر على أنها لا تستطيع الاختباء وراء الحوثيين”.

وأضاف: “هناك أدلة كثيرة على أن إيران تقدم أسلحة متطورة، بما في ذلك الصواريخ الباليستية وصواريخ كروز، للحوثيين في انتهاك لعقوبات الأمم المتحدة”.

اقرأ أيضًافي أوقات عصيبة.. تلميحات من «الذرية الدولية» وطهران بشأن السلاح النووي

أيضًا، وحسب وكالة الأنباء الأردنية (بترا)، اليوم الأربعاء 15 مايو، صرح مصدر مسؤول أن الأجهزة الأردنية الأمنية أحبطت محاولة تهريب أسلحة إلى المملكة أرسلت من قبل ميليشيات مدعومة من إحدى الدول إلى خلية في الأردن.

وأوضح المصدر أن الكمية صودرت عند اعتقال أعضاء الخلية، وهم أردنيون، في أواخر مارس الماضي، مشيرًا إلى أن التحقيقات والعمليات ما زالت جارية لكشف المزيد المتعلق بهذه العملية.

وتشير تلك التقارير إلى أن إيران لا تزال تمارس أنشطتها التخريبية بما يثير غضب القوى الإقليمية، رغم ما رفعته طهران من شعار “الأولوية لدول الجوار“، واقترابها من الدول العربية بعد اتفاق مصالحتها مع السعودية.

ربما يعجبك أيضا