ازدواجية قطر: تدعم حزب الإخوان المحظور وتدعي مكافحة الإرهاب في طاجكستان

يوسف بنده

رؤية – بنده يوسف

بعد أن تعرضت قطر لاتهامات دولية بدعم الجماعات الإسلامية المتطرفة والإرهابية في العالم، قامت بغسل سمعتها عبر تشكيل هيئات ومؤتمرات دولية وكذلك المشاركة في الهيئات والاتفاقيات الدولية لمكافحة الإرهاب. بينما الأمر على أرض الواقع، يثبت أن قطر لم تكفّ بعد عن توظيفها ودعمها للجماعات الإسلامية المتطرفة في دعم مشاريعها في المنطقة.

وبالنسبة للحالة الطاجيكية، فقد استفادت قطر من الجماعات والعناصر المتطرفة هناك في إشعال الحرب الأهلية في سوريا عبر تشكيل جبهة النُصرة وجماعة داعش. إلى جانب دعم قطر لأحزاب الإسلام السياسي في طاجيكستان، ومنها حزب النهضة الإسلامية.

والآن تقوم قطر، بتبني مؤتمرات مكافحة الإرهاب في طاجكستان من غسل سمعتها؛ فبينما هي تعلن محاربتها لتنظيم الدولة الإسلامية “داعش”، تستمر قطر في علاقاتها مع أحزاب الإسلام السياسي وتدعمها إعلاميا وماليًا.

حزب النهضة الإسلامية

تأسس الحزب عام 1973 ويقوم الحزب على أفكار وأهداف ومبادئ تنظيم جماعة الإخوان المسلمين ويستوحي منهجه من كتب الإمام حسن البنا وسيد قطب ومحمد قطب ومحمد الغزالي والمودودي.

ترأس حزب النهضة الإسلامية في طاجيكستان الشيخ عبد الله نوري الذي توفي عام 2006. وفي عام 1991م انعقد المؤتمر التأسيسي لحزب النهضة الإسلامي في إحدى قاعات مبنى الحزب الشيوعي المنحل.

تسلل حزب النهضة الإخواني إلى الحياة السياسية، بعدما سمحت طاجيكستان للمعارضة الإسلامية فرصة المشاركة بشكل رسمي في الحكم باستثناء حزب التحرير الذي يدعو إلى إقامة الخلافة الإسلامية.

والواضح من تحركات قطر إعلاميا واستخباراتيا، أن هناك علاقة سرية مع حزب النهضة الإسلامية، وأنها قد استخدمته في تهديد أمن واستقرار منطقة وسط آسيا وخاصة دولة طاجيكستان، وكذلك استخدام مقاتلي الحزب في دعم مخططات قطر الإرهابية في منطقة الشرق الأوسط وخاصة الصراع السوري.

وتتهم حكومة طاجيكستان حزب النهضة الإسلامية، بمحاولة زعزعة استقرار الدولة الطاجيكية، وتصنفه كجماعة إرهابية، نظر لرفع السلاح ضد الحكومة في فترة التسعينيات.

وذكرت تقارير إعلامية أجنبية، أن النظام القطري أعطى حق اللجوء السياسى لـ”محيى الدين كبيري” زعيم حزب النهضة الإسلامية. ومحيي الدين كبيري، كثيرا ما كان يحل ضيفا على قناة الجزيرة القطرية.

وقد افتتحت قطر مكتبا سياسيًا للحزب فى الدوحة على غرار مكتب حركة طالبان، وهو ما أثار غضب الحكومة الطاجيكية.

وقد سعت الدوحة لرفع اسم “محيي الدين الكبيري” من قوائم الانتربول الدولي؛ حتى لا يعرضها ذلك لاتهامات بإيواء ودعم الإرهابيين. ودفعت “كبيري” إلى تشكيل ائتلاف من مجموعات معتدلة وعلمانية ودينية، من أجل مساعدة حزب النهضة الإسلامية على البقاء في الحياة السياسية بأشكال جديدة.

