آخرها “العديد” وجيش صومالي مواز.. مسلسل المؤامرات القطرية عرض مستمر!

حسام السبكي

حسام السبكي

مؤامرات قطرية مستمرة، مدفوعة بتخبط ما بعد قرار العربي الموحد، بمقاطعة الدولة الخليجية الصغيرة، في يونيو 2017، والتي تبعها جملة من المطالبات، بتعديل سلوك الإمارة المحكومة من قبل “تنظيم الحمدين” السيئ السمعة، لم تستجب لها الدوحة، ولا يبدو في الأفق ملامح للتعاطي إيجابيًا معها.

قطار “الشر القطري”، واصل طريقه، حتى منطقة القرن الأفريقي، التي ما يزال يسعى لزعزعة استقرارها، بل وتحويلها إلى “عُصبة من المرتزقة”، لخدمة “تميم” وأتباعه، كان آخرها في الصومال الشقيق، بعد فشل مؤامرات سابقة في القارة السمراء.

وإلى جانب أعمال الخسة والغدر في الخارج، فلم يجد “الحمدين” حرجًا -بحكم أن بلاده تحوي القاعدة الأمريكية الأكبر في الشرق الأوسط- في السعي لتوسيع القاعدة السرية، ليس خدمةً لأهداف التحالف في حربه ضد “الإرهاب” -المدعوم في الحقيقة من الدوحة- بل لأجل وأد أي معارضة محتملة ضدهم، ونكايةً في شعبٍ جثموا على صدره منذ عام 1995، بعد الانقلاب الأول من “حمد” على أبيه “خليفة بن حمد آل ثاني”، وتبعه انقلاب “تميم” على “حمد” قبل نحو 6 سنوات.

جيش صومالي موازٍ

سفينة المؤامرات القطرية، تجاوزت الخليج العربي، ومنطقة بحر العرب، لترسو جنوب البحر الأحمر، وتحديدًا من دولة الصومال العربية الشقيقة، لتغزو بعشرات المدرعات قلب الجيش الصومالي.

فوفقًا لـ”وكالة الأنباء الصومالية”، قامت الدوحة بتسليم الجيش الصومالي 68 مدرعة بحضور وزير الدفاع في الحكومة الفيدرالية، وقائد الجيش الوطني، وسفيري قطر وتركيا، إضافة إلى ضباط في القوات المسلحة.

ونقلت وسائل إعلام صومالية عن مراقبين صوماليين قولهم: إن قطر بهذه “الخطوة المريبة” تسعى بقدر الإمكان للسيطرة على الجيش الصومالي كجزء من استراتيجيتها بحق الأجهزة الأمنية وتحويلها إلى مرتع للجماعات المتطرفة، على غرار جهاز الأمن والمخابرات الصومالي، الذي يتواجد على قمته عميل قطر فهد الياسين، والذي يشغل منصب نائب الرئيس، ويشرف من خلال منصبه على عمليات أمنية وأنشطة استخباراتية متعددة لصالح الدوحة في داخل وخارج الصومال.

من جانبه، يرى الخبير العسكري الصومالي “محمد حسين فارح”، إن قطر تعمل على وضع خطط لزيادة جيشها، وتستغل تطلعات الشباب العاطلين عن العمل في الصومال، حيث تقوم بتجنيد جنود منخفضي الأجر لغرض تعزيز قدرتها العسكرية.

وقال: إن المخطط القطري يسعى لخلق جيش صومالي موازٍ يعمل لصالح حماية قطر وأمرائها, مضيفاً أن قطر تسعى أيضا للسيطرة على السواحل الصومالية وبناء قواعد بحرية لبيع وتهريب السلاح إلى الجماعات الإرهابية، مثل حركة الشباب ومنها إلى أفريقيا.

وأشار “فارح” إلى أن المساعدات والمنح العسكرية القطرية هي مجرد غطاء لإخفاء استراتيجية الدوحة الخفية، التي تتمثل في نشر الإرهاب في الصومال، وإفشال أي جهود دولية لمساعدة البلاد.

