أزمات «تويتر» تلاحق إيلون ماسك.. إقالات تعسفية وعودة ترامب

بسام عباس
إيلون ماسك

تتصاعد أزمات منصة تويتر منذ أن تولى إيلون ماسك قيادتها، خاصة مع الإقالات التعسفية وإعادة دونالد ترامب.


أفاد موقع “بيزنيس إنسايدر” بأن شركة “تويتر” أغلقت جميع مكاتبها، يوم الجمعة 18 نوفمبر 2022، ومنعت دخول الموظفين حتى يوم الاثنين المقبل.

وأضاف الموقع أن مسؤولي الشركة أخبروا الموظفين أن جميع المباني مغلقة مؤقتًا، بأوامر من المالك الجديد، إيلون ماسك، في خضم الحديث المتواصل عن خطط تقليص الوظائف بالشركة، والتغييرات الإدارية.

مخاوف من التخريب

لفت الموقع الأمريكي إلى أن إغلاق المكاتب كان خطوة مثيرة، إلا أنه يعكس مخاوف المالك الجديد للشركة من حدوث تخريب داخلي واضطرابات. وقالت الشركة إن هذه الخطوة كانت “لضمان سلامة كل موظف، إضافة إلى حماية أنظمة الشركة وبيانات العملاء”.

وأضاف أن ماسك طرد 50% من الموظفين، الذين كان يبلغ عددهم 7 آلاف و500 شخص، وألغ سياسة داخلية كانت تسمح بالعمل من المنزل، وفرض ساعات عمل طويلة، وطُلب من الموظفين الدخول إلى رابط لتأكيد التزامهم بـ”تويتر الجديد”، بحلول الساعة 5 من عصر الخميس بتوقيت نيويورك.

رؤية جديدة وانتقادات

وبحسب التقرير ، أغلقت مكاتب “تويتر” فجأة، يوم الخميس، ورفض مئات الموظفين مواصلة العمل، بموجب رؤية ماسك الجديدة للمنصة الاجتماعية، وخيّر ماسك موظفي الشركة بين الالتزام بالعمل لساعات طويلة، أو خسارة وظائفهم، وفق مذكرة داخلية نشرتها وسائل إعلام أمريكية.

وأضاف أن قلة قليلة من الموظفين وافقوا على عرض ماسك، وأنه حاول مع غيره من المديرين التنفيذيين إقناع بعض الموظفين “المهمين” شخصيًّا بالبقاء مع الشركة، في حين أفادت “واشنطن بوست” الأمريكية بأن ماسك يريد زيادة قدرة المنصة على جني الأموال، مع التركيز على طرق زيادة الإيرادات، وخفض التكاليف.

فرض ثقافة «تسلا»

أوضحت “فاينانشال تايمز” البريطانية أن الإنذار النهائي جزء من جهود ماسك لإصلاح ثقافة “تويتر” المريحة تاريخيًّا، وذلك باستخدام الثقافة القاسية لساعات عمل طويلة في شركتي “تسلا” و”سبيس إكس” اللتان يديرهما، مشيرةً إلى أنه أخبر الموظفين بأن الشركة ستركز على الهندسة، باعتبارها “شركة برمجيات وخوادم”.

وأضافت أن ماسك أرسل بريدًا إلكترونيًّا يدعو جميع مهندسي البرمجيات للحضور إلى مقر سان فرانسيسكو في الساعة 2 مساءً لحضور اجتماع شخصي، وكذلك يطلب من العمال المقيمين خارج المدينة السفر بالطائرة.

ليست المرة الأولى

أفاد “بيزنيس إنسايدر” بأن هذه المرة الثانية، التي تُغلق فيها مكاتب “تويتر” فجأة، منذ تولى ماسك الإدارة. مشيرة إلى غلق الشركة مكاتبها، ومنع الموظفين من الدخول، منذ قرابة 3 أسابيع، وفي المساء هذا اليوم، بدأ ماسك في عمليات تسريح جماعي للعاملين.

وأوضح أن إغلاق يوم الخميس جاء بعد أسبوع من إرسال ماسك بريده الإلكتروني الأول على مستوى الشركة إلى موظفي “تويتر”، قائلاً إن العمل عن بُعد في الشركة لم يعد مقبولاً، ثم خفف من موقفه، قائلاً إنه سيسمح بذلك بموافقة مدراء الأقسام.

 مخاوف من موثوقية الخدمة

أدى التخفيض الإضافي في عدد الموظفين إلى إثارة مخاوف بشأن موثوقية خدمة “تويتر” على المدى القصير، لا سيما أنها تأتي عشية بطولة كأس العالم لكرة القدم، التي عادةً ما يؤدي الاستخدام المكثف خلالها إلى اختبار الضغط على أنظمة “تويتر”، وفق ما ذكرته “واشنطن بوست“.

وتوقع العديد من الموظفين أن هجرة العقول من تويتر ستؤدي إلى فشل النظام، في حين يعتقد آخرون أن الأمر مجرد مسألة وقت، قبل أن تواجه المنصة العالمية مشكلات فنية كبيرة.

ماسك يعيد ترامب إلى «تويتر»

في تطور مثير، قرر إيلون ماسك إعادة حساب الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، على المنصة، وذلك بعد حظره منذ أحداث اقتحام مبنى الكابيتول الأمريكي في 6 يناير العام الماضي، ما يثير جدلًا واستقطابًا واسعًا بين مؤيديه ومعارضيه، وفق ما نقلته “سي إن بي سي“.

وأعلن ماسك نتيجة استفتاء أجراه على حسابه الرسمي بـ”تويتر”، وكانت النتيجة النهائية لصالح عودة ترامب بـ51.8%، في حين أن المعارضين لترامب بلغت نسبتهم 48.2%، وقبل إعلان نتيجة الاستفتاء، غرد ماسك بعبارة لاتينية تعني “صوت الناس صوت الله”، في إشارة إلى أن النتيجة ستكون نابعة من مستخدمي “تويتر”، وليس قراره الشخصي.

رد فعل ترامب

أوضح موقع “سي إن بي سي” أن خطوة إعادة ترامب إلى تويتر تأتي بعد أيام من إعلان الرئيس السابق حملته الثالثة للبيت الأبيض، لافتًا إلى أن ترامب كتب عبر منصة “تروث”، أكتوبر الماضي: “أنا سعيد جدًا لأن تويتر أصبح الآن في أيدٍ عاقلة، ولن يُدار من قبل اليساريين المجانيين، الذين يكرهون بلدنا”.

وبحسب الموقع الأمريكي، فإن ترامب قال في وقت سابق إنه سيظل على منصته الاجتماعية، بدلاً من العودة كالسابق إلى “تويتر”، ولفت الموقع إلى أن الوضع قد يتغير، وأن نشاط ترامب على “تويتر” ربما يؤثر في السباق الرئاسي المقبل عام 2024.

ربما يعجبك أيضا