يدخل حقل الدرة إلى دائرة الخلافات الخليجية الإيرانية، وسط مخاوف من تأثير أزمته في المصالحة مع السعودية.
يستمر التوتر بين الكويت وإيران بشأن الأحقية على حقل الدرة/آرش البحري للغاز الذي عُطل إنتاجه منذ تاريخ استكشافه عام 1960م.
ويبدو أن طهران قلقة من دخول السعودية على خط أزمة هذا الحقل، فقد شددت السعودية والكويت على أن ملكية الثروات الطبيعية في المنطقة المغمورة المقسومة، بما فيها حقل الدرة بكامله، هي ملكية مشتركة بين البلدين فقط.
اقرأ أيضًا: السفير الإيراني في الرياض يدعو إلى حوار إقليمي ولغم «الدرة» في الطريق
حقل الدرة المتنازع عليه بين إيران والكويت والسعودية
الكويت تلوح بإجراءات دولية
حسب تقرير صحيفة الرأي الكويتية، الخميس 3 أغسطس 2023، شدد وزير النفط الكويتي، سعد البراك، على أن حقل الدرة هو حقل مشترك بين الكويت والسعودية وتملكان وحدهما كامل الحقوق في استغلال الثروات الطبيعية فيه، مشيرًا إلى التنسيق بين وزارتي الخارجية والنفط للتهيئة لأي إجراءات أو تدابير دولية بما فيها المفاوضة لعقد المعاهدات والاتفاقيات الدولية في شأن الحقل.
ويبدو أن الكويت تسعى إلى تحريك ملفها دوليًّا في ظل عدم تعاون إيران وإصرارها على رسم الحدود المائية خارج القانون الدولي، وقال البراك إن الادعاءات الإيرانية بشأن حقل الدرة لا تنفي الوقائع على الأرض بملكية الكويت والسعودية للحقل معًا، مشيرًا إلى استمرار الاجتماعات الكويتية السعودية للعمل على تطوير الحقل من خلال شركة واحدة.
وحسب تقرير صحيفة آرمان ملي الإيرانية، اليوم الأحد، قال السفير الإيراني الأسبق لدى الكويت، رضا ميرابيان، إن بلاده تسعى للحل الدبلوماسي لأزمة الحقل المشترك مع الكويت، ولكنها ترفض أن تكون السعودية طرفًا في هذه المفاوضات؛ لأن الخلاف الحدودي يقع بين إيران والكويت.
اقرأ أيضًا: حقل الدرة.. خطوات تصعيدية إيرانية وسط تمسك كويتي بالحوار
منطقة حقل الدرة
قلق من المتشددين
كشفت صحيفة الجريدة الكويتية، اليوم الأحد، نقلًا عن مصادرها، عن أن الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي، قدم تقريرًا بصفته رئيس المجلس الأعلى للأمن القومي، للمرشد الأعلى، علي خامنئي، بشأن أزمة حقل الدرة/آرش مع الكويت، أعرب فيه عن رغبته في الحل الدبلوماسي، لكن لديه مخاوف من تدخل الحرس الثوري في إفشال ذلك.
وأوضح تقرير الصحيفة، أن رئيسي يقلق من أي خطوة خاطئة من جانب الحرس الثوري قد تنسف اتفاق المصالحة الإيرانية-السعودية، الذي أعقبه انفتاح طهران على الحوار مع دول خليجية وعربية أخرى.
اقرأ أيضًا: الحقول المشتركة.. خطوة نحو تثبيت مصالحة السعودية وإيران
اقرأ أيضًا: السعودية والكويت تؤكدان مجددًا حقوقهما المشتركة في حقل الدرة
وكان وزير النفط الإيراني، جواد أوجي، المحسوب على الحرس الثوري، قد ألمح في تصريحاته خلال الأيام السابقة إلى اللجوء للقوة لحماية حقوق إيران في الحقل المشترك مع الكويت.
وحسب الصحيفة الكويتية، فإن شركات تابعة للحرس الثوري تملك العقود الخاصة بحقل آرش/الدرة، وكذلك في حقل بارس الجنوبي المشترك بين طهران والدوحة، وهو ما يعزز من فرضية تواطؤ الوزير الإيراني مع الحرس الثوري.
اقرأ أيضًا: تعطيل حقل الدرة.. سياسة إيران تكبد الكويت خسائر فادحة
اقرأ أيضًا: تطوير حقل «الدرة» الغازي.. هل يشعل الخلافات بين إيران والخليج؟
حقل الدرة/آرش
التشغيل المشترك
تسعى طهران لترسيم الجرف القاري خارج “قانون البحار” لتضمن اشتراكها بجزء في هذا الحقل، بترسيم الحدود من جزيرة خارج الإيرانية إلى البر الكويتي، في حين تطالب الكويت بأن يكون الترسيم من جزيرة فيلكا إلى جزيرة خارج، وتتمسك بتطبيق قانون البحار.
ويبدو أن طهران تتهرب من قانون البحار الدولي، وتسعى إلى التشغيل المشترك للحقل قبل ترسيم الحدود، فقد قال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، ناصر كنعاني، إن بلاده ترغب في التشغيل المشترك لهذا الحقل.
وكان معهد دول الخليج العربية في واشنطن (AGSIW)، قد نشر في تقرير أن الحل الوسط بين البلدين هو الاتفاق على كيفية تقسيم التكاليف والإيرادات دون المساس بالسيادة الإقليمية، على غرار اتفاق أكتوبر 2022، الذي توسطت فيه الولايات المتحدة بين لبنان وإسرائيل بشأن حقل قانا.
اقرأ أيضًا: طهران تفتح باب صراع جديد مع دول الخليج بسبب حقل «الدرة».. ماذا يحدث؟
اقرأ أيضًا: نموذج «لبنان-إسرائيل».. سيناريو لتسوية خلاف إيران والكويت بشأن حقل الدرة
رابط مختصر : https://roayahnews.com/?p=1580751