إن بي سي نيوز| تغير المناخ والأكسجين والتنوع البيولوجي.. حرائق الأمازون تترك الكثير على المحك

ترجمات رؤية

ترجمة بواسطة – آية سيد

إن الحرائق غير المسبوقة التي تجتاح غابات الأمازون هذا الشهر تدفع لإعادة التدقيق في سياسة إزالة الغابات في البرازيل وتجعل الباحثين البيئيين قلقين من أن الحرائق ستزيد من حدة أزمة تغير المناخ.

وقالت روبين شازدون، الأستاذ الفخري بجامعة كونيكتيكت التي درست بيئة الغابات الاستوائية: "إن آثار تدمير الغابات في الأمازون لا تبقى في الأمازون فقط. إنها تؤثر علينا جميعًا".

كانت العناوين الرئيسية لهذا الأسبوع ممتلئة بمشاهد الدخان الكثيف المنبعث من بعض الحرائق، والذي امتد إلى 2000 ميل، مغلفًا مدينة ساو باولو البرازيلية بالظلام أثناء النهار. وحثت الحرائق رواد مواقع التواصل الاجتماعي على عمل هاشتاج #PrayforAmazonia، وتلقت اهتمامًا من شخصيات مثل: بيرني ساندرز، المرشح الرئاسي الديمقراطي، وأنتونيو جويتريس، الأمين العام للأمم المتحدة.

وأضافت شازدون أن هناك أمورًا على المحك أكثر مما قد يدركه الناس، وتابعت: "هناك عواقب سلبية كبيرة على تغير المناخ على مستوى العالم، حيث تساهم الحرائق في انبعاثات الكربون. وإذا لم يُسمح للغابات المطيرة بالتجدد أو إعادة التشجير، لن تستطع استعادة قدرتها العالية على تخزين الكربون".

هذا، وتلعب المساحات الشاسعة من الغابات المطيرة دورًا مهمًا في النظام البيئي العالمي لأنها تمتص الحرارة بدلًا من أن تنعكس مرة أخرى إلى الجو. ويقول العلماء إنها تخزن أيضًا ثاني أكسيد الكربون وتنتج الأوكسجين، ما يضمن إصدار كربون أقل، ويخفف آثار تغير المناخ.

لكن مع إتلاف الحرائق للغطاء النباتي، تُظهر الأبحاث أن الأمر قد يستغرق أكثر من قرن لاستعادة مخزون الكربون المفقود.

وقالت شازدون: "يمكن أن تنمو الغابات مجددًا بعد الحرائق، لكن ليس إذا تكررت الحرائق كل بضعة أعوام، وليس إذا تحولت الأرض إلى أرض زراعية".

وأوضحت أن تقلص مساحات الأمازون وتحولها إلى أحراش "قد يأتي بنتائج سلبية على عمل الغابات والتي لا يمكن عكسها بسهولة".

وتمتد غابات الأمازون المطيرة عبر تسع دول، وهي أكبر غابة مطيرة في العالم، حيث تبلغ مساحتها حوالي نصف حجم الولايات المتحدة. وهي تحترق أيضًا بمعدل قياسي، وفقًا للمعهد الوطني لأبحاث الفضاء، حيث بلغت الحرائق هذا العام في البرازيل وحدها أكثر من 74 ألف حريق، أي تقريبًا ضعف العدد الإجمالي لعام 2018. وبحسب تحليل لبيانات ناسا، شهدت البرازيل في الأشهر الثلاثة الماضية ضعف عدد الحرائق الذي شهدته في نفس الفترة من عام 2018.

وألقت الجماعات البيئية باللوم على سياسات الرئيس البرازيلي جايير بولسونارو، الذي تولى المنصب في يناير؛ بسبب تخفيض مستوى الحمايات البيئية الذي مهّد الطريق لإزالة الغابات بطريقة غير قانونية لصالح تربية المواشي والزراعة. ونشر بولسونارو، يوم الأربعاء، مقطع فيديو على فيسبوك يلوم فيه المنظمات غير الحكومية على إشعال الحرائق كخطة للنيل منه، على الرغم من عدم تقديمه لأدلة دامغة على هذا الادعاء. وقال بولسونارو: "هناك حرب دائرة في العالم ضد البرازيل، حرب معلومات".

ويقول علماء البيئة إن خسارة المزيد من الأراضي قد يكون له تأثير مروّع بطرق أخرى. وتساعد الأشجار في الأمازون على ضخ المياه من التربة إلى الجو، حاملة كمية الأمطار إلى مناطق أخرى تحتاجها بشدة.

وعادت شازدون لتقول: "هذه الحرائق الضخمة المشتعلة الآن تحد من صمود غابة الأمازون أمام الجفاف المستقبلي وتغير المناخ، في الوقت الذي تُعدّ فيه هذه الغابة ضرورية للتخفيف من آثار هذه التهديدات. إن حماية واستعادة غابة الأمازون بات أكثر إلحاحًا الآن من أي وقت مضى".

من جانبه، قال رويل برينين، الأستاذ في جامعة ليدز بإنجلترا، والذي درس حوض الأمازون لأكثر من 15 عامًا: إن المستوى الحالي لإزالة الغابات مثيرٌ للقلق بسبب ما يعنيه لفقدان التنوع البيولوجي وإصدار المزيد من الكربون في الجو، وتابع في رسالة بريد إلكتروني: "إذا قتلنا قدرًا كافيًا من الغابة، ربما نحوّل الأمازون إلى حالة جديدة أكثر جفافًا، وربما تتحول إلى سافانا. ستكون هذه خسارة كبيرة لكوكبنا وتقريبًا تعني انتهاء معركتنا ضد تغير المناخ".

وأضاف أنه في حين أن هذا السيناريو لا يزال بعيدًا، غير أن الأمر يتطلب تغييرات فورية في السياسة.

وقال برينين: "يمكن أن تفعل البرازيل مثلما أظهرت في الماضي إذا كانت هناك إرادة سياسية".

أما بول روزولي، أحد أنصار حماية البيئة الأمريكيين، والذي سافر بانتظام إلى غابات الأمازون المطيرة في منطقة مادري دي ديوس في بيرو لمدة 13 عامًا فقال إن هذه الحرائق لا تشغل البرازيل وحدها؛ بل القارة بأكملها. إنه يُلقي باللوم على عقد من اللامبالاة تجاه إزالة الغابات في السماح للمشكلة بالتفاقم.

وأضاف روزولي: "نحن لم نشهد أبدًا حرائق بهذا الحجم من قبل، وهذا ما يُرعب الناس. إذا اشتعلت النيران بمنزلك، ستتصل بالمطافي، لكن هذا ليس خيارًا هنا".

وتابع: إنه بالإضافة إلى المناخ، فهو قلق بشأن التنوع البيولوجي – عشرات الآلاف من أنواع الأشجار والنباتات ومئات الآلاف من الحشرات والحياة البرية الأخرى التي تسكن الأمازون. واعتبر أن كل شجرة تحمل آلاف الأنواع، وأنه رأى مباشرة كيف أخلت الحرائق بالحيوانات من أكبر الثدييات إلى أصغر الحشرات.

وقال روزولي: "بينما تتسرب هذه الحرائق عبر الأمازون، نخسر الملايين والملايين من الحيوانات".

للإطلاع على الموضوع الأصلي .. اضغط هنا

ربما يعجبك أيضا