إيران نحو مزيد من إنتاج النفط.. ما القصة؟

علاء بريك

عاد مستوى إنتاج النفط في إيران إلى مستواه قبل شهر سبتمبر 2018، ومن المتوقع مواصلة زيادة الإنتاج لاستغلال تراجع صادرات النفط الروسية.


بعد عودة إنتاج النفط في إيران إلى مستواه قبل العقوبات، يتوقع عدد من المسؤولين في إيران، زيادة في مبيعاتهم من النفط عالميًّا.

وأشار تقرير نشرته وول ستريت جورنال، أمس 28 إبريل 2022، إلى أن الحرب الروسية الأوكرانية، تُعيد رسم خارطة قطاع الطاقة العالمي، لأن المستهلكين يبحثون عن بدائل للطاقة الروسية تجنبًا للعقوبات الغربية المفروضة على روسيا، فما القصة؟

إيران وروسيا وأوكرانيا: مصائب قوم عند قوم فوائد

تمتلك إيران ثاني أكبر احتياطيات للغاز الطبيعي بعد روسيا، ورابع أكبر احتياطي نفط مؤكد في العالم. وإذا عادت إيران إلى السوق العالمية فقد تصبح المُصدِّر الرئيس للنفط والغاز. ويأمل كثيرون أن تصل إيران والقوى الدولية إلى اتفاق ما، لتجد المنتجات النفطية الإيرانية طريقها إلى السوق العالمية، وبالتالي إضعاف إحدى أوراق الضغط الروسي على الغرب ودول حلف الناتو.

وأشار تقرير نشرته وول ستريت جورنال، في 28 إبريل الحالي، إلى أن الحرب الروسية تُعيد رسم خارطة قطاع الطاقة العالمي، فالمستهلكون يبحثون عن بدائل للطاقة المستمدة من موسكو، تجنبًا للعقوبات الغربية المفروضة على روسيا، وتتوقع وكالة الطاقة الدولية انخفاض الإنتاج الروسي بأكثر من الربع في الفترة المقبلة، وفي المقابل ارتفعت صادرات إيران من النفط من نحو 670 ألف برميل يوميًّا إلى 870 ألفًا.

ارتفاع إنتاج النفط الإيراني

في 2 إبريل 2022، نقلت وكالة “فارس” عن المدير التنفيذي لشركة النفط الإيرانية، محسن خجسته مهر، قوله إن الطاقة الإنتاجية للنفط الإيراني عادت إلى مستوى ما قبل الحظر، في غضون الأشهر الـ6 الماضية بعد عدة عمليات ترميمية وإصلاحية طالت البنى التحتية لقطاع إنتاج النفط الإيراني.

وذكر المسؤول الإيراني أن هذا الإنجاز قد تحقق “رغم ظروف الحظر الجائر والضغوط الاقتصادية” التي فرضت على بلاده، فكان مستوى إنتاج النفط في إيران نحو 3 ملايين و838 ألف برميل يوميًّا قبل الحظر الجديد، أي قبل شهر سبتمبر 2018، وأضاف أن صادرات بلاده من النفط قد زادت بنسبة 40% في فترة ذروة الحظر.

إلى مَن تُصدِّر إيران نفطها؟

في 2021، استوردت الصين نحو 600 ألف برميل من النفط الإيراني يوميًّا، أي أقل من إجمالي صادرات النفط الإيراني، وكان هذا المعدل هو الأعلى منذ أُعيدَت العقوبات على إيران، بحسب ما أوردت صحيفة وول ستريت جورنال، وتابعت الصحيفة بأن بكين لا تُفصِح عن حجم استيرادها من إيران.

إلى جانب ذلك، تتوجه إيران إلى الشرق لتسويق نفطها مع الدول الآسيوية، لا سيما أنها لا تثق بالوعود الأوروبية والأمريكية، وسوف تعتمد في هذا الأمر على مقايضة نفطها بسلعٍ من البلدان الآسيوية لتجاوز العقوبات الغربية، وقد أبرمت في هذا الصدد اتفاقًا مع سريلانكا تصدِّر بموجبه نفطًا إليها، وتحصل بالمقابل على الشاي وبعض السلع الأخرى، كذا أبرمت مع باكستان بمقابل الأرز، وغيرهما من الدول.

روسيا وإيران: تحالف في السياسة ومنافسة في السوق؟

تتفق إيران في عديد من الملفات الإقليمية والدولية مع روسيا، مثل دعمها للرئيس السوري بشار الأسد، ومعارضة النظام العالمي بقيادة أمريكا، لكنهما في السوق العالمية في حالة تنافسٍ، فيتمتع النفط الإيراني بخصائص تشبه إلى حد نظيره الروسي، ما يسمح له بالحلول محل النفط الروسي في مصافي التكرير، حسب ما أوردت “وول ستريت جورنال”.

وفي الوقت الحالي، خفَّضَت الصين وارداتها النفطية من روسيا، وتستورد مزيدًا من النفط الإيراني، على الرغم من فارق الأسعار لصالح الروسي، فإن موسكو تبيع البرميل الواحد بسعر يقل 30 دولارًا عن السعر العالمي، في حين تبيع إيران البرميل الواحد بسعرٍ يقل 20 دولارًا فقط.

نحو مزيدٍ من إنتاج النفط

على الرغم من تعرقل المفاوضات بشأن الملف النووي، فقد كانت إيران تزيد إنتاجها النفطي، بحسب “وول ستريت جورنال”، وفي الأشهر الأخيرة بدأت إيران أعمال الحفر لإعادة تشغيل آبار لم تكن مستغلة في السابق، بسبب العقوبات. وقد صرح مسؤول إيراني بأن بلاده ستكون مستعدة لبيع مزيد من النفط.

وعلاوة على ذلك، أرسلت طهران ناقلات نفط تحمل على متنها ملايين براميل النفط، لتكون جاهزة للبيع عند الطلب، وترسو هذه الناقلات، بحسب ما نقلت الصحيفة في ميناء شمال الصين بالقرب من كوريا الجنوبية التي أجرى مسؤولوها، في فبراير الماضي، محادثات مع نظرائهم الإيرانيين في سيئول بشأن استئناف تجارة النفط والإفراج عن أرصدة إيرانية مجمدة في المصارف الكورية.

ربما يعجبك أيضا