أوراسيا ريفيو | روسيا المُسلمة.. كيف سيشكل المسلمون الروس مستقبل البلاد؟

ترجمات رؤية

ترجمة بواسطة – آية سيد

أنهت رابطة العالم الإسلامي لتوها أول مؤتمر دولي لها حول السلام والتعايش الديني في موسكو، ولا شك أن المصداقية الإسلامية والمشهد الديني القويم اللذين سيتأسسان في روسيا لهما أهمية كبرى؛ نظرًا للاتجاهات السائدة، الديموغرافيا أيضًا من ضمن أكثر المحركات التي لا تحظى بتقدير في السياسة الروسية المعاصرة في الشرق الأوسط.

في روسيا, تشكل العوامل القومية قضية التحامل على الإسلام والمسلمين. ويُعد مفهوم تحديد الهوية الدينية مفهومًا مهمًا ويرتبط في كثير من الأحيان بالعرقية، وهكذا تُعرِّف الجماعات العرقية، مثل الأديغة, والشيشانيون, والكازاخ, والتتار, والتركمان والأوزبك نفسها على أنها "قوميات" مسلمة.

من المؤكد أن بعض الجماعات القومية الروسية منقسمة في سلوكها تجاه الإسلام. على سبيل المثال, بعض القوميين الأرثوذوكس يرون المسلمين حلفاء محتملين ضد الصهيونية و"الغرب الكافر"، بينما يرى آخرون الإسلام المسلح أداة للغرب وللصهيونية في هجماتهم على روسيا الأرثوذوكسية. هذه العناصر الأيديولوجية موجودة في قلب الإسلاموفوبيا في روسيا. لقد أدت الهجرة الداخلية, لا سيما من المناطق الجنوبية ذات الأغلبية المسلمة إلى مدن روسيا الكبرى, أدت إلى هجمات كراهية.

أحد العوامل الأخرى التي تساهم في المشهد الإسلامي في روسيا هو الانخفاض المتواصل في عدد سكان الدولة, مصحوبًا بتوسع الأقلية المسلمة. لقد وضعت الديموغرافيا الإسلام على مسار أن يصبح دين الأغلبية في روسيا بحلول 2050. إن نمو "روسيا المسلمة" يساعد في دفع الكرملين إلى تولي دور ريادي في تسوية الصراعات الكبرى في الشرق الأوسط.

وعلى هذا النحو, يقول المسئولون الروس إن الإسلام جزء لا يتجزأ من ثقافة الدولة. تعمل روسيا والسعودية معًا بشكل متزايد في المجالات المتعلقة بالإسلام، ويوجد انجذاب قوي بين هاتين الدولتين في إطار الاحترام المتبادل وتعزيز الخطاب المناهض للكراهية.

أقامت رابطة العالم الإسلامي لقاءاتها في أماكن رئيسية في الاتحاد الروسي, من ضمنها العاصمة الشيشانية جروزني, حيث يُعد مزيج الانسجام الديني والعرقي مهمًا، وحظي مؤتمر رابطة العالم الإسلامي, الذي نُظم برعاية الحكومة الروسية ورئاسة الجمهورية الشيشانية, بأهمية خاصة لكل من موسكو وجروزني.

إن فهم دور المنظمات الاجتماعية والدينية في نشر الاعتدال مهم في روسيا بسبب مشكلات الدولة مع الإسلام المترسخة في الثقافة. وتُعرف مجالس المفتين بفرديتها في تحديد مستقبل المسلمين في روسيا، وهذه الحقيقة تساعد في خلق موقف؛ حيث يمكن لرابطة العالم الإسلامي أن تقدم الإرشاد, لا سيما فيما يتعلق بتهدئة الأصوات في الجاليات الدينية.

وعلى نحو مهم, تُعد الصلة بين روسيا المسلمة والشرق الأوسط الإسلامي محركًا في علاقة موسكو الحالية والمستقبلية بالشرق الأوسط وشمال أفريقيا. لقد بنت روسيا هذه المنطقة على الروابط التاريخية والحكومية والتجارية, وتركز الآن على مكافحة الإرهاب ورسائل التعايش السلمي والتسامح. في المقابل, ترى رابطة العالم الإسلامي ضرورة معالجة الآفات في روسيا أثناء التعاون مع الجاليات في أنحاء العالم الإسلامي الأوسع, لا سيما في أوراسيا، ومن هذا المنظور, سيكون ذلك السيناريو مربحًا لجميع الأطراف.

للإطلاع على الموضوع الأصلي .. اضغط هنا

ربما يعجبك أيضا