استراتيجية “خامنئي” في مواجهة الانتفاضة الإيرانية

محمود سعيد

رؤية – محمود سعيد 

في ظل الانتفاضة الإيرانية المتصاعدة ضد حكم “علي خامنئي” في إيران، لجأ النظام الإيراني، إلى طرق وحشية واستخباراتية للقضاء على الحراك الشعبي في إيران.

القمع الوحشي

فمن جهة تصدت قوات الباسيج للمظاهرات السلمين في مدن إيران بقوة مفرطة ، وبإطلاق النار والقنابل المسيلة للدموع، كما خطفت العشرات من المتظاهرين واعتدت عليهم ، ولم تفرق بين الشاب والمرأة والطفل.
أعمال قمع الهمجية قامت بها كذلك قوات من الحرس الثوري الذين تنكروا في الزي المدني وبمساعدة قوى الأمن الوطني ورغم هذا صمد المتظاهرين أمامهم.

وبلغة الوعيد والتهديد، حذر الحرس الثورى الإيرانى المتظاهرين المناهضين للحكومة من أنهم سيواجهون “قبضة حديدية” إذا استمرت الاضطرابات الحالية.

وفي الوقت نفسه، حظرت السلطات تطبيقي إنستجرام وتليجرام، بعد اتهامهما بأنهما أداة للتحريض علي العنف.
واتهمت السلطات الرسمية والصحف ووسائل الإعلام الإيرانية بلدان عربية بالتدخل وتحريض الشعب الإيراني للخروج بمظاهرات.
وقال موقع “وتر” الإيراني المقرب من الاستخبارات الإيرانية: “طلقاتنا التي ينبغي أن نستخدمها في مدينتي حلب ودمشق ضد أعداء أهل البيت، عدنا لنستخدمها في شوارع طهران وأصفهان ضد العملاء المتظاهرين”.

المظاهرات المؤيدة

وقد نظمت الاستخبارات الإيرانية مظاهرات مؤيدة للنظام أغلب عناصرها من طلاب المدارس الذين تم جلبهم من المدارس ومن الحوزات العلمية، وتم اظهارهم في وسائل الإعلام الإيرانية كمؤيدين للنظام الإيراني.

كما تعمل قناة الميادين الإيرانية الناطقة بالعربية، على تزوير الأخبار ونشر الأكاذيب وتبرير جرائم مليشيا خامنئي ضد المدنيين.
استخدام الإعلام

عمل الإعلام الإيراني وإعلام مليشياته الإرهابية في المنطقة، على التقليل من شأن المظاهرات التي اجتاحت الشارع الإيراني وحاولوا تصويرها بأنها ضد الأمن القومي في إيران، وتهدف إلى تقسيم البلاد ونشر الفوضى والخراب.

ونشرت تلك الفضائيات الأكاذيب حول المتظاهرين بأنهم عملاء للأجانب وللبلدان العربية.

الغريب أن فضائية “بي بي سي” الفارسية، التي يهمين عليها إعلاميين من أنصار “خامنئي” حاولت تصوير الانتفاضة بأنها مجرد تحركات لقوميات عرقية وإثنية داخل إيران، بل إنها في عدد من تقاريرها بررت ما يجري من قمع للمتظاهرين، رغم ان الاحتجاجات في قلب مدن إيران الكبرى.

والمفارقة أن قائد الحرس الثوري خرج على التليفزيون الرسمي الإيراني، ليعلن ما أسماه “انتهاء الفتنة” في إشارة إلى انتهاء، رغم أن المظاهرات مستمرة بشكل واسع.

مفكر إيراني يفند الأكاذيب

وقد هاجم المفكر الإيراني البارز وأستاذ العلوم السياسية في جامعة طهران “صادق زيبا كلام” رئيس المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني، بسبب اتهام الأخير لدول عربية بتحريض الشعب الإيراني للخروج إلى الشوارع والقيام بمظاهرات ضد النظام.
وقال “زيبا كلام” في رسالته التي وجهت الى شمخاني: “لقد دهشت واستغربت من تصريحكم حيث أنكم ربطتم الاضطرابات الأخيرة في إيران بدولة عربية”.

وتابع: “الاحتجاجات التي شهدتها إيران في عام 2009  نسبتموها إلى السفارة البريطانية في طهران وإلى الأمريكيين، والاحتجاجات التي تشهدها إيران اليوم نسبتموها إلى تنظيم الدولة ودولة عربية والملكيين وإسرائيل ومجاهدي خلق. والبهائيون أيضا متورطون في الاحتجاجات.. إلّا الشعب الايراني”.

وطالب “زيبا كلام” النظام الإيراني بالاعتراف بالواقع الإيراني قائلا: “أتمنى منكم ولو مرة واحدة التخلص من أوهام المؤامرة وأن تنزلوا من أبراجكم العاجية، وتسألوا الناس الذين قهرتهم سياساتكم: لماذا تحتجون؟”.

واعتبر أنه “في حال تم الرجوع إلى الشعب الإيراني والمتظاهرين أنفسهم والسماع لهم، فإن النظام حينها لا يحتاج إلى اتهام أمريكا وإسرائيل وبريطانيا وداعش ومجاهدي خلق، بتحريض الشعب الإيراني للقيام بمظاهرات”.

سيناريوهات محتملة داخل ايران

‏السيناريوهات الأبرز التي يمكن أن يلجا إليها نظام خامنئي أن يضرب الشعب بالشعب خصوصا بعد إقدامه على انزال مظاهرات أخرى مؤيدة.

‏وإذا فشل هذه السيناريو قد يلجأ خامنئي لعزل الرئيس حسن روحاني، وفي حال استمرت المظاهرات الحاشدة، فقد تلجأ الدولة العميقة إلى عزل خامنئي وروحاني وتشكيل مجلس عسكري يحافظ على الدولة.

‏وقد يندلع صِدام بين الجيش الإيراني والحرس الثوري.

‏الحل الأخير والأخطر أن يحاول خامنئي تصدير مشاكله إلى الخارج، ويشعل حربا مع محيطه الإقليمي والإعتداء على دولة أخرى.

ربما يعجبك أيضا