أبرزهم ترامب.. تحدي كورونا يفضح كبار المسؤولين

يوسف بنده

رؤية

“لا تلمس وجهك أو عينيك أو أنفك” نصيحة طبية من أطباء وخبراء في مجال الصحة للناس في مواجهة خطر تفشي فيروس كورونا القاتل والعابر للحدود والقارات، مع ظهور آلاف الحالات كل يوم في مناطق متفرقة من العالم. نصائح وجدت تفاعلا كبيرا من قبل النشطاء عبر مواقع التواصل الاجتماعي فضلا عن تصريحات الساسة والمسؤولين في عدد من الدول قبل أن ينقلبوا على نصائحهم تلك وتفضحهم شبكات التواصل وعدسات المصورين.

ترامب يفتقد وجهه!

خلال اجتماع مع مدراء شركات الطيران حول أزمة فيروس كورونا الجديد الأربعاء الماضي، قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب: “لم ألمس وجهي منذ أسابيع.. أنا أفتقده”.

تصريحات يبدو أنها استفزت نشطاء مواقع التدوين المصغر الذين سارعوا  بتصفح مختلف المواقع، وعثروا على صور حديثة للرئيس الأمريكي وهو يلمس جميع أنحاء وجهه.

مسؤولة أمريكية تلعق إصبعها

في اليوم التالي، ظهرت مسؤولة الصحة العمومية في مقاطعة سانتا كلارا بولاية كاليفورنيا، سارة كودي، وهي تلعق إصبعها فيما كانت تنصح الناس باتباع إجراءات صارمة في النظافة حتى يقوا أنفسهم من الإصابة بفيروس كورونا.

ولعقت سارة كودي إصبعها لاستخدامه في قلب صفحة، بينما كانت تقدم إرشادات لأجل التوعية بمخاطر فيروس “كوفيد 19″، ثم قالت: “حاولوا ألا تقوموا بلمس الوجه، لأن أبرز طريقة لانتقال الفيروس هي ملامسة الفم والأنف والعين”.

وشوهد مقطع الفيديو لسارة كودي وهي تفعل ذلك أكثر من 6 ملايين مرة، وقال منتقدون: إن المسؤولة الصحية وقعت في موقف محرج، لأنها مطالبة بأن تكون أول من يجسد الإرشادات الطبية عمليا.

وبحسب موقع “ذا هيل”، فإن سارة ليست المسؤولة الوحيدة التي وقعت في هذا الخطأ، لأن مسؤولين آخرين لمسوا وجوههم فيما كانوا يوصون عامة الناس بألا يفعلوا ذلك.

قوة إرادة

 هذه النصيحة الطبية هي في الواقع استراتيجية بسيطة للوقاية، ذلك أن الفيروس يمكن أن يعيش لمدة 9 ساعات على الأقل، وربما أيام، على الأسطح الصلبة.

رغم ذلك فإنها تحتاج لإرادة وعزيمة قويتين، إذ أن عدم لمس الوجه يشبه اللعبة، حيث يخسرها المرء بمجرد التفكير فيها، فما إن يطلب منك أحدهم عدم لمس وجهك، فإنك لن تكون قادرا على ذلك ولا على فعل أي شيء آخر باستثناء محاولة أو مقاومة محاولة لمس الوجه، حتى مع خطر الوقوع ضحية لفيروس كورونا الجديد.

وحتى لو كنت وحيدا في البيت أو العمل أو السيارة، فإن أول ما يخطر على بالك، يجب ألا ألمس وجهك، ولكن في لحظة ما، ربما سهوا أو مكرها تجد نفسك مضطرا للقيام بذلك، وكأن كل شيء في العالم يدفعك إلى لمس وجهك.

النصيحة بالضرورة، بحسب التجربة والممارسة وربما العادة، تثير رغبة نفسية جسدية تقتضي حك الأنف أو الأذن أو الحاجب أو العين، وباختصار لمس الوجه، فهي تصبح حاجة غريزية.

ربما يعجبك أيضا