إعادة داعش إلى المشهد وتشريد الآلاف جريمة “أردوغان” الكبرى بحق السوريين

عاطف عبداللطيف

كتب – عاطف عبداللطيف

تمر الساعات والأيام ويتواصل العدوان التركي على شمال شرق سوريا وتزيد الخسائر بالقصف الجوي والمدفعي وبواسطة الفصائل المؤيدة لتركيا واستهداف المدنيين من الأكراد وغيرهم ما تسبب في نزوح آلاف السوريين، فضلًا عن تزايد خطر عودة تنظيم داعش الإرهابي إلى المشهد من جديد، وفي هذا الصدد قالت قوات سوريا الديمقراطية (قسد) التي تتقدمها وحدات حماية الشعب الكردية إن خمسة من مقاتلي داعش فروا من سجن هناك كما أحرقت أجنبيات من التنظيم عددًا من الخيام وهاجمن الحراس بالعصي والحجارة في مخيم يحتجزن فيه.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان -الذي يتابع مجريات الحرب ومقره بريطانيا- إن ما يربو على 150 قتيلًا سقطوا في غضون أيام،

ويعزز المخاوف من عودة داعش مرة أخرى ما قاله وزير الدفاع الأمريكي السابق، جيم ماتيس، أمس السبت، أن تنظيم داعش لم يهزم وسينهض مجددًا إذا لم تواصل الولايات المتحدة الأمريكية حربها ضده، يأتي هذا في الوقت الذي أعلنت فيه أمريكا سحب قواتها من سوريا ما برره دونالد ترامب بأن سحب القوات لحماية حدود بلاده. 

وقالت الأمم المتحدة: إن أكثر من 130 ألف سوري نزحوا من المناطق الريفية المحيطة بتل أبيض ورأس العين جراء العدوان التركي على سوريا. وحسب رويترز، كان المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك، قد قال في وقت سابق: إن العملية العسكرية التركية يجب أن تتقيد بالقانون الدولي، مؤكدًا أنه يجب حماية المدنيين من هذه العملية.

سلوكيات داعش

أكد الباحث المتخصص في شؤون الحركات والجماعات، منير أديب، أن إعدام 9 من اﻷكراد -بدم بارد- من قبل قوات موالية للقوات التركية لا يختلف كثيرًا عن سلوكيات داعش. 

وأضاف أديب -في تصريحات خاصة– أنها دليل جديد يؤكد هدف تركيا الحقيقي من عمليتها العسكرية “نبع السلام”.

ضد السلام

وقال الباحث في العلاقات الدولية، هشام البقلي: إن الهجوم التركي الأخير على شمال شرق سوريا يعيق عمل اللجنة الدستورية التي تم تشكيلها لإعادة تشكيل الدستور السوري نظرًا لتفاقم وتردي الأوضاع في شمال شرق البلاد، وعدم وضوح الرؤية بشكل كبير للأوضاع في الفترة القادمة وهل امتداد العملية العسكرية التركية سيتبعه التوغل في داخل الأراضي السورية أم لا، وما هي المسافة؟.

وأضاف هشام البقلي -في تصريحات خاصة لـ”رؤية”– إن هذا العدوان التركي سيعيق الجهود التي تمت خلال الوقت الماضي لحل الأزمة السورية مع احتمالية كبيرة لعودة داعش بشكل كبير في الفترة المقبلة؛ ما يعرقل كل الجهود الرامية إلى وجود تسوية شاملة للصراع هناك.

وأشار الباحث في العلاقات الدولية إلى أن هناك غموضا يكتنف مستقبل العملية العسكرية بشأن مستقبل الأكراد ما يزيد من الأزمة، ولو تطرقنا إلى بيانات الإدانة الصادرة عن القوى الغربية للتدخل التركي في سوريا، فسوف نجد أنها بيانات مطاطة وعادية تراعي مصالح الغرب مع تركيا وسمعنا بها سابقًا في سوريا وغير سوريا، وليست بيانات أو توجهات فاعلة وهذا أمر متوقع، ومن الواضح أن “أردوغان” كانت له ترتيبات كبيرة وواسعة قبل بدء عمليته العسكرية حفاظًا على مصالحه مع القوى الغربية.

محاسبة أردوغان

ومع استمرار العملية العسكرية التركية “نبع السلام” ضد السوريين، أدان مركز سلمان زايد للدراسات بالشرق الأوسط بشدة العمليات العسكرية التي تنفذها تركيا في سوريا، وأكد المركز أن تلك العمليات التركية تهدف إلى إبادة الأكراد واحتلال جزء من الأراضي العربية السورية.

ومن هذا المنطلق، طالب مركز سلمان زايد للدراسات بالشرق الأوسط المجتمع الدولي بتحمل المسؤولية تجاه سوريا والأكراد والوقوف بقوة وحزم أمام المحتل التركي، كما ناشد المركز الجنائية الدولية بالتحقيق في كافة الجرائم التي ارتكبها أردوغان ضد الشعب السوري بمختلف طوائفه.

ووجه نداءً عاجلًا إلى مجلس الأمن والأمم المتحدة بضرورة اتخاذ إجراءات حاسمة ضد ما أسماه -النازي الجديد- رجب طيب أردوغان.

ربما يعجبك أيضا