ألمانيا تسمح بـ«الحشيش».. ما القصة؟

كشف وزير الصحة الألماني، كارل لوترباخ، عن مشروع قانون مثير للجدل بشأن إضفاء الشرعية على الاستخدام الترفيهي لعقار القنب (الحشيش).

ويهدف المدافعون عن استخدام الحشيش في الحكومة الائتلافية بألمانيا إلى إضفاء الشرعية على العقار، هذا العام، لكنهم يواجهون مقاومة من المشرعين المحافظين، وبعض الأطباء وممثلي إنفاذ القانون، وفق ما ذكرته إذاعة ألمانيا (دويتشه فيله).

تقنين القنب

وفق تقرير دويتشه فيله، اليوم الخميس 17 أغسطس 2023، وصف لوترباخ مشروع قانون تقنين القنب بأنه “نقطة تحول” مهمة جدًا، لكنه قال في بيان مشترك لوزارتي الصحة والزراعة: “لا ينبغي لأحد أن يفهم القانون خطأ، سيجري تقنين استهلاك الحشيش، لكنه يظل خطيرًا”.

وجاء في البيان أن حماية الأطفال والمراهقين عنصر أساسي في المشروع التشريعي بأكمله، مشيرًا إلى الحملة الإعلامية للشباب “قانونية ولكن”، التي ستطلقها وزارة الصحة، تهدف إلى الحد من السوق السوداء والجرائم المتعلقة بالمخدرات، والتجارة بالمواد المغشوشة أو السامة.

وزير الصحة كارل لوترباخ

استخدام القنب

وصف وزير الزراعة، جيم أوزدمير، مشروع القانون بأنه خطوة مهمة نحو سياسة العقاقير، وقال إن القانون “المتأخر” يلغي معاقبة العديد من الذين يستخدمون القنب لأغراض خاصة، إلى جانب زيادة حماية الأطفال والشباب.

وأشارت دويتشه فيله، في تقريرها، إلى أنه وفقًا لأرقام الحكومة الفيدرالية، استخدم 4.5 مليون بالغ في ألمانيا الحشيش مرة واحدة على الأقل،  خلال العام الماضي.

قانون تقنين القنب

يُمكن مشروع القانون من تزيد سنهم على 18 عامًا امتلاك 25 جرامًا من الحشيش، وزراعة ما يصل إلى 3 نباتات للاستخدام الشخصي.

ووفق القانون، ستمنح الموافقة لـ”جمعيات الزراعة” المعروفة باسم “نوادي القنب الاجتماعية”، التي تزود أعضائها بمنتجات القنب المزروعة محليًّا. في حين لم يُسمح للأعضاء بتناول الحشيش في مباني الأندية، أو ضمن مسافة 200 متر من الموقع.

ويجب ألا تكون النوادي نفسها على بعد 200 متر من المدارس أو مراكز الرعاية النهارية أو رياض الأطفال، ما يجعل العثور على موقع مناسب تحديًا كبيرًا.

تجريم القنب

بعد تجاوز مسألة تجريم الحشيس، يتيح القانون المقترح للمتاجر المتخصصة بيع الحشيش والمنتجات، التي تحتوي على رباعي هيدروكانابينول، لكن فقط في مناطق ومدن مختارة، ستسمى بالمناطق النموذجية، وذلك لمدة 5 سنوات.

ورغم تأييد فئة كبيرة لهذه الخطوة، انتقد الأطباء تقنين القنب، وفي بيان مشترك، حذرت 5 جمعيات لأطباء الأطفال والشباب من هذه الخطوة، لأنها تهدد الصحة العقلية للشباب، وتعارض نقابة الشرطة مشروع القانون. وحذرت جمعية القضاة الألمانية من العمل الإضافي بسبب اللوائح التفصيلية العديدة بشأن نوادي القنب وتوصيل المخدرات.

معارضة تقنين القنب

إلى جانب معارضة الأطباء والشرطة والقضاة، عارض المشرعون المحافظون من عدة ولايات القانون المقترح، على اعتبار أن المشروع “غير مسؤول طبيًّا” ووصفوه بأنه اعتداء على الشباب والصحة. وصرح وزير داخلية ولاية ساكسونيا الشرقية، أرمين شوستر، من حزب الديمقراطيين المسيحيين المعارض (CDU)، لشبكة “تحرير ألمانيا” بأن هذا القانون سيجلب معه فقدان السيطرة الكاملة.

وقال وزير الداخلية في ولاية هامبورج، آندي جروت، من حزب الديمقراطيين الاشتراكيين من يسار الوسط في لوترباخ لمحطة «إن دي آر» العامة: “إذا وجد شيء لسنا بحاجة إليه، فهو هذا القانون، خاصة عند الاطلاع على تجارب دول أخرى، يتضح أن التقنين يؤدي إلى ارتفاع كبير في الاستهلاك، فضلًا عن آثاره الجانبية.”

نبات القنب

بيروقراطية شاملة لمراقبة القنب

ألقى جروت بظلال من الشك على ما إذا كان إضفاء الشرعية على استخدام الحشيش الترفيهي سيؤدي إلى تقليل تداول السوق السوداء، كما يدعي دعاة هذه الخطوة في كثير من الأحيان. وقال إنه يخشى أن يزداد الطلب على الحشيش غير القانوني، بسبب فاعليته العالية وأسعاره الرخيصة، وأن السوق السوداء والسوق القانونية سيختلطان معًا.”

وقال أيضًا إن تنظيم استخدام القنب سيتطلب “بيروقراطية شاملة للمراقبة” لضمان التمسك بجميع شروطه. وحتى النواب في ائتلاف لوترباخ من حزب الديمقراطيين الأحرار النيوليبراليين، الذين يوافقون عمومًا على تقنين الحشيش، يتحدثون أيضًا عن “وحش بيروقراطي قادم”. في حين أن أنصار التقنين غير راضين عن الاعتراضات، ويقولون إن اللوائح الجديدة مفصلة للغاية.

اقرأ أيضًا| «طالبان» تحظر زراعة القنب والإتجار في كافة أنواع المخدرات