بين استمرار الانقسام وفشل الوسطاء.. إلى أين تتجه الأوضاع في ليبيا؟

ضياء غنيم
الوضع في ليبيا

مع تصاعد الأزمة الليبية واحتدام الصراع بين الدبيبة وباشاغا، هل توجد بوادر لحل توافقي؟ وماذا عن حرب الولاءات التي أدت إلى استنفار عسكري في بعض مناطق ليبيا؟


يتأرجح الوضع في ليبيا بين استمرار الانقسام وفشل جهود الوسطاء الدوليين في جمع الأطراف، لترتيب المشهد السياسي وإنهاء المرحلة الانتقالية، مع تحركات عسكرية تثير المخاوف من تفجر الصراع مجددًا.

وتستضيف مصر اجتماعات مجلسي النواب والدولة برئاسة المستشارة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة في ليبيا، ستيفاني وليامز، بدأت يوم الأربعاء 13 إبريل 2022، للتوافق على قاعدة دستورية وإجراء الانتخابات في أقرب وقت ممكن. لتستقر الأوضاع سياسيًّا واجتماعيًّا داخل ليبيا.

تعليق أعمال اللجنة العسكرية المشتركة

تهدد تحركات باشاغا والدبيبة بتحويل جمود الموقف إلى صراع مفتوح، يمتد بين مؤسسات الدولة وإفساد جهود توحيد المؤسسة العسكرية، مع تأثر قناة الاتصال العسكرية بين الجانبين، لجنة 5+5، بالتطورات السياسية والميدانية. ودخلت اللجنة العسكرية على خط الأزمة الليبية، فقد علق ممثلو الجيش الليبي مشاركتهم، احتجاجًا على ممارسات حكومة الوحدة التي تهدد الأمن القومي.

وفي ظل امتناع الحكومة المقالة عن صرف رواتب منتسبي الجيش، منذ 4 أشهر، طالب الأعضاء الـ5، في بيان، يوم السبت الماضي 9 إبريل 2022، قيادة الجيش بوقف تصدير النفط الليبي، وإيقاف الرحلات الجوية مع طرابلس، وغلق الطريق الساحلي الرابط بين شرق وغرب البلاد.

ونقلت بوابة الوسط عن الناطق باسم القيادة العامة اللواء أحمد المسماري، يوم الأربعاء 13 إبريل 2022، أن ديوان المحاسبة أرسل كتابًا لمصرف ليبيا المركزي بالموافقة على صرف المرتبات، وسبق أن تجاهل الديوان خطاب المصرف في ذات الشأن بتاريخ 3 إبريل.

اتهامات بتعميق الانقسام في ليبيا

في أول رد فعل على بيان اللجنة العسكرية دعت الحكومة الليبية المكلفة، برئاسة فتحي باشاغا، إلى ضبط النفس وتعزيز وقف إطلاق النار، وعدم الانجرار وراء التصعيد السياسي والعسكري. واتهمت في بيان، حصلت عليه جريدة المرصد الليبية، “مغتصبي السلطة”، في إشارة إلى حكومة الوحدة الوطنية برئاسة عبدالحميد الدبيبة، بتعميق الانقسام السياسي.

بالإضافة إلى أن الحكومة الليبية المكلفة حمّلت حكومة الوحدة الوطنية، مسؤولية وعواقب “التدخلات السافرة”، في شؤون المؤسسات الوطنية للنفط ومصرف ليبيا المركزي، والمساس بمصدر قوت الشعب الليبي. الأمر الذي يشير إلى استمرار حالة التراشق السياسي بين الحكومتين.

خطوة نحو الحل التوافقي الليبي

يتجه العديد من الدول إلى إنهاء الملف الليبي من بوابة الانتخابات في يونيو 2022، فقد اتصل السفير والمبعوث الأمريكي الخاص بليبيا، ريتشارد نورلاند، هاتفيًّا برئيس مجلس النواب، عقيلة صالح، 8 إبريل الحالي. وتستضيف مصر اجتماعات بين 24 نائبًا من مجلسي النواب والدولة، برئاسة المستشارة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة في ليبيا، ستيفاني وليامز منذ يوم الأربعاء 13 إبريل.

وتستمر الاجتماعات حتى 20 إبريل الجاري، للتوافق على قاعدة دستورية وإجراء الانتخابات في أقرب وقت خلال العام الحالي. وجدير بالذكر أن مجلس النواب قد ألَّف، في 5 إبريل الحالي، لجنة من 12 نائبًا لمراجعة المواد الخلافية في مشروع الدستور “الذي أعدته الهيئة التأسيسية لصياغة الدستور” وتعديلها مع مراعاة موافقتها للتعديل الدستوري الـ12، موضع الخلاف مع المجلس الأعلى للدولة.

إشارات مقلقة من مصراتة إلى طرابلس

تعيش المنطقة الغربية حرب ولاءات بين باشاغا والدبيبة، مع محاولة الأول استمالة ميليشيات الغرب والحصول على دعمهم في الدخول إلى العاصمة طرابلس، فقد نقلت صحيفة الشرق الأوسط، عن وسائل إعلام ليبية، قولها إن باشاغا اتصل سرًّا بقائد قوة الإسناد الأولي بالزاوية، محمد بحرون، الذي عرض شروطه لدعم الحكومة المكلفة.

وأعلنت قوة إنفاذ القانون التابعة لداخلية حكومة الوحدة، الجمعة الماضية 8 إبريل انتشارًا أمنيًّا مكثفًا من منطقة وادي الربيع، وصولًا إلى منطقة السراج داخل العاصمة طرابلس، وفي المقابل تحرك رتل مسلح يتبع قوة الاحتياط بمكافحة الإرهاب، في مصراتة متجهًا صوب طرابلس، بعد ما أعلن قائدها، مختار الحجاوي، النفير العام.

استنفار في غرب طرابلس

في صباح أمس السبت 16 إبريل تحركت أرتال عسكرية مؤيدة لحكومة الدبيبة من مدينتا الزاوية والزنتان وقوات تابعة لمدير إدارة الاستخبارات العسكرية وآمر المنطقة العسكرية الغربية، اللواء أسامة جويلي، باتجاه العاصمة، مع استمرار غلق بعض مداخل طرابلس، وسط أنباء عن استعداد حكومة باشاغا لاستلام مهامها.

وفي بيان، تلاه باسم “القادة الميدانيون” حمّل الحجاوي بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا مسئولية أي صدام، وطالب الدبيبة وباشاغا بأن يبقى الصراع بينهما سياسيًّا، بحسب وسائل إعلام ليبية.

ربما يعجبك أيضا