أسوأ مما كان متوقعًا.. كيف سيكون تأثير الحرب النووية على المناخ؟

بسام عباس
الشتاء النووي

على مدى الـ 40 عامًا الماضية، أجرى العلماء عمليات محاكاة حاسوبية لمعرفة تأثير الحرب النووية على مناخ الأرض وسكانها.


أعاد الفيلم السينمائي “روبرت أوبنهايمر” الفضول المرضي حول القوة التدميرية للأسلحة النووية، خاصة مع وجود نحو 12512 رأسًا نوويًا في العالم.

وسيخلق تفجير جزء بسيط من هذه الرؤوس النووية موجات انفجارية شديدة قادرة على إبادة ملايين البشر فورًا، كما ستتغلغل السرطانات والأضرار الجينية التي يسببها الإشعاع في أجساد السكان المتبقين لأجيال.

الشتاء النووي

أوضح موقع ساينس أليرت أن عالمي الغلاف الجوي، بول كروتزن وجون بيركس، كتبا ورقة بحثية عام 1982 بينوا فيها أن الحرب النووية ستنتج سحابة دخان ضخمة جدًا ستسبب ما يعرف باسم الشتاء النووي، والذي سيدمر الزراعة والحضارة، وذلك باستخدام نمذجة المناخ.

وأضاف أن علماء أمريكيين وروسيين أكدوا، عام 1983، أن المدن والمجمعات الصناعية التي ضربتها الأسلحة النووية ستنتج دخانًا وغبارًا أكثر بكثير من حرق مساحة مماثلة من الغابات، ستحجب هذه الطبقة الضخمة من الضباب الدخاني ضوء الشمس، ما يتسبب في أن يصبح سطح الأرض أكثر برودة وجفافًا وقتامة.

وقال الموقع، في تقرير نشره الأحد 6 أغسطس 2023، إن النمذجة المناخية أظهرت أن ضوء الشمس الضعيف يخفض درجات الحرارة العالمية نحو 10 درجات مئوية لمدة عشر سنوات، وأن ظروف التجميد هذه سيكون لها عواقب وخيمة على إنتاج الغذاء العالمي وستؤدي إلى مجاعة شاملة في جميع أنحاء العالم.

عصر جليدي نووي

ذكر الموقع الأمريكي أن النماذج المناخية الحديثة أكثر تعقيدًا من التي استخدمت في الثمانينيات. وعلى الرغم من وجود عدد أقل من الأسلحة النووية في عالم اليوم، فإن النتائج الأكثر حداثة من عمليات المحاكاة الحاسوبية تشير إلى أن التوقعات الوخيمة التي قدمها العلماء قبل 40 عامًا ربما كانت أقل من الحقيقية الآن.

وقال علماء البيئة في جامعة روتجرز بالولايات المتحدة، بقيادة آلان روبوك، في ورقة بحثية حديثة، إن نظرية الشتاء النووي ساعدت في إنهاء انتشار الأسلحة النووية خلال الحرب الباردة. وأنه في ذروة سباق التسلح في منتصف الثمانينيات، كان هناك أكثر من 65 ألف سلاح نووي، تقلصت إلى 12 ألف.

وكشف الموقع أن النماذج المناخية الأحدث والأكثر تعقيدًا، المستخدمة لنمذجة التغيرات المناخية المستقبلية الناجمة عن احتراق الوقود الأحفوري، تشير إلى أن خطر نشوب حرب نووية بين الولايات المتحدة وروسيا هو الأكثر احتمالاً، ونتيجة لذلك سيبرد المحيط وسينتقل العالم إلى “عصر جليدي نووي” يستمر لآلاف السنين.

اقرأ أيضًا: سباق التسلح.. تحذيرات مستمرة من الإنفاق العالمي المتزايد على الأسلحة النووية

لا يزال التهديد قائمًا

أفاد الموقع بأن النمذجة العلمية أتاحت لنا رؤية تداعيات الحرب النووية دون الحاجة إلى تجربتها، وشجعت 40 عامًا من البحث العلمي في هذه الاحتمالات على اعتماد معاهدة الأمم المتحدة لحظر الأسلحة النووية في عام 2017، والتي صادقت عليها معظم الدول.

وأوضح أن الحرب في أوكرانيا أعادت إظهار المخاوف القديمة، فالرئيس الروسي فلاديمير بوتين هدد باستخدام محدود للأسلحة النووية كجزء من الصراع، ويمكن أن يتصاعد إطلاق إحداها إلى تبادل إقليمي أو حتى عالمي يغرق المليارات من الناس في عالم مروع لن يمكننا فهمه.

وشدد على ضرورة دراسة عواقب تفجير الأسلحة النووية والعمل من أجل القضاء على هذه الأسلحة، محذرًا من أن خطر الحرب النووية لم يختف، وأن العصر الجليدي النووي الذي سيقضي على الحياة على الأرض لآلاف السنين أمرًا ممكنًا.

اقرأ أيضًا: دراسة: الاحتباس الحراري يتسبب في تسريع موجات الجفاف

ربما يعجبك أيضا