استراتيجية أمريكية جديدة ضد إيران.. وطهران ترفض الحديث عن اتفاق جديد

يوسف بنده

رؤية – بنده يوسف

قالت الولايات المتحدة إنها تأمل استغلال المصالح المشتركة القوية التي ظهرت في الأشهر القليلة الماضية مع شركائها في الاتحاد الأوروبي من أجل تحقيق تقدم في التصدي للبرنامج النووي الإيراني، عبر “وقف سلوك إيران الخبيث”.

وصرح مسؤول بوزارة الخارجية الأمريكية بأن هذه المصالح المشتركة يمكن أن تشكل “أساسا لمواصلة العمل معا لتحقيق تقدم”، وذلك قبل أن تطرح الولايات المتحدة على حلفائها الإثنين “خارطة طريق” للتعامل مع إيران.

وسيحدد وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو الإثنين “خارطة طريق دبلوماسية” وسيدعو الأوروبيين وحلفاء آخرين إلى تقديم دعم واسع لممارسة ضغوط على إيران لإجبارها على العودة إلى طاولة المفاوضات بالإضافة إلى دعمهم للتصدي “للتهديدات الإيرانية برمتها”.

القضية المحورية هنا هي سلوكيات إيران الخبيثة المتعلقة ببرنامجها النووي وتطوير الصواريخ والإرهاب والصراعات الإقليمية وقضايا أخرى.

وقالت صحيفة فيلت أم زونتاغ الألمانية، إن مثل هذا الاتفاق قد يتضمن في المستقبل تقديم مساعدات مالية لإيران بمليارات الدولارات.

وقال مسؤول الخارجية الأمريكية إن واشنطن تأمل بأن يركز الاتحاد الأوروبي على “القضية المحورية هنا وهي سلوكيات إيران الخبيثة المتعلقة ببرنامجها النووي وتطوير الصواريخ والإرهاب والصراعات الإقليمية وقضايا أخرى”.

اجتماع جديد

وقالت إيران الأحد إنها ستشارك في اجتماع مع دبلوماسيين من بريطانيا وألمانيا وفرنسا والصين وروسيا في فيينا يوم الجمعة لبحث الخطوات المقبلة بعد القرار الذي اتخذه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في الثامن من مايو/أيار بالانسحاب من الاتفاق النووي المبرم عام 2015.

وأضافت أن واشنطن لن تشارك في اجتماع اللجنة المشتركة التي شكلتها الدول الست الكبرى وإيران والاتحاد الأوروبي لمعالجة أي شكاوى بشأن تنفيذ الاتفاق.

ونقلت صحيفة فيلت أم زونتاغ الألمانية عن مسؤول كبير بالاتحاد الأوروبي لم تذكر اسمه قوله إنه ستجري أيضا مناقشة احتمال إبرام اتفاق جديد بين إيران والدول الكبرى يكون مماثلا لاتفاق 2015 ولكن مع بعض الإضافات لطمأنة الولايات المتحدة.

وقال المسؤول إن الإضافات قد تتضمن بنودا لمعالجة المخاوف الأمريكية المتعلقة ببرنامج الصواريخ الباليستية الإيراني وبدعم طهران للجماعات المسلحة في الشرق الأوسط.

ونقلت الصحيفة الألمانية عن مصادر رفيعة بالاتحاد الأوروبي، أن المسؤولين سيجتمعون في فيينا خلال الأيام المقبلة تحت قيادة الدبلوماسية الكبيرة بالاتحاد الأوروبي، هيلغا شميد، لمناقشة الخطوات التالية بعد خروج واشنطن من الاتفاق، مشيرة إلى أنهم يعتزمون “عرض مساعدة مالية على إيران للحد من تدخلها في المنطقة وتقليص تطويرها للصواريخ الباليستية.

مزيد من الضمانات

وقد دعت طهران الأحد دول الاتحاد الأوروبي إلى اتخاذ خطوات إضافية ملموسة، واصفة التعهدات الأوروبية بإنقاذ الاتفاق النووي بغير الكافية. وتواجه إيران معضلة مغادرة الشركات الأجنبية أراضيها وتخليها عن استثماراتها، تجنبا للعقوبات الأمريكية المفروضة بعد انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي مطلع أيار/مايو.

وصف وزير خارجية إيران محمد جواد ظريف الأحد تعهدات الاتحاد الأوروبي بإنقاذ الاتفاق النووي الإيراني بغير الكافية، وقال إن على الاتحاد القيام “بخطوات إضافية” بحسب ما أورده موقع التلفزيون الرسمي.

وصرح ظريف إثر لقاء جمعه في طهران مع المفوض الأوروبي للطاقة ميجيل أرياس كانتي “مع خروج الولايات المتحدة من الاتفاق النووي، تزايدت توقعات الرأي العام الإيراني حيال الاتحاد الأوروبي” وتابع “الدعم السياسي من الاتحاد الأوروبي للاتفاق النووي ليس كافيا”.

كما اعتبر ظريف أن على الاتحاد الأوروبي “القيام بخطوات إضافية ملموسة وأن يزيد استثماراته في إيران”. وأضاف “أن تعهدات الاتحاد الأوروبي لتطبيق الاتفاق النووي لا تتوافق مع الإعلان عن انسحاب محتمل لكبريات الشركات الأوروبية” من إيران.

وأعلن الاتحاد الأوروبي هذا الأسبوع أنه يريد “حلولا عملية لإتاحة المجال أمام إيران لمواصلة مبيعات النفط والغاز ومواصلة تعاملاتها المصرفية وإبقاء الخطوط الجوية والبحرية”.

لا اتفاق جديد

وفي طهران ذكرت وكالة تسنيم للأنباء أن المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي رفض التقارير التي تحدثت عن اتفاق جديد مقترح واصفا ذلك بأنها “مطالب في غير موضعها”.

وقال قاسمي “الاجتماع المقرر في الأيام القليلة القادمة للجنة المشتركة الأولى بدون الولايات المتحدة، سيشمل فحسب قضايا الاتفاق النووي بين إيران والأعضاء الآخرين”.

وكان عباس عراقجي نائب وزير الخارجية الإيراني قد قال في التلفزيون الرسمي في وقت سابق إن “اللجنة المشتركة ستنعقد يوم الجمعة بناء على طلب إيران وبدون الولايات المتحدة لمناقشة تبعات الانسحاب الأمريكي وكيفية مواصلة الدول الأخرى لالتزاماتها بموجب الاتفاق”.

وكافحت إيران لتحقيق مكاسب مالية من الاتفاق النووي ويرجع ذلك جزئيا إلى أن العقوبات الأميركية الأحادية المرتبطة ببرنامجها الصاروخي منعت المستثمرين الغربيين من التعامل مع طهران.

ووصف وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف المحادثات بين إيران والدول الأوروبية بأنها بداية جيدة فيما يتعلق بكيفية إنقاذ الاتفاق النووي لكنه قال إن هناك الكثير يتوقف على ما سيتم في الأسابيع القليلة القادمة.

ربما يعجبك أيضا