مؤامرة العديد

رغم التوغل الإيراني والتركي، الصريح والمباشر، في قلب العاصمة القطرية، لم يتورع “نظام الحمدين”، في البحث عن “حماة جدد” لنظامه، ليس من أعداء محتملين في الخارج، بل من “أهله وعشيرته”، من مواطني قطر، الراغبين في حياة أفضل لبلادهم، بعيدًا عن هيمنة وتسلط “سكان ديوان الدوحة”.

فقد كشفت قناة “مباشر قطر”، المعنية بفضح جرائم النظام القطري، سعي تميم بن حمد أمير قطر إلى توسيع قاعدة العديد الأمريكية الأكبر فى المنطقة، وتحويلها إلى قاعدة دائمة كحماية لنظامه من أي أعمال ضد النظام، سواء من الخارج أو من الشعب نفسه.

وبثت القناة مقطع فيديو لإعلان مديرية التوجيه المعنوي بوزارة الدفاع القطرية، عن أحداث ستجري في قاعدة “العديد” الأمريكية الجوية، مناشدة الجميع باتخاذ الحذر.

تقرير قناة “مباشر قطر”:

مؤامرات أفريقية

استعرضت صحيفة “الأهرام” المصرية، بشكل موجز، تاريخًا من المؤامرات القطرية، على دول وشعوب القارة الأفريقية، بدأت منذ انقلاب الشيخ حمد والد تميم الأمير الحالي لقطر عندما كان وليا للعهد على أبيه حاكم قطر الأسبق الشيخ خليفة عام 1994، والذي لم يكن مجرد انقلاب لإزاحة حاكم من سلطته، بل كان في حقيقته انقلابا على عدد من القيم والثوابت والسياسات والأعراف الدولية والأخلاقية.

فالانقلاب الذي اعتمد على تخطيط وتنفيذ ودعم أجهزة الاستخبارات الدولية لم يكن الهدف منه مجرد انقلاب ابن على أبيه واستيلائه على السلطة، بل كان لانقلاب الشيخ حمد أهداف استراتيجية فى غاية الخطورة، ليس بينها أي مصلحة لقطر البلد أو الشعب، وإنما المستفيدون الكبار من تلك الأهداف هم العواصم الكبرى التي ساندت ودعمت الشيخ حمد بن خليفة وساعده الأيمن الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني.

خيوط المؤمرات القطرية في دول القارة السمراء، اتضحت ملامحها مبكرًا، حيث سعت الدوحة للتوغل داخل أفريقيا، وسخرت في ذلك كل إمكاناتها المالية والاستخباراتية والإعلامية لتدمير النظام السياسي الليبي الموجود آنذاك، نظام معمر القذافي السابق، الذي قد تختلف الآراء حوله، لكن المؤكد أن دور النظام القطري وملايين الدولارات التي قدمتها الدوحة وأهدرت عبثا على المقامرين والميليشيات وقادة الإرهاب في ليبيا لم تتكشف أبعادها كاملة بعد، وسيأتي اليوم الذي تتضح فيه الجوانب البشعة للدور القطري الذي دفع ليبيا إلى آتون الحرب الأهلية والتمزق والتدخلات الأجنبية.

على جانبٍ آخر، تشير المعلومات إلى أن التدخل القطري في إثيوبيا بدأ عام 1998 بإيفاد منبر التحريض الإعلامي القطري “الجزيرة” مراسليها إلى أديس أبابا، وإجراء حوار مع رئيس الوزراء الإثيوبي مليس زيناوي، وقال فيه: “لا يمكن لإثيوبيا أن تنتج 90% من مياه النيل ولا تستهلك سوى 10%، في الوقت الذي لا تنتج مصر شيئا من مياه النيل وتستهلك الحصة الأعظم”، ولم تجد الجزيرة سببا أو مساحة لتسأل الرئيس الإثيوبي عن الاتفاقات الدولية، بدلا من نقل حديثه الذي يبدو أنه لم يكن محض صدفة بل بداية لتآمر النظام القطري على مصر في إثيوبيا.

ولعل قرار تشاد بقطع العلاقات مع قطر هو مؤشر آخر ودليل قاطع على تورطها فى منطقة الساحل والصحراء الحيوية بالنسبة لأمن مصر وليبيا والمنطقة العربية.

ربما يعجبك أيضا