أوروبا تحتاج إلى تريليونَي دولار للتخلي عن الوقود الأحفوري بحلول 2040

ولاء السيد
الطاقة المتجددة

كشفت دراسة جديدة عن أن أوروبا تحتاج لإنفاق نحو تريليونَي يورو ( ما يعادل 2.1 تريليون دولار) على مصادر الطاقة المتجددة والنظيفة بحلول عام 2040.

وقالت الدراسة التي قادها معهد «بوتسدام» لأبحاث تأثير المناخ، إن هذا المبلغ يلزم الدول الأوروبية حتى تتمكن من التخلي عن الوقود الأحفوري وتأسيس قطاع طاقة مستدام ذاتيًا، أمثال الطاقة الشمسية وطاقة الرياح ومصادر الطاقة المتجددة الأخرى.

140 مليار يورو حتى 2030

الدراسة أوضحت أن القارة ستحتاج إلى استثمارات سنوية بقيمة 140 مليار يورو حتى 2030، ثم 100 مليار سنوياً في العقد التالي لتحقيق ذلك، كما سيتطلب الأمر توجيه الجزء الأكبر من هذا المبلغ للتوسع في مزارع طاقة الرياح على البر.

ورغم ذلك، فإن موارد الطاقة الشمسية والهيدروجين والطاقة الحرارية الجوفية ستكون بمثابة ركائز إضافية لاستراتيجية من شأنها المساعدة في توليد احتياجات أوروبا من الكهرباء حصريًا من مصادر طاقة متجددة بحلول عام 2030.

كما سيتطلب الأمر عقدًا آخر لتحويل نظام الطاقة بأكمله، بحسب ما جاء في الدراسة، بما في ذلك أنشطة مثل التدفئة التي يتم توفيرها حالياً بالنفط أو الغاز، إلى مصادر طاقة متجددة.

تأثير الحرب في أوكرانيا

قلّصت موسكو بشكل حاد صادرت الغاز عبر الأنابيب إلى دول الاتحاد الأوروبي، بعد بدء الحرب في فبراير 2022، الأمر الذي دفع الدول الـ27 إلى البحث عن مصادر بديلة في ظل اعتمادها على الوقود الأحفوري.

واستثمرت دول الاتحاد في البنى التحتية للموانئ، وزادت العام الماضي كميات الغاز الطبيعي المسال التي تشتريها بنسبة 70%، وتشكل الولايات المتحدة مصدر 40% من كميات هذا الغاز المنقول عبر السفن، حسب وكالة الصحافة الفرنسية، لكنّ الدول الأوروبية زادت أيضاً من كميات الغاز الطبيعي المسال الروسي.

ويُستثنى الغاز من العقوبات الاقتصادية التي فرضتها الدول الغربية على روسيا، ورغم ذلك، تراجعت نسبته من إجمالي الواردات الأوروبية خلال العامين الماضيين، إذ أصبح يشكّل 15% فقط من إجمالي وارداته إلى الاتحاد الأوروبي في الأشهر الـ7 الأولى من هذا العام، مقابل 24% في 2022 و45% في 2021.

Untitledصادرات الغاز 1

ألمانيا أكبر مستورد أوروبي للغاز الروسي

 خفض استهلاك الطاقة

في مارس من العام الجاري، اتفقت الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي والبرلمانيون الأوروبيون، على خفض استهلاك الطاقة في أوروبا بحلول 2030، من خلال تجديد مبانٍ وصناعات تعمل على ترشيد الاستهلاك، وجهود القطاع العام، بحسب يورونيوز.

الاتفاق الذي أُبرم بين مفاوضي الدول والبرلمان الأوروبي نص على خفض الاستهلاك النهائي للطاقة في الاتحاد الأوروبي في 2030 بنسبة 11,7% على الأقل، مقارنة بمستويات حددها سيناريو مرجعي وضع في 2020 لتحقيقها في نهاية العقد الحالي.

زيادة حصة الطاقة المتجددة إلى 40%

كانت وزارة الاقتصاد الألمانية، أعلنت منتصف العام الماضي، أن وزراء الطاقة بالاتحاد الأوروبي، اتفقوا على زيادة حصة المصادر المتجددة في إنتاج الطاقة بالتكتل إلى 40 % بحلول عام 2030، الهدف الذي كان قد تحدد في السابق عند 32%.

ووفقًا للبيان الذي نقلته يورونيوز، اتفق الوزراء كذلك على أن الدول الأعضاء بالاتحاد التي ستتخلف عن تحقيق المستويات المستهدفة لوفورات الطاقة سيتعين عليها أن تلزم نفسها بإجراءات إضافية.

كهرباء الوقود الأحفوري عند أدنى مستوياتها

وخلال النصف الأول من عام 2023، تراجع توليد الكهرباء من مصادر الوقود الأحفوري في الاتحاد الأوروبي لأدنى مستوياته على الإطلاق، في حين واصلت طاقة الرياح والطاقة الشمسية نموها، مع زيادة توليد الطاقة الشمسية 13% وطاقة الرياح 5%، في حين تعافت الطاقة المائية والنووية من أدنى مستوياتها التاريخية في عام 2022، بحسب تقرير نشرته “سي إن إن”.

وجاء انخفاض مساهمة الوقود الأحفوري في الغالب على خلفية التراجع الكبير في الطلب على الكهرباء، وسط استمرار ارتفاع أسعار الغاز والطاقة، وانخفاض الإنتاج الصناعي وإجراءات الطوارئ خلال فصل الشتاء، بحسب تقرير صادر عن مركز «إمبر» لأبحاث الطاقة.

ربما يعجبك أيضا