أردوغان في العراق لأول مرة منذ 13 عامًا.. دلالات الزيارة وأبرز أهدافها

عمر رأفت
أردوغان في العراق لأول مرة منذ 13 عامًا .. دلالات الزيارة وأبرز أهدافها؟

يزور الرئيس التركي رجب طيب أردوغان العراق، اليوم الاثنين 22 إبريل 2024، بعد آخر زيارة له منذ أكثر من عقد من الزمن، في ظل سعي بلاده إلى تعاون أكبر مع بغداد في قتالها ضد الفصائل الكردية المسلحة المتواجدة في شمال العراق.

وسلطت شبكة إيه بي سي الأمريكية الضوء على الزيارة الرسمية الأولى منذ 13 عامًا للرئيس التركي، والتي ستشمل طرح قضايا أخرى كبيرة بين البلدين، بما في ذلك قضايا إمدادات المياه وصادرات النفط والغاز من شمال العراق إلى تركيا، والتي توقفت منذ أكثر من عام.

مواجهة التحديات الأمنية

كانت آخر زيارة لأردوغان إلى العراق في عام 2011، عندما كان رئيسًا لوزراء تركيا، فيما وصف المتحدث باسم الحكومة العراقية، باسم العوادي، في بيان، زيارة أردوغان بأنها ستكون بمثابة نقطة انطلاقة جديدة في العلاقات العراقية التركية.

كما ستتضمن تلك الزيارة توقيع اتفاق بشأن نهج مشترك لمواجهة التحديات الأمنية بين البلدين، وصياغة اتفاق استراتيجي بشأن ملف المياه، وقال أردوغان إن بلاده تخطط لشن عملية كبيرة ضد حزب العمال الكردستاني، الحركة الانفصالية الكردية المحظورة في تركيا خلال فصل الصيف، بهدف القضاء على تهديداتها.

وشنت تركيا العديد من الهجمات البرية ضد الفصيل المسلح في شمال العراق في وقت سابق، بينما استهدفت الطائرات التركية بشكل متكرر أهدافًا يشتبه في أنها تابعة لحزب العمال الكردستاني في المنطقة.

أردوغان في بغداد

أردوغان في بغداد

حزب العمال الكردستاني

تهدف أنقرة الآن إلى إنشاء ممر أمني بعمق يتراوح بين 30 إلى 40 كيلومترًا على طول الحدود المشتركة مع العراق، حسبما صرح وزير الدفاع التركي الجديد، يشار جولر في تصريحات صحفية الشهر الماضي.

وفي وقت سابق، قالت بغداد إن العمليات التركية ضد حزب العمال الكردستاني تنتهك سيادتها، لكن يبدو أنها تقترب من موقف أنقرة، وفي مارس، بعد اجتماع بين وزيري الخارجية العراقي والتركي، أعلنت بغداد أن مجلس الأمن الوطني العراقي أصدر حظرًا على حزب العمال الكردستاني، رغم أنه لم يصل إلى حد تصنيفه كمنظمة إرهابية.

وأصدر البلدان بيانًا مشتركًا قالا فيه إن الجماعة تمثل تهديدًا أمنيًا لكل من تركيا والعراق، وأن وجودها على الأراضي العراقية يعد انتهاكًا للدستور العراقي.

أردوغان

أردوغان

حقوق المياه

أشارت التقارير إلى أنه من المتوقع أن تركز المحادثات بين أردوغان والمسؤولين العراقيين على التعاون في مجال الطاقة بالإضافة إلى احتمال استئناف تدفق النفط عبر خط أنابيب إلى تركيا.

وتم إغلاق خط أنابيب يمتد من المنطقة الكردية شبه المستقلة إلى تركيا منذ مارس 2023، بعد أن أمرت محكمة التحكيم أنقرة بدفع 1.5 مليار دولار للعراق مقابل صادرات النفط التي تجاوزت الحكومة المركزية العراقية. ولطالما كان تقاسم عائدات النفط والغاز قضية خلافية بين بغداد والسلطات الكردية في أربيل.

كما ستكون قضية حقوق المياه قضية رئيسة في زيارة أردوغان، وينبع نهرا دجلة والفرات، اللذان يوفران معظم المياه العذبة للعراق، من تركيا، وفي السنوات الأخيرة، اشتكى المسؤولون العراقيون من أن السدود التي أقامتها تركيا تقلل من إمدادات المياه في العراق. ويخشى الخبراء من أن يؤدي تغير المناخ على الأرجح إلى تفاقم نقص المياه الحالي في العراق، مع عواقب مدمرة محتملة.

أردوغان

أردوغان

20 اتفاقية

كان وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، قال في تصريحات صحفية أمس الأحد 21 إبريل 2024، إن زيارة أردوغان ستشمل أكثر من 20 اتفاقية.

وقال هاكان فيدان للصحفيين: “لقد أكملنا حاليًا الاتفاقات المسبقة لتنفيذ وتوقيع أكثر من 20 اتفاقية خلال زيارة الرئيس التركي”، وأضاف: “نأمل التوقيع على هذه الاتفاقيات غدًا بحضور الزعماء السياسيين لكلا البلدين”.

وأشار فيدان أيضًا إلى الجهود المبذولة للتوصل إلى اتفاقيات في مجالات مثل الأمن والطاقة والزراعة والمياه والصحة والتعليم، وأضاف: “هدفنا هو أن تكون لدينا علاقة يكون فيها الاستقرار والازدهار والتنمية الإقليميين ممكنين، وإضفاء الطابع المؤسسي على علاقاتنا بهذه الطريقة، وبذل قصارى جهدنا من أجل تنمية المنطقة وازدهارها”.

ربما يعجبك أيضا