إستراتيجية مٌقترحة لإدارة ترامب للتعامل مع الأزمة السورية

أميرة رضا

ترجمة بواسطة – شهاب ممدوح

بعثت إدارة ترامب بإشارة قوية بشأن عدم تهاونها مع أي هجوم كيماوي يشنه النظام السوري, الذي انتهك اتفاق عام 2013 الذي ألزمه بتسليم كل مخزوناته من الأسلحة الكيماوية من أجل تدميرها.

لكن الإدارة لم توضح حتى الآن سياستها تجاه سوريا وروسيا, أو بشان حملتها لمجابهة تنظيم داعش.

سيتعين على الإدارة قبل مرور المزيد من الوقت أن تضع إستراتيجية لمواجهة هذه التحديات الثلاثة ذات البعدين المحلي والدولي. نظراً لأن وجود إستراتيجية أمن قومي متماسكة يمكن أن تساعد الولايات المتحدة على تجاوز تلك المشاكل المعقدة.

بعد سفري إلى سوريا مرتين خلال الأسابيع الستة الماضية, بإمكاني أن أشهد على قُرب القوات الخاصة الأمريكية من أماكن تواجد تنظيم داعش, والقوات السورية, والإيرانية, والروسية, وشركائها من الميليشيات السورية المختلفة. هذه المواجهة القريبة قد تؤدي إلى اشتباكات غير مقصودة نتيجة حسابات خاطئة أو استفزازات متعمّدة.

حتى الآن, مضت الحملة المناهضة لتنظيم داعش قدما في سوريا والعراق بسبب التساهل الذي أبدته سوريا, وروسيا, وإيران. هذا الأمر ربما يكون قد انتهى. فالضربة الأمريكية التي استهدفت مطار الشعيرات السوري- الذي يحوي طائرات الميج, وسوخوي22, وسوخوي 25, إلى جانب طائرات الهليكوبتر والدفاعات الجوية- ربما تتسبب في إنهاء هذا التساهل, وهو ما يشير إليه هذا الخطاب العدائي من قِبل سوريا وروسيا.

الكلمات القاسية من الأفضل أن تكون مدعومة بالأدلة, والدبلوماسية الحازمة, والتهديد الجدي باستخدام القوة. والأهم من كل ذلك, ينبغي على  سبل ووسائل تلك الإستراتيجية المطلوبة أن تهتدي برؤية واضحة للأولويات, وأن تتحلى بالواقعية لخدمة المصالح الأمريكية.

إن مكانة أمريكا في الشرق الأوسط والعالم ربما تتوقف على مدى مهارة الإدارة الأمريكية في التعامل مع هذه الأزمة.

هناك عدد من المبادئ التي يمكن أن تشكل أساسا لدبلوماسية فعّالة وتحقيق نتائج ملموسة. إن ممارسة الدبلوماسية مع أطراف مثل الرئيس السوري بشار الأسد, والرئيس الروسي فلاديمير بوتين ستتطلب موقفا حازما, وبيانات واضحة  مدعومة بتهديد باستخدام القوة بشكل متناسب. هذا لا يعني أن يحلّ العمل العسكري محل الدبلوماسية, ولكن يجعلها أكثر تأثيرا.

أولا, أوضحت الولايات المتحدة الآن أنها لن تتساهل مع هجمات الأسد الكيماوية ضد شعبه. يمكن للإدارة أن تواجه الإنكار الروسي والسوري من خلال تقديم أكبر قدر ممكن من الأدلة, من دون الإفصاح عن المصادر والأساليب التي استعانت بها. وبعدها يمكن أن تدعو روسيا لتطبيق اتفاق عام 2013 الذي توسطت فيه موسكو.

ثانيا, يمكن للولايات المتحدة أن توضح أنها لن تسمح بأي تهديدات تستهدف الولايات المتحدة وقوات التحالف المنخرطة في الحملة ضد تنظيم داعش. كما يمكنها أن تدعو روسيا لاستئناف العمل باتفاق "تجنب النزاعات" لإظهار جديتها في مكافحة تهديد داعش, كما تزعم.

ثالثا, بمقدور الولايات المتحدة أن توسّع من نطاق تركيزها ليتجاوز الحملة العسكرية الراهنة ضد تنظيم داعش في العراق وسوريا, من أجل إيجاد حل سياسي مقبول لمساعدة هذين البلدين على الخروج من دائرة العنف الجهنمي الذي عانتا منه لسنوات. إن الولايات المتحدة فقط هي القادرة على حشد المجتمع الدولي للانخراط بشكل كامل من أجل تحقيق الاستقرار وحل الصراع.  

 المصدر – مركز راند

للإطلاع على الموضوع الأصلي .. اضغط هنا

ربما يعجبك أيضا