“أسوان للسلام والتنمية”.. رموز أفريقيا والعالم يقدمون روشتة علاج الأزمات والحروب

إبراهيم جابر

رؤية – إبراهيم جابر:

القاهرة – افتتح الرئيس عبدالفتاح السيسي، اليوم الأربعاء، منتدى أسوان للسلام والتنمية المستدامة في أفريقيا والذي يستمر لمدة يومين، بمشاركة عدد من كبار المسؤولين المصريين والأفارقة والدوليين، لبحث عدد من القضايا الهامة لتحقيق التنمية في القارة السمراء، أبرزها: “مبادرة إسكات البنادق في أفريقيا”، و”آليات استدامة السلام”، و”منع الصراعات”، و”دور المرأة الأفريقية”، و”الشراكة الأفريقية مع العالم”.

“السلام والتنمية”

الرئيس المصري، أكد في كلمته خلال الجلسة الافتتاحية للمنتدى، ضرورة تكاتف كافة الجهود الإقليمية والدولية لدعم أمن واستقرار القارة الأفريقية، استنادا إلى مبدأ سيادة الدول والدور المحوري للحكومات في صياغة اتفاقيات السلام وخطط التنمية وفقا للأولويات الوطنية، بما يرسخ الملكية الوطنية لهذه الجهود، مشددا على أن تحقيق السلام واستمراره على المدى الطويل لن يتحقق سوى بتعزيز قدرة الدول والحكومات على بسط سيادتها على كامل ترابها، والارتقاء بقدراتها المؤسسية.

وأضاف: “إننا جميعا نعي العلاقة الوطيدة بين تحقيق التنمية واستقرار حالة الأمن والسلم في قارتنا، ونجاح مجهوداتنا المتواصلة بات يتطلب منا المزيد من التضافر وتكثيف العمل لمسابقة الزمن وصولا إلى الأهداف التي نسعى إليها، مشيرا إلى أن القارة تحتاج مقاربة شاملة في معالجة التحديات التي تواجه القارة مبنية على التنمية المستدامة بالقارة، وأن التنمية المستدامة تحقق الاستقرار والأمن وتطلعات شعوب القارة في مستقبل أفضل.

وقال الرئيس المصري، إن مواجهة تلك التحديات والمشكلات تتطلب منا تضافر كافة الجهود، استنادا إلى المبدأ الأفريقي الراسخ، “الحلول الأفريقية للمشاكل الأفريقية”؛ مؤكدا أن إدراك هذا المبدأ دافعا قويا للقادة الأفارقة في السنوات الماضية للسعي إلى صياغة خطط واستراتيجيات محددة تهدف إلى تحقيق تطلعات الشعوب الأفريقية في مختلف المجالات، فمن خلال اجتماعات متواصلة وجهود حثيثة، نجحت أفريقيا في صياغة أجندة التنمية 2063 التي تلبي أهدافها احتياجات أبناء القارة.

وأضاف أن الاتحاد الأفريقي اعتمد مبادرة إسكات البنادق بحلول عام 2020 التي تهدف إلى القضاء على كافة النزاعات والصراعات في القارة مع حلول عام 2020 من خلال إعداد أطر تنفيذية واضحة تعالج جذور النزاعات وتساهم في إعادة الإعمار والتنمية في فترة ما بعد انتهاء الصراع، ولا شك أن تفعيل تلك المبادرة يمثل ركنا أساسيا في تحقيق الاستقرار في ربوع القارة، خاصة من خلال بناء مؤسسات الدولة الوطنية وتمكينها من الاضطلاع بمهامها والحفاظ على مقدراتها ومساعدة شعوبها على الانطلاق نحو التنمية والرخاء.

 ومضى: “تؤمن مصر بأن السبيل الأمثل لإقرار السلام والاستقرار في القارة الأفريقية، وفي العالم، هو العمل على معالجة الأسباب الجذرية للمشكلات التي تهدد السلم والأمن، ومنع نشوب النزاعات والأزمات في المقام الأول، لا سيما من خلال وسائل الدبلوماسية الوقائية والوساطة لتسوية الخلافات التي قد تنشأ بين الدول”، معربا عن تفاؤله بمستقبل القارة”.

