أبعاد نفسية ورسائل مبطنة.. مناورات عسكرية صينية قرب جزيرة تايوان

محمد النحاس

كيف تؤثر التحركات العسكرية الصينية -سيكولوجيًّا- على سكان جزيرة تايوان؟


أجرت الصين الأسبوع الحالي مناورات عسكرية على مقربة من جزيرة تايوان، في استمرار للتوتر بين بكين وتابييه.

وحسب ما نقل تحليل لشبكة سي إن إن الأمريكية الإخبارية، يحمل نشاط جيش التحرير الشعبي الصيني جملة من التداعيات السلبية.. فما أبعادها؟ وما تداعياته المستقبلية في ظل توتر علاقات بكين وواشنطن؟ 

مناورات ضخمة‌

رصدت وزارة الدفاع التايوانية 38 طائرة تابعة لجيش التحرير الشعبي الصيني حول الجزيرة، ذاتية الحكم، في نشاط لافت لسلاح الجو الصيني، حسب ما نقلت سي إن إن، أمس، عن بيان للوزارة. 

وحلقت ما يزيد عن الـ70 طائرة حول الجزيرة في تدريبات ومناورات عسكرية، بعضها اخترق خط الوسط للمضيق، أو الأجزاء الجنوبية (الشرقية والغربية) من منطقة تحديد الدفاع الجوي لتايوان، وهو خط افتراضي لا تعترف به الصين. 

كيف استجابت تايوان؟

في المقابل، كثّفت وزارة الدفاع الصينية تحليق الدوريات الجوية، وتسيير السفن البحرية، وعملت على مراقبة التحركات الصينية في المنطقة، التي شملت جوًّا طائرات صينية مقاتلة، وقاذفات من طراز إتش-6، وطائرة مضادة للغواصات، وطائرات استطلاع مسيرة، وبحريا تضمنت 8 سفن نشطت حول الجزيرة، وفق بيان وزارة الدفاع التايوانية. 

وقضت الصين عقودًا في فرض حظر دبلوماسي على الجزيرة الصغيرة، وتعدها جزءًا من أراضيها، مبديةً إصرارها على عودتها للبر الرئيس، ولا تستبعد استخدام الأساليب العسكرية.

تداعيات سلبية

تتبع بكين سياسة “الصين الواحدة”، وترفض أي تغيير في الأوضاع الحالية، وتدين بكين الموقف الأمريكي، وتشجب وجود علاقات أمنية وعسكرية بين واشنطن وتايبيه. 

نقلت سي إن إن عن المحلل كارل شوستر، المدير السابق للعمليات في “مركز المخابرات المشتركة التابع للقيادة الأمريكية في المحيط الهادئ، قوله إن “استخدام تايوان المستمر لمختلف آلياتها، يسبب مشكلات في الصيانة، ويقلل من الجاهزية”، لافتًا إلى أنها تتطلب فحصًا مستمرًا، وتغييرًا لقطع غير معينة مع مرور الزمن. 

إضعاف القدرات النفسية

في تعليقه على تكرار المناورات الصينية قرب الجزيرة وتأثيرها المتوقع، يرى شوستر أن الزيادة “الحادة” في نشاط الجيش الصيني تهدف إلى إضعاف القدرات النفسية لشعب تايوان، وإضعاف قدرته على مقاومة اجتياح محتمل من الصين، وتأمل السلطات في بكين إيصال رسالها مفادها أن عودة تايوان أمر حتمي.

وإذا لم ينجح هذا التكتيك، وفق ما يرى شوستر، فالوجود المستمر لأعداد كبيرة من الطائرات الحربية والسفن التابعة لجيش التحرير الشعبي حول تايوان، يمكن أن يحد من الأصوات المدافعة عن الجزيرة. 

فان الأوان

تجمع واشنطن وتابييه علاقات أمنية وثيقة، ويمد الأمريكيون الجزيرة بالأسلحة والمعدات العسكرية، فضلًا عن وجود برامج تدريب أمنية مشتركة، وكان الرئيس الأمريكي، جو بايدن، أعلن صراحةً أن الولايات المتحدة سوف تدافع عن تايوان، حال تعرضها لغزو صيني. 

وفق الشبكة الأمريكية، رغم المبيعات العسكرية للجزيرة، أو حتى التدخل الأمريكي المحتمل -حال الاجتياح- قد يكون فات الأوان على إنقاذ تايوان، إذا ما وجدت كميات كبيرة من الطائرات والسفن الصينية حول الجزيرة. وحسب شوستر: “لا يمكن تحقيق النجاح في التصدي، إذا تحركت القوات بعد فوات الأوان”. 

يتابع شوستر: “من وجهة نظر جيش التحرير الشعبي، التدريبات المستمرة جزء ضروري من الاستعداد لتنفيذ أي تحرك ضد تايوان”، وفي حديثه عن دور مثل هذه المناورات لدى الصينيين، لفت إلى أن القوات الصينية بحاجة مستمرة إلى التدريب الذي يوفر واقعًا عمليًّا يحاكي سيناريو حرب محتملة، ويُسهم في فحص مختلف خطط الحرب. 

اقرأ أيضًا| واشنطن وبكين.. الخلافات في طريقها للخروج عن السيطرة

اقرأ أيضًا| استعدادًا لأسوأ السيناريوهات.. تحركات صينية لحماية الأمن القومي

ربما يعجبك أيضا