آخرها طريق الحج البري.. تقارب جديد في العلاقات السعودية العراقية

حسام السبكي

حسام السبكي

زخم جديد، تشهده العلاقات الدبلوماسية، بين السعودية والعراق، تمخض عن لقاءات عدة، في الأسابيع القليلة الماضية، بين الساسة من كلا البلدين العربيين، حيث أسفرت عن فتح معابر حدودية، بالإضافة إلى توقيع اتفاقات للتعاون، والتزامات وتعهدات بالمزيد من التقارب على كافة المستويات خلال الفترة المقبلة.

مشروع طريق الحج البري

في مؤشر على تحسن نوعي، في العلاقات الدبلوماسية، بين الجارين العربيين، المملكة العربية السعودية، والجمهورية العراقية، أعلن محافظ النجف العراقية لؤي الياسري، الإثنين، انطلاق مشروع طريق الحج البري بطول 239 كيلو مترا بين العراق والسعودية، مشيرا إلى أنه جرى الاتفاق مع الجانب السعودي على فتح مناطق تبادل تجاري على الحدود بين البلدين.

وقال الياسري -في تصريحات أوردتها «الوكالة الوطنية العراقية للأنباء»- “إن مشروع طريق الحج البري المحال من وزارة الإسكان والإعمار، والذي يبدأ من ساحة المظفر، توقف بسبب الأزمات المالية التي مرت بالبلاد، واليوم انطلقت الأعمال ميدانيا لتعبيد المرحلة الأولى من الطريق بواقع 50 كم”.

وأضاف أن المشروع يضم جسرا في (وادي حسب) بطول 288 مترا بمواصفات عالية، فضلا عن “القناطر الصندوقية”، لافتا إلى أن الطريق سيسهم في تطوير الواقع الزراعي والصناعي والتجاري والمشاريع السكنية في المحافظة“.

ونوه إلى أن الجانبين العراقي والسعودي اتفقا على فتح مناطق تبادل تجاري على كلا الجانبين، والتي ستسهم في إنعاش الحالة التجارية والاقتصادية للمحافظة، فضلًا عن إنعاش المناطق الزراعية والصناعية والسكانية في المناطق التي يخترقها الطريق وفي مقدمتها ناحية الشبكة الحدودية”.

التعاون العسكري

على صعيدٍ آخر، بحث رئيس أركان الجيش العراقي الفريق الأول الركن عبدالأمير رشيد يارالله، مع الملحق العسكري السعودي بالعراق، آفاق التعاون العسكري بين البلدين.

وذكرت وزارة الدفاع العراقية -في بيان أوردته «الوكالة الوطنية العراقية للأنباء»، الإثنين- أن الطرفين بحثا التنسيق المشترك في المجال العسكري.

من جهته، أكد الملحق العسكري السعودي في العراق حرص بلاده على دعم المؤسسة العسكرية العراقية، مشيدا بقدرات الجيش العراقي وبالتضحيات والبطولات الكبيرة التي قدمها من أجل المحافظة على أمن وسلامة العراق والمنطقة، متعهدا باستمرار تقديم كل أشكال الدعم للمؤسسة العسكرية العراقية.

منفذ عرر

منفذ جديدة عرعر الحدودي بين السعودية والعراق

وقبل أسبوعين، أعلنت هيئة المنافذ الحدودية في العراق، في 18 نوفمبر المنصرم، افتتاح منفذ عرعر الحدودي مع السعودية بشكل رسمي، أمام التبادل التجاري بين البلدين.

وجرت مراسم الافتتاح بحضور وزير الداخلية العراقي عثمان الغانمي ونائب قائد العمليات المشتركة الفريق الركن عبد الأمير الشمري واللواء عمر عدنان الوائلي رئيس هيئة المنافذ الحدودية ومحافظي الأنبار وكربلاء وقائدي شرطة الأنبار والحدود.

ومثل الجانب السعودي السفير السعودي في العراق وعدد من المسؤولين الحكوميين.

وقالت «وكالة الأنباء العراقية»: إن “جميع الاستعدادات أصبحت مكتملة بافتتاح منفذ عرعر الحدودي للأغراض التجارية ومرور المسافرين”.

رئيس هيئة المنافذ الحدودية في السعودية، عمر الوائلي قال في تصريحات: إن “افتتاح منفذ عرعر من الخطوات المهمة لعمل المنافذ الحدودية، لأنه بوابة رئيسية لدول الخليج على العراق”.

