إثيوبيا تعرقل التوصل لاتفاق بشأن سد النهضة ومصر تنتظر اجتماع الحسم

إبراهيم جابر

رؤية – إبراهيم جابر:

القاهرة –  واصلت إثيوبيا سياستها في مفاوضات أزمة سد النهضة، مع مصر والسودان، إذ أعلنت القاهرة، أن مواقف أديس أبابا تعرقل التوصل إلى اتفاق، عادل وشامل، يضمن حق مصر والسودان في مياه النيل، ويحقق لإثيوبيا تنميتها المنشودة، من السد الجديد، في انتظار الاجتماع الأخير، المقرر عقده غدًا السبت، لاستكمال المشاورات الفنية والتنظيمية الجارية حاليا.

المفاوضات الجارية حاليًا، والتي كانت بدأت منتصف الأسبوع الجاري، جاءت بعد جهود بذلها رئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك مع القاهرة وأديس أبابا، من أجل الجلوس مجددًا حول مائدة المفاوضات، بعد توقف المفاوضات عقب رفض إثيوبيا حضور الاجتماع الأخير في واشنطن للتوقيع على الوثيقة التي أعدتها الولايات المتحدة الأمريكية والبنك الدولي، بعد جولات من المفاوضات استمرت أكثر من 3 أشهر.

“تحفظ سوداني مصري”

وزير المياه الإثيوبي سيلشي بيكلي، قال في تغريدة عبر حسابه الرسمي بموقع التدوينات القصيرة “تويتر”، الأربعاء إنه قدم خطة بلاده من 13 مادة، بشأن قواعد التعبئة والتشغيل السنوي لسد النهضة، خلال اللقاء الذي جمعه بنظيريه في مصر محمد عبد العاطي، والسودان ياسر عباس.

وأعلنت مصر والسودان، خلال الاجتماع الثالث، أمس؛ تحفظهما على الخطة الإثيوبية، لكونها تمثل تراجعاً كاملاً عن المبادئ والقواعد التي سبق وأن توافقت عليها الدول الثلاث في المفاوضات التي جرت بمشاركة ورعاية الولايات المتحدة والبنك الدولي، بل وإهداراً لكافة التفاهمات الفنية التي تم التوصل إليها في جولات المفاوضات السابقة.

وذكرت وزارة الري المصرية في بيان على صفحتها بموقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”، أمس الخميس، عقب الاجتماع الثالث الذي عقد بين وزراء الري في البلدان الثلاثة، أن مصر أكدت استمرار تمسكها بالاتفاق الذي انتهى إليه مسار المفاوضات التي أجريت في واشنطن لكونه اتفاق منصف ومتوازن ويمكّن أثيوبيا من تحقيق أهدافها التنموية مع الحفاظ على حقوق دولتي المصب.

وشددت مصر على ضرورة أن تقوم إثيوبيا بمراجعة موقفها الذي يعرقل إمكانية التوصل لاتفاق، مطالبة بأن تمتنع إثيوبيا عن اتخاذ أية إجراءات أحادية بالمخالفة لالتزاماتها القانونية، وخاصة أحكام اتفاق إعلان المبادئ المبرم في 2015، لما يمثله هذا النهج الإثيوبي من تعقيد للموقف قد يؤدي إلى تأزيم الوضع في المنطقة برمتها.

وذكرت الوزارة في بيانها، أن مصر أشارت إلى أهمية قيام إثيوبيا بالتفاوض بحسن نية أسوة بالنهج الذي تتبعه مصر منذ بدء المفاوضات من أجل التوقيع إلى اتفاق عادل يراعي مصالح الجميع.

وجاء البيان المصري، استكمالا للبيان الذي أصدرته وزارة الري، في اليوم الثاني، والذي أكدت فيه أنه  من الصعب وصف الاجتماع بأنه كان إيجابيًا أو وصل إلى أي نتيجة تذكر حيث ركز على مسائل إجرائية ذات صلة بجدول الاجتماعات ومرجعية النقاش ودور المراقبين وعددهم.

“اجتماع الحسم”

ومن المقرر أن يعقد وزراء مياه الدول الثلاث، اجتماع، غدًا ، لإنهاء الأزمة، حيث أوضح المتحدث الرسمي لوزارة الري المصري المهندس محمد السباعي، إن المباحثات الجارية حاليا، بناء على دعوة رئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك، من المقرر لها الاستمرار من 9 إلى 13 يونيو الجاري.

وأشار السباعي في مداخلة هاتفية لبرنامج “يحدث في مصر” الذي يقدمه الإعلامي شريف عامر على فضائية “إم بي سي مصر”، الأربعاء، عن تطلع مصر للوصول إلى نتيجة خلال الأيام المقبلة، مشيرًا إلى أن الجانب السوداني كان حريصًا على العودة لطاولة المفاوضات لمناقشة النقاط الخلافية.

ووفقا لبيانات وزارتي الري المصرية والسودانية، فإن القاهرة تتمسك بوثيقة ٢١ فبراير، والتي وقعت عليها في 21 فبراير الماضي، كأساس للتفاوض، مؤكدة ثوابتها في أزمة سد النهضة، والتي تشمل مطالبة إثيوبيا بإعلان أنها لن تتخذ أي إجراء أحادي بشأن ملء سد النهضة، لحين إنهاء المفاوضات والتوصل لاتفاق، وأن ينحصر دور المراقبين على تسهيل المفاوضات فقط.

ربما يعجبك أيضا