أوكرانيا تلقت شحنات «يود» من بعض الدول.. هل اقتربت الحرب النووية؟

منذ إعلان الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، حالة التأهب القصوى لقوات الردع النووي الاحتياطية في البلاد، ثارت مخاوف من الإشعاع النووي، ما أدى إلى زيادة الطلب على أقراص اليود.

وفقًا لموقع “يورونيوز نيكست” أعلن  الاتحاد البلجيكي للصيادلة، في بيانٍ، توزيع 30 ألف صندوق من أقراص اليود على الصيدليات في بلجيكا، يوم الاثنين فقط، وأعلنت صيدليات في هولندا وفنلندا نفاد كمياتها منه بنهاية الأسبوع الماضي، فما علاقة اليود بالحرب النووية؟

لماذا  الارتفاع المفاجئ في طلب اليود؟

نقلت “يورونيوز نيكست” عن خبير الأسلحة النووية والباحث في معهد الأمم المتحدة لبحوث نزع السلاح، بافيل بودفيج، قوله إن “كلام بوتين مثير للقلق، لكن ذلك لا يعني أن الحرب النووية وشيكة، لكنها فرصة لتحذير الولايات المتحدة من محاولة ضرب المواقع النووية في روسيا”.

وقالت خبيرة الحماية من الإشعاع في جامعة جرونينجن بهولندا، الدكتورة هيلكي فريك بورسما، إن “الآثار المباشرة للانفجارات النووية ستكون كارثية ستصل إلى مسافات بعيدة، لكن من الثابت أن التلوث الإشعاعي لن يكون سببه اليود المشع فقط”، مشيرًة إلى وجود ملوثات أخرى.

ما قصة أقراص اليود مع الإشعاع؟

وفقًا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC) تحتوي أقراص اليود على يود البوتاسيوم، وهو ملح من اليود المستقر، أي غير المُشِع، الذي يساعد على منع امتصاص الغدة الدرقية من اليود المشع، الناتج عن الإشعاع النووي. وقد لا يحمي يود البوتاسيوم من الإشعاع 100% لكنه يوفر وقاية لمدة 24 ساعة من وقت تناوله.

يود البوتاسيوم يحمي الغدة الدرقية فقط، وليس جميع أعضاء الجسم، من الإصابة بالمواد المشعة، لكن من أهم فوائد اليود عمومًا الوقاية من الإصابة بسرطان الغدة الدرقية، خاصة لدى الأطفال وحديثي الولادة، نتيجة لعدم احتواء الغدة الدرقية الخاصة بهم على ما يكفي من اليود.

ما الآثار الجانبية لأقراص اليود؟

قالت خبيرة الحماية من الإشعاع بجامعة جرونينجن، إن الاستخدام غير الضروري لأقراص اليود، يمكن أن يؤدي إلى أضرار صحية، فلا يمكن مثلًا الحصول على أكثر من جرعة من يود البوتاسيوم إلا بأمر الطبيب، لأن الإفراط في تناوله يؤدي إلى اضطرابات في الجهاز الهضمي والمعدة، وحساسية وطفح جلدي، والتهاب في الغدد اللعابية.

وتوصي “CDC” الجميع في أي سن بالحصول على جرعة واحدة من اليود، حتى الرضَّع والحوامل، ما عدا من تزيد سنهم على 40 عامًا، فلا يمكن أن يتناولوا أقراص اليود من تلقاء أنفسهم، بسبب زيادة خطر رد الفعل التحسسي تّجاه الدواء، الذي قد يصل إلى ضيق التنفس، فقط يمكنهم فعل ذلك حينما يكون مستوى الإشعاع في الخارج عاليًا.