مسارات التعاون

تقارب جديد تشهده العلاقات السعودية العراقية

في العاشر من شهر نوفمبر الماضي، وعقب اجتماع مرئي، جمع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، ورئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، تمخض عن وضع مسارات 9 للعلاقات التعاونية السعودية العراقية، تمثلت فيما يلي:

1. التأكيد على أهمية توسيع آفاق التعاون الثنائي وتعزيزها بما يخدم مصالح البلدين والشعبين في المجالات المختلفة ولاسيما السياسية والأمنية والتجارية والاستثمارية والسياحية، والبناء على ما سبق وأن تحقق من نتائج إيجابية في الزيارات المتبادلة بين البلدين خلال الفترة الماضية.

2. التعاون في مجالات الطاقة وتبادل الخبرات وتنسيق المواقف في المجال النفطي ضمن نطاق عمل منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) (أوبك بلس) والالتزام الكامل بكافة القرارات التي تم الاتفاق عليها، وبما يضمن التوصل إلى أسعار نفط عادلة ومناسبة للمصدرين والمستهلكين على حد سواء في سوق النفط العالمية.

3. التعاون المشترك في مواجهة خطر التطرف والإرهاب بوصفهما تهديدا وجودياً لدول المنطقة والعالم، واتفقا على استمرار دعم جهود العراق بالتعاون مع التحالف الدولي للتصدي للإرهاب والتطرف، كما أكد الجانبان على أهمية التعاون في تأمين الحدود بين البلدين الشقيقين.

4. تكثيف التعاون وتبادل وجهات النظر بخصوص المسائل والقضايا التي تهم البلدين على الساحتين الإقليمية والدولية بما يسهم في دعم وتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم، وضرورة إبعاد المنطقة عن التوترات والسعي لإرساء الأمن المستدام.

5. تعزيز التنسيق في مجال الدعم والتأييد المتبادل في إطار الدبلوماسية المتعددة الأطراف ولاسيما للمناصب والوظائف في المنظمات الدولية.

6. ثمنت جمهورية العراق مشاركة المملكة العربية السعودية في مؤتمر الكويت لإعادة إعمار العراق الذي عقد خلال المدة 12-14 شباط 2018 وتعهداتها ومساهمتها فيه، وجرى الاتفاق على السبل الكفيلة للاستفادة من مخرجات هذا المؤتمر بخصوص الوعود والتسهيلات الائتمانية المالية التي أطلقتها المملكة العربية السعودية.

7. الاتفاق على افتتاح منفذ جديدة عرعر الحدودي وتدشينه وتشغيله، بالإضافة إلى تدشين وبدء أعمال الملحقية التجارية السعودية في بغداد.

8. الاتفاق على خطة العمل المشتركة لبدء العمل بها والسعي لبدء تطبيق بنود اتفاقية منطقة التجارة العربية الحرة الكبرى بشكل ثنائي بين البلدين الشقيقين، وتشكيل مجلس الأعمال المشترك بين البلدين.

9. قدم العراق الشكر والتقدير للمملكة العربية السعودية الشقيقة لمبادرتها في مشروع (هدية خادم الحرمين الشريفين للشعب العراقي) ببناء ملعب رياضي في العراق وجارى الاتفاق على وضع الأسس للبدء بالمشروع، كما ثمن العراق استجابة المملكة للتعاون بين وزارتي الصحة في كلا البلدين في مجال مكافحة جائحة كورونا ودعم العراق بتزويده بالمستلزمات الطبية الضرورية لمواجهة هذه الأزمة.

الاستثمار السعودي في العراق

على هامش اجتماع المجلس التنسيقي العراقي السعودي المشترك، الذي عُقد مطلع نوفمبر المنقضي، أكد رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي أن الفرص الاستثمارية في بلده متاحة أمام الشركات السعودية.

وأكد الكاظمي أن الفرص الاستثمارية متاحة أمام الشركات السعودية.. وقال: إن الحكومة إلى العراقية تسعى إلى تذليل كل العقبات أمام الشركات التي ترغب في الاستثمار بالعراق، وأوضح أهمية تفعيل بعض المشاريع المشتركة بين البلدين ضمن إطار الجامعة العربية فضلا عن تطوير العمل في السوق النفطية.

وتقول مصادر عراقية مطلعة: إن السعودية تخطط لإطلاق مشاريع زراعية ضخمة في 4 محافظات عراقية هي الأنبار والنجف والمثنّى والبصرة حيث تعوّل العديد من المدن الفقيرة في الوسط والجنوب على هذه الاستثمارات لإنقاذها من الأوضاع التي تعيشها بالرغم من أنها تطفو على بحور من النفط.

ربما يعجبك أيضا