آسيا تايمز| انفجار بيروت.. كثير من التساؤلات وقليل من الإجابات

ترجمات رؤية

ترجمة بواسطة – شهاب ممدوح

وفقًا لرواية مسئولين لبنانيين؛ فإن الانفجار الهائل الذي هزّ بيروت يوم الثلاثاء كان بسبب إهمال بسيط ولكن مأساوي نتيجة تخزين 2.700 طن من نترات الأمونيوم التي نزلت على شواطئ لبنان دون قصد.

بحسب هذه الروايات، كانت هناك سفينة تحمل مواد كيماوية يُمكن استخدامها كسماد زراعي أو لصناعة قنابل، لكن طاقمها تخلى عنها في العام 2014، وجرى نقل شحنتها إلى مخزن في ميناء بيروت – على افتراض أن ذلك كان الخيار الأكثر أمانًا. وبقيت تلك الشحنة في المخزن حتى وقوع الحادث المؤلم يوم الثلاثاء الماضي.

مع هذا، فإن الرواية الرسمية تثير بعض التساؤلات. على سبيل المثال، لماذا تخلّى مالك السفينة عن شحنة بضائع تزيد قيمتها عن مليون دولار؟ لاحقًا، زعم صحفي محلي على التلفزيون الوطني أن مصادر أمنية أبلغته أنه أثناء فحص روتيني منذ ثلاثة أشهر مضت للمخزن رقم 12 المشئوم في الميناء، وجدوا متفجرات مصنوعة لأغراض عسكرية إلى جانب أطنان من المواد الكيماوية.
أخبر عميل سابق لوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية محطة "سي إن إن" أن جوانب محددة لهذا الانفجار تشير إلى احتراق مواد متفجرة عسكرية مع نترات الأمونيوم. في الواقع، تُظهر صور الفيديو ما بدا أنها ألعاب نارية وهي تشتعل بعد الانفجار الأول الأصغر حجمًا.
لكن ما الجهة التي تخزّن ألعابًا نارية مع نترات أمونيوم؟ يعتقد كثيرون أن هذه "الألعاب النارية" كانت عبارة عن قطع صغيرة من الذخائر. لو كان الأمر كذلك، فإن هذا يدعم الافتراض القائل إن مخزن ذخائر ربما انفجر قبل تفجير نترات الأمونيوم.

لماذا يتم تخزين هذه الكمية الكبيرة من نترات الأمونيوم في المقام الأول، حتى لو تُركت من دون قصد؟ يعتمد قطاع الزراعة في لبنان اعتمادًا كبيرًا على كبريتات الأمونيوم، بسبب الطبيعة القلوية لتربته، أكثر من اعتماده على نترات الأمونيوم التي تحتوي على نسبة أكبر من النيتروجين.
تظهر أرقام التجارة في سنة عادية هذا الأمر، إذ يستورد لبنان 25 ألف طن متري من كبريتات الأمونيوم مقابل 500 طن فقط من نترات الأمونيوم. لهذا، فإن نترات الأمونيوم ليست ذات قيمة كبيرة للمزارعين، لكن يبدو أن المطالبات المتكررة بإزالة هذه المواد لم يُستجب لها.
هناك الكثير من التساؤلات والقليل للغاية من الإجابات. غير أن معظم اللوم تركّز على الافتقار المأساوي للكفاءة لدى السلطات. من الأفضل ترك هذا الأمر الآن وانتظار ردود مدروسة من السلطات.
بصرف النظر عن سبب انفجار يوم الثلاثاء، فإن وجود نترات الأمونيوم في لبنان يُعيد إلى الأذهان منظمة حزب الله المسلحة. إن حزب الله مولع بنترات الأمونيوم – ولكن ليس بغرض الزراعة. على سبيل المثال، في عام 2012، وجدت محكمة بلغارية حزب الله متهمًا بجرم شنّ هجوم على حافلة تحمل ركاب إسرائيليين في مطار في مدينة "بروغاس"، جنوب شرق البلاد. واستُخدمت قنبلة مصنوعة من نترات الأمونيوم في ذلك الهجوم.
وبحسب "اللجنة اليهودية الأمريكية" أيضًا، فإن السلطات في أوربا خلال السنوات القليلة الماضية "عثرت على منازل آمنة ومخازن تحتوي على كميات هائلة من مواد متفجرة" خزّنها حزب الله. "وفي العام 2015، جرى اكتشاف مخزن يحتوي على 8.3 طن من نترات الأمونيوم في قبرص، وبعد ستة أشهر، جرى اكتشاف 3 أطنان من نترات الأمونيوم في أربعة مخابئ بلندن".

وقد أشارت تقارير إخبارية في العام الماضي إلى أن ألمانيا قررت في النهاية إدراج حزب الله على قائمة المنظمات الإرهابية بعد اعتقال أجهزتها الاستخباراتية عملاء تابعين لحزب الله وهم يخزنون كميات كبيرة من نترات الأمونيوم في منازل آمنة جنوب البلاد.
في مارس الماضي، نشرت مجلة أكاديمية اسمها "دراسات في شئون الصراع والإرهاب" مقالة كتبها "إيوان بوب" و"ميتشل سيلبر"، وهما ضابطا استخبارات سابقان في شرطة مدينة نيويورك، زعما فيها أن "حزب الله نفّذ بصورة متكررة في قارات مختلفة خططًا لوجستية عبر تخزينه كميات كبيرة من نترات الأمونيوم في أكياس ثلج تبدو بريئة المظهر وتُستخدم في إسعافات أوّلية".
وأضاف بوب وسيلبر أن "احتراف حزب الله في تخزين متفجرات حول العالم أثبتتها اكتشافات في تايلاند وقبرص والمملكة المتحدة" وتابع الرجلان بقولهما إن "المرة الأولى التي يجري فيها اكتشاف تخزين حزب الله لنترات الأمونيوم في أكياس الثلج المخصصة للإسعافات الأولية كانت في تايلاند عام 2012".
يبدو أن حزب الله يفضل بالفعل نترات الأمونيوم. لكن مع الاعتذار لفرقة "The Clash" لموسيقى الروك، فإن حزب الله غير مهتم بالزراعة.
بالعودة إلى المخزن رقم 12، وبالرغم من أن انعدام الكفاءة، وليس العمل التخريبي، هو السبب وراء الانفجار، إلا أن هناك العديد من التساؤلات التي بحاجة إلى إجابات. 

للإطلاع على الموضوع الأصلي .. اضغط هنا

ربما يعجبك أيضا