“الإرهاب وداعميه”

واستشهد السيسي بتجربة مصر في مواجهة التحديات والأزمات خلال السنوات الماضية، قائلًا: “ما حدث في مصر صورة مصغرة للواقع الأفريقي الذى نعيشه، فمصر في 2013 كانت تواجه تحديات كثيرة بما فيها حرب أهلية وإرهاب وكان أمامنا خياران الأول نواجه الإرهاب ونتوقف عن التنمية، أو نتخلى عن مواجهة الإرهاب ونبحث عن التنمية، لكن تحركنا في المسارين، وعلشان كده في أفريقيا معندناش غير التحرك في التنمية المستدامة وتعزيز منظومة السلم والأمن الأفريقية”.

ولفت السيسي إلى أن مواجهة الإرهاب لم تقتصر على سيناء فقط، ولكن الدولة المصرية واجهت الإرهاب في الحدود الغربية وكنا أول من تضرر من الموقف الليبي، ونتحرك لسرعة حل هذه الأزمة، متابعا: “ليس لدنيا خيار سوى التحرك سويا لمواجهة هذا التحدى.. ومصر مستعدة أن تسهم ما أمكن في دعم هذه الدول التى تواجه الإرهاب”.

ونوه أن الدول الأفريقية قادرة على مواجهة الإرهاب والنجاح في القضاء عليه، لافتا إلى أن المسالة الليبية سوف تشهد حلا قريبا شاملا سياسيا للقضاء على بؤرة الإرهاب التى يتم دفع المقاتلين والذخيرة والأسلحة من خلالها إلى دول الجوار بما فيهم مصر تنتهى بشكل كبير.

وواصل الرئيس: “الإرهاب لن نستطيع مواجهته إلا بعمل جماعي، ويجب التعامل بحسم مع الدول التى تقوم بدعم ورعاية الإرهاب، ولا ننظر بنظرة ضيقة لصالح من جانب هذه الدول في دعمها لنا بشكل أو بآخر، ولكن لا بد من رد جماعي وحاسم مع الدول التي تقوم بدعم الإرهاب، لأن الجماعات الإرهابية لن يكون لها القدرة إلا إذا كان يقدم لها دعم مادي وعسكري ومعنوي”.

“600 مليار دولار للتنمية”

وشدد أمين عام الأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، خلال كلمته بالمنتدى عبر تقنية الفيديو كونفرانس، على أهمية التنمية المستدامة والشاملة للقارة الأفريقية، ومواجهة الأزمات المنتشرة في المجتمعات الأفريقية، مؤكدا أن مبادرة إسكات البنادق في أفريقيا بحلول عام 2020 مهمة للغاية، وأن أفريقيا لديها النشاط والفرص الكبيرة.

وقال محمد يوسفو، رئيس جمهورية النيجر، إنه لا يمكن تحقيق التنمية بدون أمن، وإن أفريقيا بها نصف الدول الديناميكية فى العالم وتنفيذ البرامج المختلفة، تحقيق حد أدنى من النمو يصل إلى 7% من خلال نمو متنام يقضي على الفقر ويسمح بمحاربة التميز وعدم المساواة، لافتا إلى أن القارة الأفريقية تحتاج 600 مليار دولار سنويا لتحقيق التنمية، وأنه لا بديل عن تشجيع الاستثمارات داخل القارة الأفريقية من خلال التركيز على مزايا الاستثمار فى الدول الأفريقية وتشجيع المستثمرين على هذا الأمر.

ودعا الرئيس النيجيري محمد بخاري، إلى توفير وسائل المواصلات والتواصل المختلفة بين دول القارة لتسهيل انتقال السلع والأشخاص بين دول أفريقيا، مشددًا على أهمية منع هجرة الشباب للاستفادة الوطنية من قدراتهم، لافتا إلى أنه يجب إعطاء أولوية كبرى لتعزيز البنية والحوكمة بالقارة الأفريقية، وأنه يجب التركيز على منع النزاعات لتسببها فى آثار سلبية بالغة على شعوب القارة.

ربما يعجبك أيضا