استمرار أزمة خزان صافر.. من يطفئ الفتيل المشتعل؟

عاطف عبداللطيف
الناقلة النفطية صافر

كتب – عاطف عبداللطيف

مع استمرار الدعوات من الحكومة اليمنية للمجتمع الدولي بضرورة التدخل لحل الأزمة، تظل أزمة خزان صافر النفطي الذي يسيطر عليه مليشيات الحوثيين قبالة سواحل اليمن قائمة.

الساعات الماضية، شهدت مطالب كبيرة وواسعة في اليمن من أجل حل أزمة المتفاقمة، حيث تعد الناقلة صافر قنبلة موقوتة تنذر بكارثة بيئية غير مسبوقة في حالة غرقها مع استمرار إهمالها وعدم صيانتها لسنوات مضت، كما أن تأخر فحص وصيانة صافر قد يؤدي لكارثة بيئية غير مأمونة العواقب.

الفريق الأممي

وزير التخطيط اليمني نجيب العوج، طالب المجتمع الدولي باتخاذ كافة الإجراءات والسبل لإنقاذ ما يمكن إنقاذه والضغط على المليشيات الحوثية للسماح بوصول الخبراء والفنيين الأمميين لفحص السفينة قبل حدوث الكارثة، مؤكدًا أن حكومة بلاده بذلت جهودًا كبيرة في سبيل وصول وتسهيل وصول الفريق الفني الأممي، مشيرًا إلى تعنت ميليشيات الحوثي المستمر ومماطلتها وإعاقة وصول الفريق الفني الأممي لإجراء عملية فحص وصيانة الخزان.

وبحسب ما أودرت وكالة الأنباء اليمنية، أكد نجيب العوج أن سفينة صافر التي ترسو في ميناء رأس عيسى والمحملة بكميات تزيد عن المليون برميل من النفط الخام لم يجري لها أي عملية صيانة منذ العام 2014. وأشار إلى أن عملية إعاقة وصول الفريق الفني الأممي إلى الخزان من قبل المليشيات الحوثية يهدد بحدوث كارثة بيئية خطيرة.

ونوه العوج بأن تأخر فحص وصيانة الخزان قد يؤدي إلى تسرب وتلوث للمياه على امتداد الشريط الساحل اليمني والإقليمي ويشكل كارثة بيئية خطيرة ويهدد محطات تحلية المياه وتضرر الآلاف من الصيادين ومئات الآلاف من الطيور والأسماك المهددة بالانقراض موضحًا أن وضع السفينة المتهالك يمكن أن يعرضها للغرق وسيعد ذلك أكبر وأخطر كارثة بيئية على الإطلاق.

مراوغة وخروقات

أول أمس الإثنين، التقى نائب رئيس الجمهورية اليمني، الفريق الركن علي محسن صالح، محافظ الحديدة الدكتور حسن علي طاهر، للإطلاع على المستجدات الميدانية والأوضاع في المناطق المحررة، حيث تطرق نائب الرئيس اليمني خلال اللقاء إلى انتهاكات المليشيات المستمرة وعرقلة وصول بعثة الأمم المتحدة لتقييم سفينة صافر، وتصاعد الخروقات والانتهاكات واستهداف وتهديد الملاحة الدولية في البحر الأحمر.

وأشار نائب الرئيس اليمني، إلى أن مليشيا الحوثي تشكل خطرًا متصاعدًا يهدد الملاحة الدولية، منوهًا بالعمليات الإرهابية التي تقوم بها الجماعة عبر نشر الألغام في عرض البحر، وتسيير القوارب المفخخة لاستهداف السفن التجارية والمناطق الساحلية الحيوية، مؤكدًا استمرار مماطلة مليشيات الحوثيين ومراوغتها بشأن سفينة صافر، وعرقلة وصول خبراء الأمم المتحدة لتقييم وإصلاح خزان النفط العائم المهدد بالانفجار في أي لحظة.

تحذيرات

وفي الوقت الذي تعالت فيه وتيرة المخاوف من استمرار التعنت الحوثي في منع صيانة وإنهاء أزمة الناقلة صافر، حذر عادل بن عبدالرحمن العسومي رئيس البرلمان العربي من خطور استمرار تعنت ميليشيا الحوثي الانقلابية وعدم السماح لفريق الأمم المتحدة لصيانة خزان صافر النفطي، بحسب ما أوردت وكالة أنباء الشرق الأوسط.

في سياق متصل، قال ماركوس أوريلانا المقرر الخاص للأمم المتحدة المعني بالمواد السامة وحقوق الإنسان: “من المهم السماح لفريق الأمم المتحدة التقني بالصعود على متن الناقلة، إذا أردنا أي بارقة أمل في منع تهديد تسرب كميات من النفط تفوق بمقدار 4 مرات تسرب (أكسون فالديز) في ألاسكا عام 1989”.

وقال أوريلانا إن تسرب النفط، إذا تحطم الخزان، سيدمر سبل كسب الرزق للمجتمعات الساحلية المحلية، والتنوع البيولوجي في المنطقة وسيؤثر بشكل كبير على طرق الشحن في البحر الأحمر، مشيرا إلى مخاطر سوء إدارة المواد الخطرة، تساءل الخبير الأممي قائلًا: هل تعلـّم العالم أي شيء من الانفجار المدمر في مرفأ بيروت في أغسطس؟

ديفيد بويد المقرر الخاص للأمم المتحدة المعني بحقوق الإنسان والبيئة، قال بحسب موقع أخبارالأمم المتحدة الإلكتروني، إن تسرب النفط من الخزان سيضر بالحق في الحياة والصحة وسلامة البيئة لنحو مليون وستمئة ألف يمني. وأضاف أن المخاطر الكارثية لتسرب النفط يعزز إلحاح الانتقال بسرعة من الوقود الأحفوري (مثل النفط والغاز) باتجاه الطاقة المتجددة.

وأشار الخبيران إلى أن الحكومة اليمنية والسلطات الحوثية كانتا قد طلبتا رسميا، في مارس 2018، مساعدة الأمم المتحدة بشأن خزان صافر. وذكرا أن الفريق لم يتمكن من الوصول إلى الخزان، بعد أكثر من عامين منذ هذا الطلب، بسبب عدم صدور الموافقات الضرورية.

ووصف الخبيران الوضع بأنه مأساة في طور الإعداد، وشددا على ضرورة منع حدوثها بكل السبل لحماية الشعب اليمني الذي عانى بما فيه الكفاية.

وترسو ناقلة صافر العملاقة المتهالكة، التي دشنت عام 1976، قبالة ميناء الحديدة الذي يسيطر عليه الحوثيون في الوقت الراهن.

وتتدهور حالة الخزان بشكل متسارع منذ أن تُركت قبل خمس سنوات بعد أن غمرت مياه البحر غرفة محركها. وتستخدم الناقلة منذ أواخر الثمانينيات كخزان، وهي تحمل الآن نحو 1.1 مليون برميل من النفط.

ربما يعجبك أيضا