قطر وإيران

لا تعمل قطر وحدها أبدا فى مثل هذه القضايا، إيران موجودة أيضا بقوة كمعول هدم في طاجكستان، حيث تقدم دعمًا لحزب النهضة ظهر في استقبال “على خامنئي” المرشد الأعلى في إيران، لمحيي الدين كبيرى في العاصمة طهران.

وقد ردت طاجكستان على محاولات حزب النهضة إثارة القلاقل والعراقيل، بحظره وجميع أنشطته وإدراجه فى قائمة الجماعات الإرهابية سبتمبر 2015، وذلك بعد محاولة فاشلة في 4 سبتمبر 2015 للانقلاب على الحكومة المنتخبة، بمساعدة نائب وزير الدفاع السابق “نظر زاده”.

وبحسب اعترافات القيادي التي نشرتها طاجكستان، فإن “باباجون قيومزاده” أحد قيادات الحزب ومسئول السياسات الخارجية، التقى خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في ضواحى مدينة اسطنبول التركية، في أبريل 2017، وأن كبيرى زار قطر في مارس 2011، وسبتمبر 2012، ونوفمبر 2013، وتناولت اجتماعاته مع مسئولين القطريين مناقشة قضايا مختلفة، وخلال زيارته الأولى والثانية تم تنظيم مقابلة مع قناة الجزيرة القطرية، مضيفًا أن عددا كبيرا من أقارب كبار مسئولي الحزب يحصلون حتى اليوم على دعم من مؤسسات قطرية في صورة مساعدات خيرية.

كما أن كبيرى عام 2012 جاء إلى مصر وزار الرئيس المعزول محمد مرسي في قصر الاتحادية في لقاء سري، وأكد مصادر أن اللقاء تضمن حصول كبيرى على ضوء أخضر من إخوان مصر بتقديم الدعم الكامل لحزبه في المستقبل.

قطر تغسل سمعتها

أمام المخاوف الطاجيكية من تنامي جماعة الدولة الإسلامية “داعش” في منطقة أسيا الوسطى وطاجكستان، وكذلك بناءً على رغبة قطر في غسل سمعتها من دعم الجماعات الإرهابية، قامت الدوحة بدعم مؤتمرات مكافحة الإرهاب في طاجيكستان.

ففي مايو 2018، التقى الرئيس الطاجيكي، إمام علي رحمان، على هامش المؤتمر الدولي لمكافحة الإرهاب والتطرف العنيف، مع المبعوث الخاص لقطر لمكافحة الإرهاب، المطلق القحطاني.

وقال علي رحمان: نحن متفائلون حول مستقبل التعاون بين طاجيكستان وقطر، ونحن واثقون من أنه في ضوء التعاون مواتية والدعم المتبادل وتحقيق نجاحا هائلا في جميع المجالات. وهذا التصريح يكشف أهمية قطر في مكافحة الإرهاب في قطر؛ حيث هي واحدة من أهم عناصر أزمة الإرهاب في أسيا الوسطى وتموله.

وقد انطلقت في الثالث من مايو 2018، بالعاصمة الطاجيكية دوشنبه أعمال المؤتمر الدولي رفيع المستوى لمكافحة الإرهاب ومنع التطرف العنيف بالتعاون مع الأمم المتحدة ومنظمة الأمن والتعاون في أوروبا والاتحاد الأوروبي، وذلك بتنظيم مشترك بين قطر وطاجيكستان بالتعاون مع الأمم المتحدة ومنظمة الأمن والتعاون في أوروبا والاتحاد الأوروبي.

والواضح، أن اهتمام قطر بمكافحة الإرهاب في طاجيكستان يكشف تناقض وإزدواجية الدوحة، فهي تدعم الإسلاميين المتطفرين من جانب، ومن جانب آخر ذهبت لبلدٍ هو واحد من أهم دول آسيا الوسطى المتضررة من الإرهاب الذي تموله؛ لكي تثبت أنها تشارك التحالف الدولي لمكافحة الإرهاب مسئولياته.

ربما يعجبك أيضا